ذات يمن سعيد
يمنات
فتحي بن لزرق
الباحثون عن الفرح كُثر لكن الوطن بخيل! ..
وتثبت الأيام ان الشعب اليمن ابسط الشعوب حول العالم أجمع.
شعب يمكن مداوة جرحه بكلمة .
والمه ببسمة .
شعب أحلامه ليست بالمستحيلة .
شعب يبتسم للحاضر حتى وهو في أعز أوجاعه.
وهذا المساء بكت اليمن من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها.
سارت الناس في مدن محطمة وزقاقات مظلمة وببطون خاوية وعيون ممتلئة بدموع الفرح والمحبة والشعور بالانتصار.
وتلاقت الجراح وبكت وبكت على وطن أضاعه الأنذال ودفع شعب لاحول له ولاقوة الثمن.
هذا المساء وحده هتف المتقاتلون والضحايا والمغتربون والمهجرون في بقاع العالم بصوت واحداً..
حيوا اليماني حيووه..!
هذا المساء وحده توقفت بنادق المتقاتلين لتسمع صوتاً أخر وهو يقول لهم :” لست منكم ولستم مني..
انا من هذه الأرض ولهذه الأرض أنتمي.
هذا المساء بكينا فتاهت حواسنا ولم تعد تميز ماذا نبكي ..
أنبكي فرحاً بإنتصار مستحق ..؟
أم أننا نندب هذا الواقع الذي جعل انتصارنا في بطولة ما معجزة..!
ام هي دموع الشوق للوطن الذي غاب وأرتحل؟.
ما أصعب ان تمنحك مباراة كرة قدم كل هذه الأحاسيس التي غادرتك منذ سنين.
ما أعجب الوطن الذي يصنع صغاره الأمل لكباره .
وما أقسى ان يفتش الناس عن لحظة سعادة يصنعها المتحكمون بمصائرهم فلا يجدون ..!
نجح عشرون فتى إلا قليل يقودهم “قيس اليمن” في رسم الفرحة مجددا على شفاه غادرها الفرح منذ سنين.
وإن كان للعرب قيسهم فلليمن قيسها وأبطالها الذين نسجوا قصة حب وإعتزاز وقالوا للناس هذا الوطن بخير ..
هذا المساء لايشبه مساءات 7 سنوات وربما اكثر.
هذا المساء يشبه مساءات اليمن السعيد التي قرأنا عنها ذات يوم ولم نراها واقعا إلا قليل.
هذا المساء تلاشت الحواجز وتوحدت القلوب قبل الحناجر وغرقت العيون بدموع الانتماء لليمن ولا شيء غيره .
هتفت “عدن” فأجابتها صنعاء ..
هذا المساء من زمنّا مضى وكنا نظن انه لن يعود ولكنه عاد.
طرق الأبواب وقال :” اخرجوا وأبتهجوا .
هذا المساء الذي مر مبتهجا في الشوارع وطاردته الناس في كل زقاق وقرية وشارع وجبل وسهل وساحل ..
هذا المساء كان يمنيا خالصا وحينما تحضر الأشياء بأسم اليمن يكون كل شيئا زاهياً ..
أعطني يدك ..
وخذ قلبي ..
هات أدمعك أرسم بها لوحة للوطن الذي كدنا ان ننسى فيه معالم الفرح ولو للحظة.
لليمن فرحتان..
هذا المساء ويوم تنتهي الحرب..
وإن غداً لناظره لقريب..!