أيها العالم: هذا أنا
يمنات
ماجد زايد
أيها العالم: هذا أنا، هل تسمعونني؟! أنا هنا من صنعاء اليمن، لقد عزلونا وأغلقوا علينا ولاحقونا، ثم حاولوا القضاء علينا، ولكنني أحاول الوصول إليكم منذ أيام، ترى هل وصلت؟! هل تقرأون كلامي الأن؟!
هل تعرفونني؟! هل تسمعونني؟! أنا ماجد، لقد كنت صديقكم هنا، لكنهم أبعدونا، ثم أغلقوا علينا، ثم قصفونا، ثم قتلونا، ثم سحقوا بقايانا، هل عرفتم ذلك؟! لا لا، أقصد هل تذكرتمونني الأن؟! أرجوكم لا تنسوا صديقكم المحاصر، لقد كنا أصدقاء جدًا، ولطالما ضحكنا وتحدثنا وتناقشنا معًا، أرجوكم، أخبروني أنكم مازلتم تعرفونني، وأنكم لم تنسونني بعد، لكنكم لم تبحثوا عني أبدًا، لماذا يا أصدقاء لم تسألوا عن أصدقائكم المُبعدين؟! لقد سجنونا ذلك اليوم بعد منتصف الليل، ثم القوا علينا صواريخهم، ولاحقونا ودفنوا منا الكثير، وصنعوا لحكامنا مبررات الإستمرار في عزلنا تمامًا، لكنكم لا تردون عليّ الأن، يبدو أنني مازلت في مكاني ولم أصل إليكم بعد، حسنًا حسنًا، أذا نالوّا مني أتمنى أن تعرفوا هذا: لقد حاولت الوصول إليكم بكل الوسائل، لكنني عجزت دون جدوى، وهآنذا أستسلم، مع غصة عميقة تخنقني عن الغياب والعجز والهزيمة وفشل الوصول، أنا أرجوكم، بأن تسامحونني، لأنني فشلت في الوصول اليكم لأقول لكم; إطمئنوا نحن لسنا بخير، سامحوني لقد فشلت في أن أكون بخير، فشلت في الهروب من كل هذا الإعتقال والحصار والعزل والتفكير بالإعتقال.
فشلت في الهروب من السجن اللعين، فشلت في كل شيء، وهانذا متروك حزين، وقلبي يحترق من القهر والخذلان، يبدو أنني سأبقى هنا، وحيدًا، منسيًا، محاصرًا، مهددًا، وعاجزًا عن الوصول والتعبير، تمامًا كالملايين من العاجزين والمهددين، والمقبورين في هذا الوطن!
ماجد زايد