خطر الاحزاب المسلحة على الحياة السياسية والسلم الإجتماعي !!
يمنات
أحمد طه المعبقي
ليس بوسع أحد أن ينكر بإن الأحزاب أرقى شكل من أشكال المكونات المجتمعية ، التي توصلت لها المجتمعات المتحضرة ،فالمجتمع الذي ينتشر فيه الاحزاب المدنية ، يسود فيه التنافس في المشاريع والبرامج ، وتنتهي فيه الصراعات المسلحة والحروب الأهلية ، وتذوب فيه النزعات الطائفية والمذهبية والعرقية والعصبيات العشائرية ، لذا يتوجب وصف المشكلة اليمنية ليست في الأحزاب ذات التركيبة المدنية ، المشكلة تكمن في أفساد الحياة السياسية ، والتدمير الممنهج الحاصل داخل الأحزاب السياسية وتحول بعض الأحزاب إلى جماعات مسلحة وكنتونات عسكرية ، لاتختلف عن جماعة أنصار الله ( الحوثية ) التي انقلبت على التوافق السياسي ، و اغتصبت السلطة بقوة السلاح وفرضت سلطة أمر واقع على العاصمة صنعاء ومعظم المحافظات الشمالية ، بعبارة أخرى نستطيع القول بإن الأحزاب المسلحة خطرها لايقل خطرا عن جماعة أنصار الله المسلحة ، في تهديدها للحياة السياسية ، والسلم الإجتماعي ، وعودة اليمن إلى ماقبل الدولة ..
اليمن اليوم ملغمة بالجماعات المسلحة بجميع أشكالها والألونها من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ، بعد أن سلبت الأحزاب مدنيتها وتحولت إلى مجرد يافطة لتنفيذ مشاريع – اللاوطنية .
عموما ليس بوسع أحد أن ينكر أيضا ، بإننا في أشد الحاجة إلى أحزاب سياسية حقيقية ، تستعيد وسائل النضال السلمي،وتعيد الإعتبار للحياة السياسية والمدنية مكانتها ، بدلا عن شغل المقاولات الذي تنهجه المكونات العسكرية والمليشاوية ، لخدمة أجندة أقليمية .
على أي حال تظل الجرائم والانتهاكات مدانة، ولايوجد فرق بين جماعة مسلحة تديرسجون سرية ، وتمارس جرائم اختطافات واختفاء قسري ضد المدنيين ، وبين حزب سياسي مسلح يلبس قناع المدنية ، ويمارس نفس النهج ونفس الجريمة ، عموما مهما اختلفت المكونات المسلحة في مسمياتها لكنها متشابة إلى حد التطابق في سلوكها وجرائمها.
في الأخير، لايمكن أغفال دورالدول الأقليمية في تدمير الأحزاب السياسية ، وتقديم الدعم السخي للمكونات الدينية والعشائرية ذات الطابع المليشاوي ، التي تسببت في افساد الحياة السياسية اليمنية برمتها.