مصفاة عدن ووهم التشغيل..!
يمنات
د. وليد ناصر الماس
قبل أيام دعا عضو المجلس الرئاسي السيد عيدروس الزبيدي إلى تشغيل مصفاة تكرير النفط في أهم مدينة اقتصادية بالمنطقة العربية (عدن)، متوقعا تأثيرا إيجابيا من إعادة التشغيل.
الحدث كان مثير للاهتمام، فقد افترض الرجل أنه نائب لرئيس دولة في بلد ذات سيادة، ومن حقه البحث عن حلول ومعالجات اقتصادية لبلده، ولو على سبيل التناول الإعلامي كمرحلة أولى.
ما كان لافتا الرد الصادم لهذا الطلب من قبل الحاكم الفعلي للمحافظات الواقعة ضمن نفوذ المجلس الرئاسي، ممثلة في سفارة المملكة السعودية في عدن.
لقد نسى الزبيدي أنه في بلد جُرد من مختلف أشكال السيادة على البر والبحر والجو، فلم يتذكر أنه ليس بمقدوره وبقية أعضاء مجلس الرئاسة اتخاذ قرار وإن كان بسيطا وعلى سبيل تنقلاتهم الداخلية قبل موافقة آل جابر، وإن شحنات المازوت المطلوبة لتشغيل مولدات قصورهم تأتيهم بعد إذن وموافقة السفير.
نسى الرجل أيضا إن مصفاة النفط من أهم المؤسسات السيادية في عدن إلى جانب الميناء، والتي تعمل أبو ظبي على تعطيلهما لتزدهر موانئها.
ونسى الرجل إن موانى عدن والمكلا وسقطرى وبقية جزر البلد وباب المندب قد أُهديت لأبو ظبي، بينما احتفظت الرياض بنصيب الأسد من الكعكعة، بحصولها على مساحات واسعة من أراضي حضرموت والمهرة وصحاري الربع الخالي بما فيها من مخزونات هائلة من المياه والطاقة.
ونسى أيضا إن شركة أرامكو المدعومة أمريكا قد حصلت على حق الامتياز، للتنقيب عن النفط والغاز في محافظات البلاد الشرقية.
والأهم أنه نسى إن الجنوب “كل الجنوب” بات خاويا على عروشه، حاضرا ومستقبلا، بعد العبث الخليجي غير المسبوق، وأبناء الجنوب في الوحدات العسكرية ليس من واجب متاح أمامهم سوى حفظ وحماية مصالح الآخرين على هذه الأرض مقابل الفتات، وترويض الشارع الجنوبي للقبول بواقعه المزري، وقمعه إن فكر بالانتفاض.