العرض في الرئيسةفضاء حر

عن سلطان السامعي … وبقية ادارة المؤسسات

يمنات

عبد الوهاب الشرفي

اتابع منذ فترة السجال والهجمات لامتصاعدة ضد الشيخ سلطان السامعي، ودعوني اعترف اني فضلت مراقبتها بهدوء ودون تدخل او حتى تعرض، ربما لنزعتي النفسية بعدم الدفاع عن مسئول، لكن الماء زاد على الطحين كما يقال؛ واصبح لابد من التدخل لانصاف الرجل، لان ما يواجهه هو احد تبعات تمسكه بما نطالب به نحن اساسا من ادارة البلد عبر المؤسسات ولا يصح ان نتركه لضباع الظلام ممن يزعجهم هذا التوجه، ومن يريدون ان يستمروا في اللعب من ورا ستار ليفترسوه . ولهذا كتبت.

الشيخ سلطان السامعي عضو المجلس السياسي الاعلى يتعرض حاليا وسبق ان تعرض لمحاولات النيل والتشوية لاكثر من مرة مع ان الحال السائد ان كل التصرفات العامة المالية والأدارية محتكرة بايدي اشخاص محددين، وكل من يشغلون المواقع الرسمية صاحبة الحق في التوجيه او التصرف تم احالتهم الى مجرد شخصيات ديكورية، المجلس السياسي ومجلس الوزراء ورؤساء المؤسسات والهيئات الكل له سقف لا يقدر على تجاوزه والبعض لا يطال حتى التصرف تحت سقفه.

.. الشيخ سلطان ليس مسئولا لمؤسسة او هيئة ايرادية ، وهو عضو مجلس سياسي حتى رئيس هذا المجلس بنفسه محكوم بسقف وباقي أعضائه لم يعد لهم الا رمزية الانتماء لاعلى مجلس مفترض في السلطة، بل البعض منهم لايسلم من ممارسات اللانصياع بل واللاتقدير من مستويات ادارية دنيا.

.. تفشل محاولات النيل من الشيخ سلطان السامعي لهذين السببين انه ليس على راس مؤسسة ايرادية ليتهم ولا توجيهات اعضاء المجلس السياسي تمر ويتم العمل بها، وبالتالي لا مجال عمليا للنيل منه وتشويهه ووصمه بالفساد.

.. بقدر ما يبطل هذين السببين سحر كل ساحر في محاولة النيل منه بقدر ما يثيران سؤال وهو لماذا محاولات النيل منه، وتشويهه اذ ليس بيده فيما يتصرف ولا توجيهات اعضاء المجلس السياسي تمر، وبالتالي قد تفعل ما لا يعجب.
.. الاجابة ان الشيخ سلطان هو الشخص الرافض ان يتم تحويله الى ” مشجب ” و لا يسلم برغبة تحويله الى شخصية ديكورية. 

.. اكثر شخصية في المجلس السياسي الاعلى قربا من الناس واكثر من يتلقى ويتفاعل مع شكاوى الناس هو الشيخ سلطان السامعي، واقصد هنا الناس المتضررين والواقعة عليهم مظالم وهو يصدر توجيهات على مذكرات طلباتهم كمسؤول يشغل موقعا في اعلى هرم سلطة الواقع بصنعاء، وانا اثق انه يفعل ذلك مع علمه سلفا ان كثير من توجيهاته لن تنفذ، ولكنه يوجه ويوجه ممارسا لحقه و بحكم منصبه.
.. لكن ما يثير الفاسدين والنافذين والمنصاعين للاخر عليه هو انه يوجه ويتبنى اي قضايا او مظالم يقدر ضرورة التدخل الشخصي المباشر فيها او يرى ضرورة متابعتها او اي مظلومية، لا يمر توجيهه و يعود مظلومها مرارا وتكرارا اليه وهنا مع هذه الحالات يحدث الصدام.

.. محاولات النيل من الشيخ سلطان ومحاولة تشويهه ليست الا انعكاس لاصراره على ان يكون للنظام وللسلطة الواقعة حضورها وان لا تدار السلطة كليا من الخلف، ويفعل ما يستطيع للعمل من فوق الطاولات، والطاولات الرسمية صاحبة السلطة والمسئولية وفقا للقانون وللهيكل الرسمي للسلطة، اي ان تكون الادارة وفقا للهيكل الاداري العام المعلن للناس وليس المصمم في غياهب الدواوين.

.. الرجل اعرفه ليس نازعا للصدام وكثيرا ما نتلقى منه انتقاد على الاندفاع الذي يراه زائدا في بعض الملفات اذا التقيناه، اي انه رجل يغلب عليه الواقعية ولكن واقعية ليس حد التسليم والخنوع وليس حد الاسفاف و ” الارجزة “، اي انه واقعي لكن في حدود.

.. لا استغرب مطلقا ان يكون عرضة لمحاولات النيل والتشويه المتكررة لانه الرجل الوحيد تقريبا في المستويات الاولى للسلطة الذي يرفض التدجين و يتمسك بممارسة حقه والوفاء بمسئولياته ما استطاع، وهو ما لا يعجب ماسكي خيوط السلطة في الظل ودون ظهور مستفردين بالسلطة و خالين او متوارين من المسئولية، ولهذا يسلطون عليه ذبابهم ليشنوا حملاتهم ضده، و كلها لم تفلح فلا زال الشيخ سلطان الاقرب للناس و المتصالح مع محاور السلطة و المتمرد على محاولات المتطاولين اخضاعه وتدجينه، والمحاول ان يعدل ما امكن دون اثارة الا عند اللزوم على كل حال.

.. لا يمر البلد بحال قانوني سوي فنحن تحت سلطات واقع، وهناك حالات تفلت واسعة للغاية من القانون لكن يظل الشيخ سلطان هو الامثل في ظل ماهو موجود، ويظل خيط يتشبث به من يطلبون ادارة سلطة وليس ادارة شلليات وهذا هو افضل المتاح في ظل الواقع الذي نعيشه.

زر الذهاب إلى الأعلى