الرئيس اليمني الاسبق علي ناصر يكشف عن مشروع للسلام في اليمن واسباب عدم اعلان نتائج لقاءات مسقط
يمنات – صنعاء
كشف الرئيس اليمني الاسبق، علي ناصر محمد عن مشروع للسلام في اليمن توصل إليه مع قيادات وطنية، يتضمن فترة انتقالية تمتد لعدد من السنوات، ورؤيته لمستقبل الوحدة اليمنية، وطبيعة المرحلة القادمة، ومن يمسك بملف السلام في اليمن، ودور القوى المحلية، واهمية استقرار اليمن للمنطقة والعالم، واسباب عدم اعلان نتائج لقاءات مسقط.
وقال الرئيس علي ناصر محمد ان خطابه بمناسبة الذكرى 34 للوحدة اليمنية تضمن في أحداث الماضي ومعاناة شعبنا اليمني في الحاضر.
ولفت الرئيس ناصر في حوار أجرته معه صحيفة “الميثاق” ان خطابه تضمن رؤية لمآلات الأمور في المستقبل.
اهمية الخطاب
واشار إلى أنه إذا كان هذا الخطاب قد حظي باهتمام من قِبَل المواطنين، فيرجع ذلك لأنه كان خطاباً صريحاً وموجهاً للشعب مباشرة، وحديثاً من القلب.
وبين ناصر انه لم يقل كل شيء في هذا الخطاب مراعاة للظروف التي نمر بها، والتي وصفها بأنها لا تتحمل مزيداً من الصراحة، بدليل ردود الأفعال عند البعض الذين تعرضوا له بالنقد والشتم.
وافاد الرئيس الاسبق علي ناصر بأن هذه المرة ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها عبر تسجيل مصور. مؤكدا ان خطابه هذا هو امتداد لخطاباته في مثل هذه المناسبة.
بداية الثورة الحقيقية
واعتبر أن قيام الوحدة اليمنية هو بداية الثورة الحقيقية لليمن. مشيرا إلى انه جرت الإساءة للوحدة من قِبل البعض بقصد أو بدون قصد، وانه جرى تحميل الوحدة كل أخطاء القيادة، فيما الوحدة بريئة من ذلك.
اين تكمن المشكلة..؟
وقال: المشكلة ليست في الوحدة، وإنما فيمن وقَّعوا عليها، وهربوا إليها وهربوا منها.
واضاف: أكدت أكثر من مرة على ضرورة تقييم تجربة الوحدة بإيجابياتها وسلبياتها والاستفادة من دروس وعِبَر هذه التجربة التي مررنا بها منذ العام 1990م وحتى اليوم.
وتابع: طالبت بأن يقوم بعض الأكاديميين الذين ليس لهم علاقة بالصراع بإجراء هذا التقييم؛ ونأمل أن يتحقق ذلك.
واوضح الرئيس ناصر ان الهدف من مقابلاته وخطاباته ليس السعي إلى السلطة والعودة إليها، وإنما البحث عن حل للأزمة الخطيرة التي يمر بها اليمن.
انقسامات خطيرة
وبين انه قد اصبح اليوم لليمن أكثر من رئيس وأكثر من حكومة وأكثر من جيش وأكثر من ميليشيا. مؤكدا ان الوطن لا يتحمل مثل هذه الانقسامات الخطيرة، التي أدت إلى تمزيق النسيج الاجتماعي.
اصرار
وقال: نحن نصر على المطالبة بوقف الحرب واستعادة الدولة برئيس واحد وحكومة واحدة وجيش واحد وبرلمان واحد، وفترة انتقالية يُتفَّق بشأنها لاستعادة المؤسسات والتحضير للانتخابات البرلمانية والرئاسية، وإنجاز الدستور بشكله النهائي بما لا يتعارض في مواده مع مصالح الشعب والوطن العليا.
الاولوية
وراى الرئيس ناصر إلى أن الأولوية الآن يجب أن تنصب في تكاتف وتعاون جميع القوى الوطنية لإخراج الوطن من هذه الحروب والصراعات التي يمر بها، وأدت إلى تدمير الدولة ومؤسساتها الاقتصادية والبشرية والعسكرية.
قضية اليوم
وأكد ان القضية اليوم ليست قضية الوصول إلى السلطة، بل هي قضية إيجاد مشروع وطني لا يقصي ولا يستثني أحداً؛ وعقد مؤتمر وطني تشارك فيه جميع القوى الوطنية والخروج برؤية ومرجعية وطنية واحدة.
وأشار إلى أنه تحدث بصراحة في خطابه حول بعض الأمور التي تهم الشعب والوطن. مبينا ان الشعب يبحث عن المصارحة والحقيقة المغيَّبة.
مشاكل وهروب
وقال: مع الأسف معظم القيادات اليوم لا تولي أهمية للمعاناة التي يمر بها الشعب كانقطاع الكهرباء والماء وانعدام الأمن والخدمات وانهيار العملة وارتفاع الأسعار وغير ذلك. معتبر ان هذا الأمر أدى إلى حالة من التذمر والسخط العام؛ في الوقت الذي كنا نتمنى من القيادة أن تبادر لمعالجة المشاكل التي أشرنا إليها بدل الهروب من مواجهتها.
دعوة ابو راس
وابدى احترامه لدعوة الشيخ صادق بن أمين أبو راس، رئيس المؤتمر الشعبي العام الداعية إلى منح المحافظات صلاحيات كاملة غير منقوصة. مشيرا إلى تقديره لاهتمام أبو رأس بمشاركة الشعب في الثروة والسلطة. معتبرا ان هذا حل كغيره من الخيارات، وجميعها قابلة للحوار والنقاش؛ والخيار الأخير للشعب.
وأكد ان خطابه ليس موجهاً ضد أحد، وكان موجهاً للشعب؛ وإذا كان البعض قد فسر بعدد من التفسيرات فهذا شأن من فسره. مبديا احترامه لجميع الآراء.
وقال: كنت أرجو عدم اللجوء إلى مثل هذه الأساليب أو القراءات الخاطئة لأقوالي.
واضاف: أعتقد أن أغلبية شعبنا لن توافق على مثل هذه الآراء، ولن تنطلي عليه المزايدات لأنه عانى سابقاً من مثل هذا التطرف والتصنيف الخاطئ للآخرين.
العلاقة مع الجوار
وبين الرئيس علي ناصر، محمد انه اشار في خطابه إلى أهمية العلاقة مع الدول المجاورة والإقليمية، بما يخدم أمن واستقرار اليمن واستقرار المنطقة، لأن استقرار اليمن هو استقرار للمنطقة.
ولفت إلى انه يدرك أهمية العلاقة مع الدول المجاورة. مؤكدا على احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية من قِبَل كافة الأطراف، وأهمية الدعم الإقليمي لليمن لمساعدته على تجاوز آثار هذه الحروب.
مآلات الانفصال
وقال: أنا مع الوحدة اليمنية في الماضي والحاضر والمستقبل لأن ولائي لليمن، وفي حالة الانفصال فلن يكون الجنوب جنوباً ولا الشمال شمالاً، وستقوم فيهما أكثر من دويلة مما يؤدي إلى الصراعات والحروب وعدم الاستقرار في اليمن والمنطقة.
مصلحة الاقليم
وأكد انه من مصلحة الإقليم أن يتعامل مع دولة واحدة قوية بدلاً من المراهنة على تقسيم اليمن وتمزيقه وإضعافه.
وترجأ من دول الإقليم مساعدة اليمن على استعادة استقراره وأمنه وسيادته واستثمار خيراته. مشيرا إلى ان اليمن يمتلك ثروات هائلة تؤهله للاعتماد على نفسه كغيره من الشعوب.
ولفت ناصر إلى انه اكد أكثر من مرة على أهمية الحفاظ على وحدة اليمن، الوحدة القائمة على العدل والمواطنة المتساوية ومشاركة المواطن في الثروة والسلطة.
دولة اتحادية
وابدى اعتقاده بأن ما يساعد في تحقيق ذلك، أولاً وقف الحرب ثم العمل على قيام دولة اتحادية من إقليمين، كما تم التأكيد على ذلك في مخرجات مؤتمر القاهرة أو عدة أقاليم، وكما أشارت إليها مخرجات الحوار الوطني، أو ممكن أن تكون أقاليم على مستوى كل المحافظات. معتبرا ان كل ذلك قابلاً للحوار للوصول إلى رؤية مشتركة بين كل القوى الوطنية، ثم تُعرض على الشعب في استفتاء ليقول كلمته.
متابعة التطورات
وقال: نحن نتابع التطورات في اليمن منذ بداية الحرب في العام 2015م، وتقدمنا بمبادرات بشأن وقفها إلى دول المنطقة وإلى المبعوثين الأمميين الذين تعرفت عليهم كجمال بنعمر وإسماعيل ولد الشيخ ومارتن جريفيث وهانس غريندبيرغ.
واضاف: كما نتابع الجهود التي تقوم بها سلطنة عمان مع المبعوث الأممي لوضع خارطة سياسية للحل، وقد جرى ذلك بالتشاور مع القيادة في السعودية، وأدى إلى سلسلة من اللقاءات في مسقط وصنعاء والرياض.
أسباب عدم اعلان نتائج لقاءات مسقط
وتابع: كان من المفروض ان تعلن نتائج هذا اللقاء في بداية هذا العام، ولكن التطورات في فلسطين وحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة وما نتج عنها من تطورات في البحر الأحمر حالت دون انعقاد هذا المؤتمر في مكة المكرمة.
مفتاح الحل
وبين انه أكد للمبعوث هانس، ان مفتاح الحل في اليمن وإنهاء الحرب بيد الدول الإقليمية. موضحا انه استشهدت بحرب الملكيين والجمهوريين 1962-1967م التي أوقفها الرئيس جمال عبد الناصر والملك فيصل رحمهما الله؛ على هامش انعقاد مؤتمر القمة العربية الرابع في الخرطوم.
المستفيدون من الحرب
وقال: نحن لا نقول إن الحل يجب أن يتم بمعزل عن اليمنيين، ولكن يجب العمل على عزل وتخطّي المستفيدين من استمرار هذه الحرب وهم تجار الموت والحروب والسلاح.
وذكر الرئيس علي ناصر محمد انه نبه منذ بداية الحرب أن المنتصر فيها مهزوم، وأكد على الاحتكام للحوار بدلاً عن السلاح. مشيرا إلى أنه تعرض لحملات واسعة، لأن تجار الحروب لا يريدون نهاية لها.
امر مقلق ومكامن الحل
وقال: كل ما يقلقني هو استمرار هذه الحرب وتقسيم اليمن إلى دويلات.
واكد أن الحل هو في وحدة اليمن أرضاً وشعباً، اليمن الموحد المستقر والمزدهر والذي يتمتع بموقع استراتيجي في باب المندب والبحر الأحمر والمحيط الهندي وبحر العرب. مبينا ان اليمن يدفع ثمن هذا الموقع عبر التاريخ. مبديا اهتمامه بأن يستعيد اليمن عافيته ودوره والحفاظ على وحدته.
خيارات ما بعد الفشل
ورأى انه في حال فشلت كل الخيارات المطروحة لوقف الحرب؛ فعلينا أن نبحث عن خيارات سلمية بالاعتماد على الشعب، وبالتعاون والتفاهم مع كل المحبين للسلام في اليمن والمنطقة.
واوضح ان اليمن شمالاً وجنوباً مرت بصراعات وحروب في كل شطر، وكذلك بين الشمال والجنوب. مشيرا إلى انهم في الماضي احتكموا إلى الحوار لتجاوز آثار تلك الحروب. معتبرا إلى أن الأهم هو الاستفادة من دروس وعِبَر الماضي، وليس تغذية الخلافات والصراعات والمراهنة على الخارج. مؤكدا ان هذا هو الطريق الآمن إلى المستقبل.
المطلوب من الخارج
وقال ان المطلوب اليوم من الدول الكبرى هو دعم الجهود الأممية في اليمن، وان لا تقف عائقاً في طريق الحل السلمي، والوصول إلى السلام والأمن والاستقرار، لأن من مصلحة الدول الكبرى أن ينعم اليمن بالأمن والاستقرار والازدهار، وليس المراهنة على الصراعات والانقسامات والحروب وإخضاع إرادة الشعوب التي تدفع الثمن.
بين اليمن وفلسطين
واكد ان ما يحدث في اليمن يحدث اليوم في فلسطين؛ لأن بعض الدول العظمى استخدمت الفيتو ضد وقف الحرب على غزة، بل مدت قوات الاحتلال بسلاح حرب الإبادة اعتقاداً منها بحسم الحرب لصالح إسرائيل، لكن النتيجة ما نراه اليوم من استمرار الحرب لأكثر من سبعة أشهر.
وحيا الرئيس ناصر الشعب الفلسطيني الصامد ضد حرب الإبادة، ومواقف الشعوب والطلاب في الدول الكبرى والتي تعارض مواقف حكوماتها باستمرار الحرب.
اتصالات
ونوه ناصر إلى انه اجرى اتصالات خلال الأشهر الماضية مع كافة الشخصيات الوطنية المؤمنة بوقف الحرب واستعادة الدولة والحفاظ على الوحدة اليمنية والعلاقة الأخوية مع الجيران.
مشروع لوقف الحرب
وبين انه تشاور معهم بشأن وضع مشروع وطني يشارك فيه الجميع دون إقصاء. كاشفا انه قد تم التوصل إلى مشروع يتضمن التأكيد على وقف الحرب واستعادة الدولة برئيس واحد وحكومة واحدة وفترة انتقالية لا تقل عن سبع سنوات يجري فيها استعادة مؤسسات الدولة والتحضير للانتخابات البرلمانية والرئاسية وتشكيل لجنة للانتهاء من إعداد التعديلات الدستورية، بما يستجيب لمصالح الشعب وتطلعاته في الحاضر والمستقبل.
دمار وضحايا
وأكد الرئيس ناصر ان الحرب دخلت عامها العاشر، وقد دمرت كل معالم الحياة في بلادنا، حتى أنها وصلت إلى تدمير الآثار التاريخية وتهريب بعضها الآخر وبيعها في المزادات العلنية في تل أبيب والدول الغربية..
وبين ان الحرب مزقت النسيج الاجتماعي ودمرت الدولة ومؤسساتها، وراح ضحيتها مئات الآلاف، وشردت الملايين في الداخل والخارج، وأصبح أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر وبحاجة لمساعدات إنسانية كما أشارت لذلك العديد من تقارير الأمم المتحدة.
المطلوب من الجميع
وطالب جميع القوى الوطنية اليمنية والقوى الإقليمية والدولية بالارتفاع إلى قدر المسؤولية لوقف هذه الحرب التي لم يستفد منها إلا تجار الموت والحروب. مؤكدا ان الشعب اليمني هو من يدفع الثمن من دمائه وأمنه واستقراره وسيادته وازدهاره.
وشدد على انه قد آن لهذا الشعب أن يعيش بسلام ويستثمر خيراته كغيره من الشعوب في المنطقة والعالم.