مقتل دبلوماسي يمني في جبهات الحرب الروسية الاوكرانية بعد التضييق عليه وملاحقته من قبل الخارجية والسفارة
يمنات – صنعاء
قتل دبلوماسي يمني في جبهات الحرب الروسية الاوكرانية، كثالث يمني يعلن عن مقتله في صفوف القوات الروسية التي تخوض حربا مفتوحة للعام الثالث على التوالي مع القوات الاوكرانية.
واضطر الدبلوماسي اليمني احمد السهمي للالتحاق بجبهات الحرب بعد ان تقطعت به السبل منذ العام 2017، بعد رفض السفارة اليمنية في موسكو تجديد وثائقه ومنحه تذاكر سفر للعودة إلى اليمن.
وانتهت فترة عمل الموظف الاداري في السفارة اليمنية بموسكو، احمد السهمي في العام 2017، وتم ايقاف مرتبه من الخارجية اليمنية في الرياض، فوجد نفسه مضطرا للتوجه إلى جبهات الحرب لإعالة اسرته ومواصلة تعليم اولاده.
ولدى السهمي عائلتين، احدهما من ام يمنية في اليمن، والاخرى من ام روسية في موسكو.
يقول الدكتور عبد الوهاب الروحاني، السفير اليمني السابق لدى روسيا، ان السهمي تعرض للتضييق، وتم قطع مرتبه ولقمة عيشه، ما اضطره للمخاطرة فقتلوه. موضحا ان السهمي لم يكن مضطرا للذهاب الى الجبهات الروسية – الاوكرانية لولا ان سفارتنا بموسكو والخارجية اليمنية في الرياض دفعته للمخاطرة والموت املا في الحياة، رغم انه المؤهل علميا وعمليا وذهنيا للعمل الدبلوماسي وليس للقتال في الجبهات.
واشار الروحاني إلى ان احمد السهمي دبلوماسي يقطر ادبا ومودة واخلاقا. موضحا انه عرفه اثناء عمله في سفارتنا في موسكو، شابا نبيلا ومثابرا، يؤدي عمله وفق معايير العمل الدبلوماسي المنضبط. لافتا الى ان السهمي لم يكن ضمن شلل “القيل والقال” ورفع التقارير ضد زملائه، كما هي العادة السيئة في بعض كادر الخارجية وطواقم العمل في سفاراتنا.
وكشف الروحاني ان السهمي شكا له قبل ثلاث سنوات التضييق الممنهج الذي مورس ضده، والمعاملة السيئة التي كان يواجهها من السفارة ومن خارجيتنا في “الرياض” وبالذات من شخص مسئول عابث ومستهتر اسمه “العود”.
واكد الروحاني ان شكوى السهمي كانت مريرة جدا جدا من قطع مرتبه، ثم ملاحقته في سكنه ودراسة اطفاله وحرمانه حتى من مذكرة غطائية من السفارة تؤمن له ولاولاده استمراره في سكنه.
ونوه الروحاني ان الخارجية اليمنية في الرياض والسفارة في موسكو سدوا أمام السهمي كل الابواب، ورفضوا حتى توظيفه ككادر محلي، وهو قانوني له ولمن هم في وضعه وحالته الاولوية.
وبين الروحاني انهم لاحقوا احمد السهمي حتى في تجديد وثائقه واقامته، ورفضت السفارة تسهيل اجراءاته ليتمكن من مواصلة رعاية اولاده وكسب لقمة عيشه، ثم رفضوا منحه واولاده تذاكر سفر للعودة للوطن وهي حق قانوني. موضحا ان السهمي الدبلوماسي والمسئول الاداري المنضبط، كان يحتفظ بمعلومات ووثائق سفارة بلده.
وقال: للاسف عاملوه ببشاعة ونكران جميل وغمط حقوق، لا لشيء وانما لانه كان مخلصا لمهنته كدبلوماسي وليس للعابثين والفسدة
وسبق ان قتل الشاب اليمني “أسعد طارق عبداللطيف الكناني”، مطلع شهر مايو/آيار 2024 في جبهة لوجانسك، شرق أوكرانيا بالقرب من الحدود مع روسيا، خلال مواجهات مع الجيش الأوكراني.
والكناني ينتمي إلى مديرية “المعافر” بمحافظة تعز، وكان يقيم في موسكو مع عائلته، وله طفلة تدعى (أمنية)، وحصل مؤخراً على الجنسية الروسية، وكان يدرس في “الجامعة الروسية لصداقة الشعوب”.
وفي ديسمبر/كانون اول 2023 قتل الشاب اليمني الزبير محمد زياد خلال قتاله في صفوف الجيش الروسي، كأول شاب من اليمن يتم الإعلان عن مقتله في الحرب ضد أوكرانيا، وهو ينتمي الى محافظة إب، وحصل على الجنسية الروسية مع عائلته.
وزياد كان يدرس في احدى الجامعات الروسية، واضطر للذهاب إلى جبهات الحرب بعد ان تقكعت به وعاىلته السبل.
واستقطبت روسيا آلاف الشباب والطلاب والمهاجرين والمقيمين على أراضيها للقتال في صفوفها، مقابل مبالغ مالية، ومنحهم الجنسية الروسية لهم ولعوائلهم، واغلب هؤلاء المستقطبين من العرب الذين تقطعت بهم السبل في روسيا، ولم يتمكنوا من العودة إلى بلدانهم بسبب الاضطرابات التي تعيشها، واالبهم من سوريا وليبيا واليمن والسودان وتونس وفلسطين.
وفي 4 يناير/كانون اول 2024 أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً رىاسيا، يسمح للأجانب الذين يقاتلون لحساب روسيا في أوكرانيا بالحصول على الجنسية الروسية لأنفسهم ولأسرهم.
وجاء في المرسوم الرئاسي الروسي أن الأشخاص الذين وقعوا عقوداً، خلال ما تسميه موسكو “عمليتها العسكرية الخاصة” في أوكرانيا، يمكنهم التقدم بطلب للحصول على جوازات سفر روسي لأنفسهم ولأزواجهم وأطفالهم ووالديهم. ويجب عليهم تقديم المستندات التي تثبت أنهم قاموا بالتسجيل في صفوف الجيش لمدة لا تقل عن سنة واحدة، وفق ما نشرته صحيفة الشرق الأوسط.
ومنذ بداية الحرب في اليمن تفشى الفساد بشكل غير، مسبوق في الخارجية اليمنية والبعثات الدبلوماسية في الخارج، وعين موظفون غير مؤهلون في اغلب البعثات الدبلزماسية والمناصب الرفيعة في وزارة الخارجية، وتعرضت الكوادر المؤهلة للتطفيش والتضييق، ما اجبر بعضهم لتقديم طلبات لجوء انساني في بعض الدول، وبعضهم عاد الى الداخل وترك العمل الدبلوماسي.