أخبار وتقاريرأهم الأخبارإجتماعيةإختيار المحررالعرض في الرئيسة

كيف استقبل اليمنيون عيد الاضحى هذا العام..؟

يمنات – خاص

استقبل اليمنيون عيد الاضحى هذا العام بفتور قياسا بالعام المنصرم، والذي ان كان قد شابه اختفاء كثير من مظاهر العيد، إلا ان هذا العام بدا اكثر صمتا.

معظم مظاهر العيد اختفت، فالاسواق لم تشهد ذلك الازدحام الذي تشهده كل عام، والاضحية صارت مثل الحج لمن استطاع إليها سبيلا، ومثلها احتياجات العيد لم تعد تلقى ذلك الرواج الذي تشهده كل عام.

تفاوت طفيف

اختفاء اغلب مظاهر العيد لم يقتصر على جغرافيا سيطرة دون غيرها لدى طرف اخرى، لكن الامر بدا ظاهرة على كل الجغرافيا اليمنية، وبتفاوت طفيف.

جاء عيد هذا العام في ظل حرب اقتصادية بين طرفي الصراع، أثرت سلبا على تدفقات التحويلات المالية للمغتربين لذويهم في الداخل، واعاقة بشكل نسبي التحويلات بين مناطق السيطرة، عوضا عن الانهيار غير المسبوق لقيمة العملة الوطنية في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا، والتي وصل فيها سعر صرف الدولار إلى قرابة ألف و830 ريال يمني، مع قلة فرص العمل، واستغناء بعض الجهات غير الحكومية عن بعض موظفيها، بسبب تردي الوضع الاقتصادي، وبدء هجرة رؤزس الاموال نحو الخارج.

العيد في الريف

في ارياف اليمن تحرص كل اسرة على توفير اضحية العيد، والتي تعد من البديهات التي تجري كل عام، غير، ان هذا العام اضطرت كثير من الاسرة للاستغناء على الاضحية، اما لانها باعت الاضحية لتوفير الاحتياجات الاساسية، أو لعدم قدرتها على شراء الاضحية، مع انهيار قيمة العملة الوطنية، وغياب فرص العمل.

حال العيد في المدن

وفي المدن اصبحت كثير من الاسر ليس قادرة على شاء الاضحية، وانما غير قادرة على شراء لحمة العيد بالكيلو، وربما عدم القدرة على شراء دجاجة.

كثير من المحلات التجارية في المدن لم تغلق ابوابها، فالارباح لم تعد تغطي حاجيات الاغلاق يوم العيد، وان كانت هذه الظاهرة قد ظهرت بشكل ملحوظ العام الماضي، لكنها هذا العام بدت اكثر وضوحا.

محلات بيع الملابس خلال هذا العيد عانت من تراجع الزبائن، فالقدرة الشرائية للناس اصبحت ضعيفة، وكثير من الاسر، اكتفت بالملابس التي تم شراؤها في عيد الفطر، فيما أسر اخرى اشترت بعض القطع، او لبعض افرادها، خاصة صغار السن.

محلات المكسرات التي يعد العيد موسم تصل فيه مبيعاتها إلى الذروة، لكنها هذا العام عانت من تراجع المبيعات، واضطر بائعي البسطات لمواصلة العمل في نهار يوم العيد، لعلهم يستطيعون تصريف ما يمكن تصريفه من بضاعتهم، والتي كانت تنفد يوم الوقفة.

تعز والعيد

وان كانت مدينة تعز هي الاستثناء في ازدحام الحركة هذا العام، فإن ذلك يرجع إلى إعادة فتح طريق جولة القصر، بعد 9 سنوات من الاغلاق، ومرد هذا الازدحام الى ان اعادة فتح الطريق خفف من اجرة السفر، لكن ذلك لا يعني ان المواطن في هذه المدينة لا يعاني مثل غيره من مواطني باقي المحافظات، فالمعاناة تبدو نسبية، فمرتبات الموظفين في مدينة تعز اصبحت شبه منعدمة، جراء انهيار قيمة العملة الوطنية امام العملات الاجنبية، ولم يعد المرتب يكفي لشراء ابسط كماليات العيد، وليس، احتياجاته.

ناقوس خطر

هذا الوضع البائس الذي ظهر بوضوح في هذا العيد يضع سلطات الامر الواقع التي تتقاسم السيطرة على الجغرافيا اليمنية امام تحديات كبيرة، فالحاجة باتت ماسة لتحقيق اختراقات في مسار السلام، واول هذه الاختراقات ينبغي ان تكون في الملف الاقتصادي، من خلال تحييده وعدم استخدامه كورقة حرب، وتوحيد النظام المصرفي، والعملة الوطنية. وإلى جانب ذلك لابد من الوصول إلى اتفاق سياسي يمهد لتعبيد طريق السلام.

وبالمقابل لابد ان تتحرك القوى الاقليمية والدولية الفاعلة في النزاع اليمني للضغط على الاطراف المحلية لتقديم تنازلات لبعضها، بما يتيح تحريك مسار السلام، فوضع الناس وصل إلى مرحلة صعبة، لم يعد تحملها ممكنا.

زر الذهاب إلى الأعلى