أخبار وتقاريرأهم الأخبارإختيار المحررالبيئة و المناخالعرض في الرئيسة

الأسماك تنفق في سواحل الحديدة وخلية إدارة أزمة “روبيمار” رهينة خلافات تشكيلها

يمنات – صنعاء

أظهرت العديد من التسجيلات المرئية والمصورة نفوق الأسماك في السواحل الجنوبية لمحافظة الحديدة، غرب اليمن، وتغير في لون مياه البحر.

أسماك نافقة وروائح كريهة

وقذفت أمواج البحر بكميات من الأسماك النافقة إلى شواطئ مديرية الخوخة، جنوب محافظة الحديدة، فيما بد لون مياه البحر في الساحل يبدو مخضرا ويميل إلى السواد، مع رائحة كريهة، بحسب ما أفادت مصادر محلية متطابقة.

تناقض

وربطت مصادر إعلامية بين نفوق الأسماك وتغير لون مياه البحر، وكارثة سفينة “روبيمار” التي غرقت قرب سواحل المخا المجاورة للخوخة في فبزائر / شباط 2024 بعد استهدافها من قبل قوات سلطة صنعاء، غير أن مصادر ذات صلة بعلوم البحار والبيئة والحياة البحرية كان لها رأي مختلف، رغم ما أعلنه معمر الإرياني ، وزير الإعلام والسياحة والثقافة في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، الذي أرجع ما حصل إلى تلوث مياه البحر بحمولة السفينة “روبيمار” التي غرقت وعلى متنها آلاف الأطنان من الأسمدة التي وصفتها تقارير صحفية بأنها شديدة السمية.

حيض البحر

يقول فؤاد دويلة ، المتحدث باسم جمعية الصيادين بالخوخة، أن نفوق الأسماك وتغير لون البحر في بعض سواحل الخوخة شيئا طبيعيا، مشيرا إلى أنه في أيام برودة البحر يتغير لونه، وتتجه الأسماك إلى الساحل بحثا عن الدفء، لافتا إلى أن ما يحصل شيء طبيعي ومتعارف عليه لدى الصيادين، مبينا أنه لشدة رياح الشمال يبرد البحر من منتصف شهر يونيو/ حزيران كل عام إلى نهاية شهر أغسطس/ آب، فيحصل أن يتغير لون البحر، ويصبح لونه مائلا إلى اللون الأسود نتيجة برودة مياه البحر، كاشفا عن خروج مادة حمراء وصفراء ومخلفات إلى الساحل، وهو ما يسميه الصيادون بظاهرة “حيض البحر”. مشيرا إلى أن ما يحصل في سواحل الخوخة لا علاقة له بمخلفات سفينة روبيمار، موضحا أن السفينة غرقت غرب المخا وجنوب الخوخة، فيما الرياح شمالية والموج والتيار يتجه من الشمال إلى الجنوب، مبين أنه في حال خروج مخلفات السفينة الغارقة فسيكون باتجاه ساحل باب المندب، معتبرا ما يتم تداوله عن التلوث البيئي دون إلمام بأحوال البحر يضر بالصيادين ويهدد مصدر رزقهم الوحيد.

لا توجد علاقة

من جانبه نفى عبد السلام الشعبي ، وكيل الهيئة العامة لحماية البيئة، بوزارة المياه والبيئة بعدن، وجود أي علاقة مباشرة لما يحدث في سواحل الخوخة، بالسفينة الغارقة روبيمار، مؤكدا أن الهيئة لم نتلق أي بلاغات حتى الآن، عن تسرب لحمولة السفينة، طبقا لما أوردته “ارم نيوز”، مشيرا إلى أن ما يحصل في سواحل الخوخة يحصل في مختلف السواحل، وهي ظواهر ناتجة عن أنشطة الإنسان المختلفة، منها ما هو ناتج عن الصيد غير المنظم، وممارسات الصيادين، وبعضها ناتج عن ظواهر طبيعية، موضحا أنه في حال حدوث أي تسرب من السفينة “روبيمار” أو نفوق للأسماك والأحياء البحرية نتيجة للتلوث، ستكون الهيئة أول من يعلن عن ذلك لتنبيه المواطنين، والتحرك لمحاصرة التلوث والقضاء عليه، بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة.

عمل غير مهني

وحول تأثيرات غرق السفينة روبيمار، قالت الدكتورة هناء رشيد، رئيس هيئة أبحاث علوم البحار في وزارة الزراعة والري والثروة السمكية بعدن، وعضو خلية إدارة أزمة “روبيمار”، إنه حتى الآن “لم يقم فريق علمي مهني بمشاركة هيئة علوم البحار، بدراسة الآثار البيئية الناتجة عن غرق السفينة، معتبرة أن ما تم في هذا الجانب هو نزولا غير مهني، تم خلاله أخذ عينات من الساحل، ولم تؤخذ العينات من المياه القريبة من موقع غرق السفينة روبيمار، مبينة أن خلية إدارة أزمة روبيمار لم يصلها بلاغ من هيئة مصايد البحر الأحمر عن نفوق أسماك في السواحل الجنوبية لمحافظة الحديدة.

غياب الرصد

ورأى عبد القادر الخراز رئيس هيئة حماية البيئة بعدن، أنه لا يمكن القول إن ما يحصل في سواحل جنوب الحديدة ناتج عما يحدث في البحر الأحمر من معارك أساس، ومن غرق للسفن سواء روبيمار أو غيرها، مشددا على ضرورة تقييم الوضع ونزول فرق إلى المناطق المتغيرة ودراسة الظاهرة وأخذ عينات، لمعرفة ما يحدث، متسائلا عن مصير خلية الأزمات التي أعلنت الحكومة بعدن تشكيلها برئاسة وزير المياه والبيئة، توفيق الشرجبي، للتعامل مع أزمة السفينة روبيمار، لافتا إلى أن الخلية قالت إنها تراقب وترصد كل شيء في البحر؛ إلا أنها لم تقم برصد أي شيء.

ظاهرة موسمية

من جانبه اعتبر أمين الحمادي، مديرا عام التخطيط والمعلومات البيئية في الهيئة العامة لحماية البيئة بعدن، أن ما يحدث في سواحل الخوخة ظاهرة سنوية وطبيعية، ترجع لهبوب الرياح الباردة والتيارات الهوائية الآتية من الشمال، فيما يعرف محليا بحيض البحر، الذي يدفع الأسماك للجوء إلى السواحل الدافئة، مشيرا إلى احتمالية وجود علاقة غير مباشرة مع السفينة ” روبيمار “الغارقة قبالة سواحل المخا، موضحا أن جزءا من حمولة السفينة المكونة من 22 ألف طن من سماد ” اليوريا “غير العضوي، قد ذاب في مياه البحر على مدى أكثر من 3 أشهر، مضيفا أنه ” لذلك قد تكون تيارات الهواء الباردة السنوية قد أسهمت في انتشار اليوريا الذائب إلى مناطق أوسع في البحر الأحمر، وأدت إلى نفوق الأسماك في وقت مبكر، منوها إلى أن التواصل جار مع الهيئة العامة للشؤون البحرية، لمعرفة السبب الحقيقي الذي لا يمكن التثبت منه إلا بواسطة عينات مخبرية.

خلافات تدفع ثمنها البيئة البحرية

وما يمكن أن نستشفه من تصريحات المسؤولين أعلاه هو وجود خلاف حول خلية الأزمة المشكلة لإدارة أزمة السفينة الغارقة، والذي يظهر، بوضوح في تصريح رئيس الهيئة الذي اتهم الخلية بعدم القيام بالدور المناط بها، ما يعني أن الخلية المشكلة لم يتم فيها إشراك الهيئة العامة لحماية البيئة باعتبارها جهة مختصة ومعنية بحماية البيئة بشكل عام، وهذا الخلاف سينعكس سلب على مراقبة الآثار المترتبة على غرق السفينة، والذي يبدو واضحا فيما يحصل في سواحل البحر الأحمر، جنوب الحديدة، والتي يفترض أن يتم التحرك فيها من قبل خلية إدارة الأزمة لكشف حقيقة ما يحب

زر الذهاب إلى الأعلى