خلود باشراحيل فتاة يمنية أشعلت الشوسيال ميديا .. إلى أين وصلت قضيتها…؟
يمنات – صنعاء
أثارت الفتاة العشرينية اليمنية، خلود باشراحيل، سجالا كبيرا بين رواد السوشيال ميديا من الناشطين اليمنيين.
خلود المقيمة وزوجها يحيى؛ في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، جنوب شرق اليمن، هي عارضة أزياء، وطالبة في قسم العلوم السياسية بجامعة حضرموت.
اعتقلت من قبل السلطات الأمنية بمدينة المكلا، بعد التحريض عليها من قبل رجال دين متشددين، عقب نشر صور لها ولزوجها، وهي غير مرتدية للحجاب.
وعقب اعتقالها نشبت معارك كلامية بين ناشطين مؤيدين ومعارضين، ولا يزال السجال مستمرا على السوشيال ميديا، وشارك في هذا السجال المحتدم ناشطون من مختلف أرجاء اليمن.
يقول المؤيدون إن ما نشره باشراحيل يندرج ضمن الحرية الشخصية، فهي نشرت بعض صورها مع زوجها، وليس مع رجلا غريبا، والصور التي نشرتها، تنشرها الكثير من الفتيات في دول عربية مسلمة.
بينما يرى الطرف الأخر يرى أن باشراحيل تجاوزت العرف وتعدت على تعاليم الدين، وأصبحت تشجع على الرذيلة، ويجب إيقافها عند حدها.
واعتقلت باشراحيل وزوجها ثاني أيام عيد الأضحى، الموافق الإثنين 17 يونيو/ حزيران 2024، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
وظهرت قضية اعتقال باشراحيل وزوجها على الشوسيال ميديا منذ الخميس 20 يونيو/ حزيران 2024، وتحولت إلى قضية رأي عام، ما شكل ضغطا على السلطات في مدينة المكلا.
ورغم عدم تعليق السلطات في المكلا بشكل رسمي على اعتقال باشراحيل وزوجها، إلا أن تداول القضية على نطاق واسع في السوشيال ميديا، جعلها تسمح لناشطين بمتابعة قضيتها، وتحرر أسرتها من بعض الضغوط التي مورست عليها.
ورغم تداول انباء عن الافراج عنها وزوجها مساء الاحد 23 يونيو/ حزيران 2024، إلا انه اتضح انها ما تزال معتقلة وزوجها، وان ما حصل صدور توجيه بالافراج بشرط اخضاعهما لجلسة “مناصحة” كلف بها رجال دين، وهو ما عده حقوقيون حرفا للقضية، وسعيا لتكييفها وكانها قضية ردة، والمعاقب عليها بالاعدام في القانون اليمني. وفي هذا السياق يقول الدكتور قائد غيلان، إن جلسة المناصحة التي ستخضع لها خلود باشراحيل وزوجها هي إعادة صياغة لمفهوم “الاستتابة” الذي جاء في الأصل ليطبق على المرتدين.
قضية باشراحيل التي وحدت اليمنيين في السوشيال ميديا، وان كان ذلك بين مؤيد ومعارض، فإنه يكشف ان المجتمع اليمني يعيش حالة صراع بين الحداثة والتقليد، ويضع رجال الدين المتشددين امام مستقبل يهدد نفوذهم في اوساط المجتمع، الذي يحاولون دمغه بالتشدد.
خلود التي دعت في تسجيلات مصورة ومرئية على حساباتها في منصات التواصل الاجتماعي إلى “التحرر ورفض الأفكار التقليدية والمتشددة” واعلانها خلع الحجاب، باتت وكانها تتحدث بلسان عدد لا يستهان به من رواد الشوشيال ميديا من اليمنيين، واغلبهم من الشباب، والذين تصدوا لحملة الدفاع عنها، رغم ترهيب رجال الدين وسطوتهم على الاجهزة الامنية.
كما اعادت قضية باشراحيل إلى الواجهة قضية عارضة الازياء اليمنية المعتقلة في صنعاء منذ سنوات، انتصار الحمادي، والتي حكمت عليها في العام 2021 محكمة في صنعاء الخاضعة لسلطة الحوثيين بالسجن لمدة خمس سنوات، بتهمة ارتكاب فعل فاضخ، وهو الحكم الذي وصفه حقوقيين وقانونيين بانه أفتقر لابسط معايير العدالة.