العرض في الرئيسةفضاء حر

تغاريد حرة .. من يوقف الوجع اليومي..؟!

 

يمنات

أحمد سيف حاشد

(1)

‏رأيت ما يرى النائم أنني في “عصر” بصنعاء وكنت حزين ومقهور.. الشارع كان خاليا.. الأجواء كانت كئيبة لا تخلو من عتمة ووحشة.. رأيت عسكري لابس بزة سوداء في رأس شارع بغداد.. كنت أرقبه من خلف عمود الكهرباء.. قطعت شارع نحو اليمين بغرض الإلتفاف، ثم رأيت آخرين يبحثون عن صديق يريدون السلام عليه، بدى لقائه صعبا.. مررت في شارع خلفي أنا وصديق لم أعد أتذكره.. قطعت أرضيات، رأيت بعضها مسورة، وفيها طريق قادتنا فجأة وبسرعة إلى ساحل أبين “خور مكسر”.. تنفست الصعداء.. رأيت البحر والأمواج وأشتميت نسيم عليل.

(2)

‏في مستشفى الكلى والمسالك البولية في القاهرة التقيت بالصدفة المهندس محمود مصطفى متولى، وهو المهندس المعماري للنصب التذكاري للجندي المجهول المصري في منطقة عصر بالعاصمة صنعاء.
كل الحب والتقدير والامتنان للشعب المصري العظيم..

(3)

‏بات المواطن هو الجدار القصير كلما شعبوا أو جشعوا أثقلوه بالمزيد وقد بلغت القلوب الحناجر.
جرع فوق جرع، والسير حثيثا نحو الجوع والمجاعة والموت..
وآح وآه لم تعد لها سامع أو مجيب.
لا حماية ولا مجير ولا مغيث من قريب أو بعيد
ولا من يوقف هذا الوجع اليومي، ولا مانع من استسهال النيل من حياة ومعيشة هذا المواطن المقهور، أو وقف هذه المهزلة التي تهرول كل يوم، ولا تريد أن تقف.
فقد المواطن القدرة على حماية نفسه، أو حتى إعلان غضبه في وجه هذا الطغيان والقهر اليومي الذي يعيشه.

(4)

‏بلقيس أحمد فتحي تعشق الفن وحققت مكانة مرموقة وشعبية واسعة في الوطن العربي من خليجه شرقا إلى محيطه غربا..
لو كانت في اليمن كانت تلاشت وأنتهت موؤدة بجلسة مناصحة واحدة.
المجد لخلود وبلقيس وكل اليمنيات اللاتي يرفضنا الوأد والتلاشي
دمتن ابهار ودهشة في وجه التخلف والهمجية والجماعات الدينية المثقلة بعقدها ومركب نقصها.. الجماعات التي تستعدي الجمال، وتنتقم من الفن واهله.

(5)

‏عشر سنوات ونحن نجلد جماعة “الحوثي”.
واليوم مجرد ما قلنا جماعة تعز قامت قيامتهم.
جلدنا جماعة صنعاء حتى أعتادت نقدنا..
وسنجلد جماعة إخوان تعز حتى يعتادوا ويقبلوا بنقدنا ويعتادون عليه.
وهكذا كل الجماعات والقوى الأخرى في سائر الوطن.
لا حصانه لكم من النقد وقد كنتم أحد أسباب نكبة وطن.

زر الذهاب إلى الأعلى