أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسةحوارات

العشاري: البحث عن حلول ومخارج بعيداً عن الحقائق يعني الاستعداد لحروب أكثر دموية

يمنات

اعتبر الأستاذ أحمد العشاري -عضو اللجنة العامة- أن عديد المؤامرات التي تستهدف المؤتمر طوال عقد ونصف سببها موقفه المتمسك بالوحدة اليمنية والمدافع عنها، إضافةً الى مساندة القضية الفلسطينية..
ورأى العشاري أن لا مؤشرات على أن اليمن سيتجاوز أزماته في المدى القريب..

وقال: إن عوائق التوصل إلى سلام شامل كثيرة ومتعددة المصادر، منها “الطموح السلطوي غير المشروع لأطراف النزاع والارتهان للخارج، والتدخلات الإقليمية والدولية والتنافس القائم بين دول الإقليم وتصفية حساباتها الخاصة على الساحة اليمنية عبر أدواتها المحلية التي تعيش وهم الوعود وغرور القوة”..

وأشار إلى استحالة تحقيق الاستقرار والسلام بدون ” الوحدة والحرية والتعددية السياسية والثقافية والاجتماعية والديمقراطية، والتداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع الحر المباشر، واللامركزية (الحكم المحلي) والعدالة الاجتماعية، والشراكة الوطنية، والتنمية والمساواة وحقوق الإنسان، وسيادة الدستور والقانون “..

وأكد أن البحث عن حلول ومخارج بعيداً عن تلك الحقائق يعني “أن نستعد لحروب أكثر دموية، وتشظٍّ وطني وتفكك اجتماعي مستمر ومعاناة شعبية لا تنتهي وضياع وطني ساحق ماحق مريع لا شرف ولا بقاء فيه لأحد “.. إلى الحصيلة ..

حاوره‮/‬ نجيب‮ ‬شجاع‮ ‬الدين

*ما قراءتك للمشهد اليمني الراهن، وما الذي يعيق التوصل إلى سلام شامل ؟

-المشهد اليمني الراهن مُزرٍ وقاتم على مختلف الصعد وبلغ حداً لا يُطاق ولا يُحتمل ولا مؤشرات على تجاوزه على المدى القريب.. وعوائق التوصل إلى سلام شامل كثيرة ومتعددة المصادر وأهمها الطموح السلطوي غير المشروع لأطراف النزاع والصراع والذي لا يستند إلى أي مشروعية دستورية وقانونية ورضا وقبول شعبي، والارتهان للخارج، والتدخلات الإقليمية والدولية والتنافس القائم بين دول الإقليم وتصفية حساباتها الخاصة على الساحة اليمنية عبر أدواتها المحلية التي تعيش وهم الوعود وغرور القوة، واعتقاد كل طرف بقدرته على السيطرة على اليمن وتفرده بحكمها، بتجاهل حقائق الواقع والتاريخ التي تفيد باستحالة قدرة أي طرف على السيطرة الكاملة على اليمن الموحد بالقوة والتفرد بحكمها دون شراكة وطنية واسعة، واستحالة الحكم وتحقيق الاستقرار والسلام بدون الوحدة والحرية والتعددية السياسية والثقافية والاجتماعية والديمقراطية، والتداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع الحر المباشر، واللامركزية (الحكم المحلي) والعدالة الاجتماعية، والشراكة الوطنية، والتنمية والمساواة وحقوق الإنسان، وسيادة الدستور والقانون، مع علاقة ودية مع المحيط واحترام متبادَل قائم على التعاون والسيادة والاستقلال وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والمصالح المشتركة للجميع؛ وهذا الحال والمبدأ يسري أيضاً على علاقة اليمن مع مختلف دول العالم والكبرى على وجه الخصوص التي لها علاقة مباشرة وغير مباشرة بما تشهده البلاد من أحداث منذ أربعة عشر عاماً.. هذه الحقائق للأسف غائبة عن الأذهان بقصد أو بدون قصد، والبحث عن حلول ومخارج بعيداً عنها سيكون من المستحيل معه الوصول إلى سلام واستقرار واستعادة الدولة اليمنية على كامل ترابها الوطني وتجاوز آثار الحرب المدمرة، وعلينا أن نستعد لحروب أكثر دموية، وتشظٍّ وطني وتفكك اجتماعي مستمر ومعاناة شعبية لا تنتهي وضياع وطني ساحق ماحق مريع لا شرف ولا بقاء فيه لأحد..

*ما تقييمك لمواقف المؤتمر المدافعة عن الوحدة وكذلك المساندة للقضية الفلسطينية ؟

-مواقف المؤتمر إزاء الوحدة والقضية الفلسطينية مبدئية وثابتة ومشرّفة على الدوام، وعليها تأسس وفي سبيلها ناضل ويناضل ومن أجلها قدم ولا يزال يقدم جسيم التضحيات.. وما تعرض ويتعرض له المؤتمر من مؤامرات تستهدف وجوده على مدى عقد ونصف لم يكن إلا بسبب مواقفه من هاتين القضيتين المركزيتين الوجوديتين اللتين يعتبرهما المؤتمر قضاياه الكبرى التي تتصدر كل أولوياته الوطنية والقومية والإنسانية..

*سبع سنوات منذ تولّي الشيخ صادق بن أمين أبو راس رئاسة المؤتمر.. ما تقييمك للمرحلة ؟

-مرحلة صعبة بكل المقاييس ومحك اختبار قاسٍ لقائد مؤتمري وطني كبير استطاع أن يقود المؤتمر وسط الأمواج العاتية والعواصف الهوجاء وإيصاله إلى بر السلامة والأمان والمحافظة على المؤتمر وجوداً ووحدةً وحضوراً سياسياً مناسباً قياساً بالظروف المحيطة العسيرة والمريرة..

*هناك من يرى أن انشغال المؤتمر بالقضايا الوطنية أدى إلى تقليل اهتمامه بالجوانب التنظيمية.. ما تعليقك؟

-المؤتمر تأسس ووُجد من أجل القضايا الوطنية، وكل انشغالاته واهتماماته ومجهوداته منصبة على القضايا الوطنية ومصالح الشعب، وهي وحدها ديدنه الدائم والمستمر منذ تأسيسه وحتى اليوم؛ وما يوليه من اهتمام بالجوانب التنظيمية ما هو إلا من قبيل إصلاح الآليات وضبط مسارها من أجلها وفي سبيلها وذلك كان في الظروف الطبيعية، أما في ظل الكارثة الوطنية المعيشة صار الهم المؤتمري يتركز كلياً في إنقاذ الوطن من محنته.. والمؤتمر خلال مراحل ومحطات مسيرته النضالية لم يلتفت لبناء وإثراء ذاته ومصالح أعضائه والاستحواذ على مقدرات الشعب والوطن ومغانم السلطة لصالحه ومنتسبيه كما هو حال غيره من الأحزاب والجماعات التي ترى في السلطة مغنماً والمقدرات الوطنية حقاً ومِلكاً خاصاً لا يشاركها فيه أحد ولا يُجتزأ منه شيء لتنمية وخدمات اجتماعية ومصالح شعبية واحتياجات إنسانية مجتمعية.. والمؤتمر الشعبي العام بتكوينه وطبعه هو حزب مدني برامجي ديمقراطي وليس حزباً أيديولوجياً عقائدياً شديد القبضة التنظيمية والمركزية القيادية مثل بقية الأحزاب..

* ما أبرز التحديات التي تواجه المؤتمر خلال الفترة الراهنة؟

-المؤامرات الداخلية والخارجية التي تستهدف تنظيمنا ووحدته ووجوده والتي تم خلال الفترة الماضية تجاوز الكثير منها بقيادة وحكمة وصبر وثبات القائد المناضل صادق أبو راس، وحرص القيادات العليا والوسطى وتماسك القاعدة التنظيمية العريضة وصمودها في وجه المؤامرات والتحديات وعدم خضوعها واستسلامها للترهيب والترغيب ومحاولات التشكيك والتخويف وزرع الفتن والشقاق في الصفوف وشق وحدة الكيان المؤسسي المؤتمري.. وهنا لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر والتحية والإجلال لكل مؤتمرية ومؤتمري ثابت على المبدأ والخط والخطاب والتوجه والشعار المؤتمري، لا يحيد عن أيٍّ منها تحت الضغط والإغراء والترغيب والإكراه..

*كيف ‬تنظر‮ ‬لمستقبل‮ ‬المؤتمر‮ ‬في‮ ‬ضوء‮ ‬المعطيات‮ ‬الحالية؟‬‬‬‬‬‬‬‬

-المستقل معقود للمؤتمر كون التجارب ووقائع الواقع أثبتت أنه الأجدر والأقدر والأمين على مصالح الشعب والوطن وهو قارب نجاة الوطن والقادر على تحمل أمانة المسؤولية الوطنية والحفاظ على أمن وسلامة ومصالح الجميع، وهو وحده من يقبل الآخر ويتعايش معه، ولا سلامة وطنية بدونه..

*مخططات استهداف تنظيمنا ما زالت مستمرة.. لماذا المؤتمر ؟

_كونه حجرة العثرة أمام تنفيذ المخططات التمزيقية الخارجية التي تستهدف اليمن أرضاً وإنساناً، وكونه صاحب القاعدة الشعبية العريضة وحامل المبادئ والأهداف والآمال والتطلعات اليمنية، وكونه صاحب المنجزات التنموية والخدمية وصاحب السبق والدور المركزي في توحيد اليمن، وصانع الاستقرار وباني الدولة اليمنية الحديثة ،وحامل المشروع السياسي الوطني الجامع، وخلاصة فكر الأمة اليمنية وعنوان هويتها (الميثاق الوطني)، وحزب الدولة، والتنظيم السياسي القادر على إدارة شؤون الدولة والمنبثق من رحم الأمة اليمنية لا شرقي ولا غربي ولا شمالي ولاجنوبي.. لم يستورد فكراً أو نظرية أو آلية عمل وطني من خارج حدود اليمن، وكونه يمثل آمال الشعب اليمني ومحل ثقته.
المصدر:  الميثاق نت

زر الذهاب إلى الأعلى