رحلتي إلى المعتقل (1)
يمنات
خليل عبد الوهاب أحمد
تتسابق الكلمات وتتزاحم العبارات لتنظم عقد الشكر العميق والتقدير الكبير لجهودكم الكبيرة في دعمي ومساندتي..
لقد اظهرتم الدعم والتضامن في وقت الحاجة..
ولن ننسى هذة اللفتة الكريمة منكم جميعا، من بذل الجهد بالمتابعة لدى سلطات الامن في مدينة تعز، سواء بالحضور، او الاتصال.
كما هو الشكر لكل الاخوة والأصدقاء داخل اليمن وخارجه،، ولكل أصدقائي في مواقع التواصل الاجتماعي..
محبتكم في القلب وجميلكم فوق العين والرأس، وسنظل نناضل ونرفع علم اليمن عاليا..
رحلتي إلى المعتقل (1)
تفاعلت كثيرا مع فتح الطريق وكسر الحصار وانهاء المعاناة عن تعز لدرجة ربما تفوَّقت بها عن كل من فَرضت عليهم الحرب النزوح منها، ولشدة فرحتي بمعانقة مدينتي التي هي احب البقاع الي..
قررت أن أشارك تعز فرحتها وليس اسعد واحب إلى قلبي حينذاك مثل رؤية السرور على وجوه الناس، الذي رسمته فرحة فتح الطريق..
لم اسمح حينها لأي خاطرة ان تحيل بيني وبين مبتغاي، بل ان ثقتي بانضباط سلوكي وممارساتي السياسية طول فترة الحرب وفق قناعاتي الشخصية في كل مرحلة من مراحل الازمة، وليس طاعة لاملاءات حزبية او تبعية، جعلتني اتحرر من اي خاطرة سلبية تعرقل وجهتي..
كان لي ما اردت، حين ركنت سيارتي امام مقر اقامتي السابق في حي الدحي يوم الاثنين 17 يونيو 2024م والتفت الى اسرتي، زوجتي وولدي وبناتي؛ ابارك لهم سلامة الوصول، واهنيهم بما حباني الله واياهم من شرف رؤية مدينتنا واهلنا في يومهم الجميل، وقد فُتح لها ولهم بابا تنساب منه نسائم الأمل وبصيص النور..
لمحت في وجوههم البشر والسعد كما لم أره من قبل، فلما ترجلنا جميعا من وسط سيارتنا المحروسة، وكلنا يطلق نظره في كل اتجاه ليشبع نهمه من عبق المكان ونفح الزمان، بعد ان قضينا ليلتنا كلها في سفرنا من صنعاء..
وفجاة أقبل باص وسيارتين، هبط منهم للتو جنود ومعهم ضابط شرطة موجها أمره لي بصعود الباص.. سألته عن هويته، قال انه مدير قسم شرطة الدحي، فاستجبت بهدوء وانسيابية غريبة، وكأنني كنت على موعد معهم، او ان ذاك المشهد كان ضمن خطة سفري، وهو ما يكشف عمق ما بلغ بي من النشوة، وكأن الممانعة او المناقشة ستوقظني من حلم جميل لا اريد ان تنقضي مشاهده..
لكن وقع المفاجأة وشدة الصدمة على زوجتي واولادي وهلعهم والرعب الذي سيطر عليهم، اجبرني على التخلي عن ذلك الاستغراق والانغماس في المكان والزمان، فاردت تطمينهم، ولكن هيهات .. صحبتني نظراتهم ودموعهم وصراخهم وهمهماتهم، والتي ما تزال ترافقني حتى كتابة هذه الأحرف..
يتبع ..
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا