أخبار وتقاريرأسرار ووثائقأهم الأخبارإختيار المحررالعرض في الرئيسة

تطلعات جيوستراتيجية للهند نحو جزيرة سقطرى اليمتية لمواجهة طموحات الصين في البحر الاحمر

يمنات

ترجمة خاصة بيمنات

بدا الباحثون في مراكز الدراسات الاستراتيجية في الهند بنشر مقالات ودراسات حول الاهمية الجيوستراتيجية لجزيرة سقطرى اليمنية والجزر التي تشكل معها محافظة ارخبيل سقطرى، وتنبه هذه الدراسات صانعي القرار في الهند إلى اهمية الجزيرة اليمنية الواقعة في مدخل المحيط الهندي، في وقت تتنافس فيه الهند والصين على وجه الخصوص في الحضور البحري في منطقة المحيط الهندي.

ونشر الباحث جاجاتي ك. باتنايك الذي يعمل أستاذا مشاركا في مركز دراسات غرب آسيا، التابع لكلية الدراسات الدولية بجامعة جواهر لال نهرو بنيودلهي، والباحث تشاندان ك. باندا الذي يعمل أستاذا مساعدا في جامعة راجيف غاندي الهندية، مقالا لهما في ديسمبر/كانون اول 2023 حمل عنوان “جزيرة سقطرى.. فرصة جيوستراتيجية للهند لمواجهة طموحات الصين المفرطة في البحر الأحمر“.

صفقة سقطرى
واكد المقال إن صفقة سقطرى، إذا تم التوصل إليها بالشراكة مع الإمارات العربية المتحدة، يمكن أن تكون نموذجًا في حالة الجزر الأخرى التي ستمنح الهند النفوذ المطلوب في منطقة المحيط الهندي.

نقطة استراتيجية
وبين المقال ان جزيرة سقطرى تقع في نقطة استراتيجية للطريق البحري الأكثر أهمية بين خليج عدن وبحر العرب، والذي يربط آسيا وأفريقيا في بنية التجارة البحرية.

اهمية جيوستراتيجية
ولفت الى إن حجم التجارة الهائل يعمل على ازدحام هذا الطريق الذي يقع ضمن الأراضي اليمنية، موضحا ان الاهمية الجيوستراتيجية لهذا الطريق جذبت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية نحوه.

واشار إلى ان جزيرة سقطرى تقع في جنوب شبه الجزيرة العربية، وهي أقرب إلى القرن الأفريقي، ومدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وتضم الجزيرة تنوعًا حيويًا نادرًا، لافتا الى أن اقتصادها يعتمد إلى حد كبير على السياحة وتمويل دولة الإمارات العربية المتحدة.
مصالح جيوستراتيجية وجيواقتصادية. 

واكد المقال ان الحرب الأهلية في اليمن والمواجهات بين الحوثيين والسعودية ادت إلى توتر المنطقة، ما جعل الإمارات تستغل هذه الأزمة كفرصة لترسيخ مصالحها الجيواقتصادية والجيوستراتيجية في الجزيرة، مبينا ان ابو ظبي ثبتت وجودها الفعلي في سقطرى التي حصلت على وضع محافظة في التقسيم الاداري لليمن عام 2013.

ما وراء تدخل الامارات في سقطرى..؟

وتسأل المقال حول الاهداف الكامنة وراء خطة الإمارات العربية المتحدة الكبرى وسياساتها التدخلية في سقطرى، والتي استدعت ردود فعل من شريكتها القوية ومنافستها الودية المملكة العربية السعودية؟ وما الذي يجعل سقطرى محوراً رئيسياً في المنطقة؟ واجاب على بالقول “موقعها الجيوستراتيجي”.

ربط قارتين
واكد المقال ان الموقع الاستراتيجي لجزيرة سقطرى اليمنية يمنحها ميزة ربط قارتي آسيا وأفريقيا والخليج. معتبرا ان الميناء والمطار اللذان تم بناؤهما في” حديبو” عاصمة الارخبيل بأموال إماراتية يجعلان من الجزيرة معقلاً لأبو ظبي.

الأهمية الحيوية
وراى المقال ان الأهمية الحيوية لجزيرة سقطرى يمكن أن تكون بمثابة عامل تغيير كبير في الجوانب الاقتصادية والعسكرية و مجالي التصدير والاستيراد. وهو ما يعطي الجزيرة أهميتها الجيوستراتيجية والجيواقتصادية في المنطقة.

قاعدة عسكرية
ولفت إلى قيام الإمارات العربية المتحدة ببناء قاعدة عسكرية في سقطرى. معتبرا ان ذلك ادى إلى نشوء حالة من عدم الارتياح في العلاقة بين أبو ظبي والرياض. منوها إلى ان ذلك الامر ليس واضحا، إلا أن السخط الضمني بينهما موجود.
احتجاجات

وأشار المقال إلى أن سقطرى شهدت احتجاجات وردود أفعال سياسية منذ الربيع العربي، ما ادى إلى تحولها إلى نظام محافظة في التقسيم الاداري لليمن.

دعم الانتقالي الجنوبي
وبين المقال ان دعم الإمارات العربية المتحدة للمجلس الانتقالي الجنوبي المؤيد للانفصال ساعد في تحقيق الغاية المرجوة. مبينا ان الامارات تدرك تعقيد المنطقة والمصالح المتباينة فيها. مشيرا إلى ان أبو ظبي ترغب في زيادة نفوذها الجيوسياسي في خليج عدن والبحر الأحمر والقرن الأفريقي، لأن الصين وفرنسا والولايات المتحدة تمركزت هناك بالفعل.

اهمية جيوسياسية
واوضح المقال إن القوة الاقتصادية المتنامية للإمارات العربية المتحدة تحتاج إلى أهمية جيوسياسية. ويمكن تحقيق ذلك من خلال بناء الموانئ والقواعد الاقتصادية والعسكرية. معتبرا ان الأمن والاقتصاد يشكلان أولويتها الرئيسية.

قواعد اماراتية
وأشار المقال إلى ان القواعد الاماراتية في المخا وعدن والمكلا وسقطرى تشير إلى تطلعاتها في البحر الأحمر وظهورها كلاعب إقليمي.

السيطرة على الجنوب اليمني
ولفت إلى ان الإمارات تستخدم قوات الانفصاليين الجنوبيين في اليمن للسيطرة على الجنوب اليمني. مبينا ان ابو ظبي طورت ايضا علاقاتها مع دول شرق أفريقيا لتسريع مصالحها في المنطقة، وإضعاف القوى الإقليمية الأخرى في المنطقة.

مواجهة الصين
وبين المقال ان الصين بنت قاعدتها العسكرية في جيبوتي، كما اخترقت العمق الأفريقي من خلال مبادرة الحزام والطريق. معتبرا ان الحضور المتزايد لدولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال تطوير الموانئ وتحديثها يشكل خطوة ضرورية للحد من النفوذ الاستراتيجي لبكين في المنطقة. مؤكدا ان هذه المنافسة ضرورية لتعزيز التعددية في طريق البحر الأحمر، الذي يعد أحد الممرات الحيوية لأنشطة سلاسل التوريد العالمية.

مكاسب الهند
وتسأل المقال عن المكاسب التي يمكن ان تجنيها الهند من النفوذ الجيوسياسي المتزايد للإمارات العربية المتحدة في المنطقة المحيطة بسقطرى..؟. موضحا إن الممر الاقتصادي الهندي الطموح الذي يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا (IMEC)، وعلى الرغم من أنه قيد التنفيذ، إلا انه سيكتسب زخماً هائلاً بسبب التعاون الهندي الإماراتي المتنامي.

منافسة الصين
واوضح المقال ان هذا المشروع سيكتسب التسارع المطلوب لدفع الهند إلى أن تصبح لاعباً قوياً إلى حد ما في قطاعي سلاسل التوريد والتصنيع. زاعما ان الهند سوف تظهر في هذه العملية كمنافس مناسب للوجود المتزايد للصين في منطقة البحر الأحمر وشرق أفريقيا.

تعاون هندي اماراتي
واكد انه في حالة التعاون بين الهند والإمارات العربية المتحدة في جزيرة سقطرى؛ يمكن للهند أن تمارس الرقابة على تطلعات الصين في جوادر، الذي هو جزء من الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الطموح لممارسة سلطتها على الجزء الغربي من المحيط الهندي وطموحاتها في طريق الحرير البحري.

ارتباط تاريخي
ولفت المقال إلى وجود ارتباط تاريخي بين الهند وسقطرى، وهو أقدم وأعمق بكثير. زاعما ان كلمة سقطرى مشتقة من “Dvipa – Sakhadara” والتي تعني “جزيرة دار النعيم”. منوها إلى انه كان للهند القديمة بصمات تجارية وثقافية مهمة في العديد من الأماكن الاستراتيجية في منطقة المحيط الهندي.

تواجد الصين في الموانئ
واعتبر ان مشاريع تطوير الموانئ الضخمة التي تنفذها الصين على طول طريق الحرير البحري في كياوكبيو (ميانمار)، وهامبانتوتا (سريلانكا)، وجوادر (باكستان)، وميناء عدن (اليمن)، ودوراليه (جيبوتي)، وميناء السودان (السودان)، والسخنة (مصر)، ولامو، ومومباسا (كينيا)، ودار السلام (تنزانيا)، وموهيلي (جزر القمر)، وتاماتاف (مدغشقر)، وبيرايوس (اليونان) تشير إلى احتمال انتهاج الصين لسياسة حافة الهاوية في المجال البحري العالمي.

تكتيكات صينية
وتابع: تمارس بكين كل التكتيكات الليبرالية الجديدة لتطوير موانئها الاستراتيجية في شيتاغونغ وبيرا (بنغلاديش)، وباجامويو (تنزانيا)، وملقا (ماليزيا)، مشيرا إلى ان بكين تحاول السيطرة على جميع نقاط الاختناق الحرجة في مضيق سوندا، ومضيق هرمز، وباب المندب، وجبل طارق.

روابط حضارية
ولفت إلى ان الروابط الحضارية وطرق التجارة القديمة عن طريق التوابل العظيم، المعروف بطريق الحرير البحري، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالهند، وليس بالصين. لافتا إلى أن طريق التوابل القديم للهند على طول موانئ الساحل الغربي، وهي باريجازا (بهاروتش) في ولاية جوجارات؛ وسوبارا (سوبارا)، وسيميلا (شاول)، ومانداجورا (بانكوت)، وباباباتمي (دابهول)، وماليزيجارا (راجابور)، وأورانوبواس (مالفان) في ولاية ماهاراشترا؛ ونيترا، وناورا، وتينديس، وموزيريس في ولاية كيرالا، إلخ، كانت مراكز تجارية مترامية الأطراف تربط التجارة البحرية الهندية عبر منطقة البحر الأحمر بروما القديمة.

الجغرافيا السياسية
واعتبر المقال إن الجغرافيا السياسية في القرن الحادي والعشرين تحتاج إلى تحول نموذجي، حسب كتاب ألفريد ماهان ” تأثير القوة البحرية” ونظرية ريملاند لنيكولاس جيه سبيكمان، والتي أيدت أهمية الطرق البحرية وكذلك الدول الساحلية وسيطرتها على نقاط الاختناق الحرجة.

موقع الهند الجغرافي
وقال ان الموقع الجغرافي الاستراتيجي للهند، فضلاً عن سواحلها الواسعة وقدرتها على فرض سيطرتها على الروابط البحرية الحيوية، يعد عاملاً رئيسياً في تنشيط مكانتها في منطقة المحيط الهندي.

توجيه مسار التجارة
ولفت إلى ان الهند تحتاج إلى توجيه مسار بنية التجارة عبر البحار، نظراً لارتباطاتها البحرية القديمة، وإمكانات القوة الناعمة الناشئة في عدد لا يحصى من المجالات.

ملحمة مفقودة
وبين المقال ان السياسة الحالية التي يتزعمها رئيس الوزراء ناريندرا مودي تهدف لإعادة كتابة ملحمة الهند المفقودة في المحيط الهندي.

النفوذ المطلوب
واكد المقال انه إذا تم التوصل إلى صفقة سقطرى بالشراكة مع الإمارات العربية المتحدة، فقد تكون نموذجاً في حالة الجزر الأخرى التي ستمنح الهند النفوذ المطلوب في منطقة المحيط الهندي لخلق مساحة تنافسية، وكبح جماح طموحات الصين المفرطة ودبلوماسية الديون في الأيام المقبلة.

نشر المقال باللغة الانجليزية هنا

زر الذهاب إلى الأعلى