انهم يكذبون علينا وعليك
يمنات
عبد الوهاب قطران
عدنا بعد تغييب قسري لمدة سبعة اشهر..
مر شهر كامل منذ تواصل عضو المجلس السياسي الاعلى بصنعاء الفريق سلطان السامعي معي طالبا مني الهدوء والصمت والعزوف عن الكتابة، ووعده لي بالتخاطب مع جهاز المخابرات لإرجاع مانهبوه من بيتي.
أكد لي ان المضبوطات قد تم تسليمها الى النيابة الجزائية، واليوم بكرت إلى النيابة الجزائية، لاخذ المضبوطات الالكترونية من اجهزة شخصية. نهبوا جميع هواتفي وهواتف افراد اسرتي المحمولة الصالح منها والعاطب، اللبتوبات والهارد والذواكر والكتب والدفاتر، وكل ما نهبوه عند استباحتهم الاجرامية لحرمة منزلي، واذا بي اتفاجأ بأنهم لم يرسلوها للنيابة الجزائية بعد.
لقد قال لي الفريق السامعي بانه ضمني عند الاخ ابو جبريل، وانه تم الافرج عني من سجن المخابرات بعد ان التزم له بتوقفي عن الكتابة. وقال لي بالحرف: “فقد ضمنتك عند السيد وقلت له بالحرف الواحد اذا زاد كتب احبسوني بداله”.
نعم تواصل معي الشيخ السامعي بعد خروجي من السجن بنصف شهر، وقال لي توقف عن الكتابة، وعليا اتابع مضبوطاتك و وملتزم يرجعوها…
انتظرت شهر كامل دون جدوى لم يرجعوا شيء مما نهبوه من بيتي. انهم يكذبون علينا وعليك ياشيخ سلطان، ويماطلوا ويتلكؤوا ومصرين على مصادرة حقوقي المنهوبة من وسط بيتي، والتي لا اعلم الى حد الآن ما المفقود منها وما المنهوب. كان صندوق بصائري مليء بالأوراق والوثائق والمتعلقات الشخصية، واصبح اليوم خالي من اغلبيتها، بعد ان تم كسر اقفاله وتفتيشه ونهبه..
اعذرني ياشيخ سلطان فالظلم اصبح جائرا والاستهزاء بنا وبحقوقنا قد بلغ ذروته، فهم لم يكتفو باقتحام بيتي وتفتيشه ونهبه واحتلاله لمدة ثمان ساعات بقوة السلاح، دون احترام لحصانتي القضائية، ودون الحصول على اذن مسبق من القضاء.
تم اختطافي والزج بي في زنزانة انفرادية داخل اقبية جهاز المخابرات، بكل عنجهية وصلف وفجاجة. نهبوا بيتي وقيدوا حريتي نصف عام من الزمان.
وضوعني في زنزانة انفرادية لمدة 27 يوما، من ثقل تلك الفترة الكئيبة الموحشة، كانت كل دقيقة تمر بيوم، وكل ساعة بشهر، وكل شهر يعادل دهر عنترة وهيمنة، ولم يكتفو بكل مافعلوه بل انهم يريدون مني الخضوع لهم والتذلل من اجل استرداد ممتلكاتي المنهوبة وحقوقي المغتصبة.
لقد وعدوك ياصديقي بانهم سيرجعوها لك وكذبوا عليك، وقالو لك انه قد تم ايداعها في النيابة..!!
احمد ابني سجلته العام الماضي فور تخرجه من الثانوية العامة في جامعة صنعاء بنظام الموازي ودفعت عليه رسوم 500 ألف ريال، بعد ان تم الغاء نظام التعليم العام والمجاني بجامعات الدولة اليمنية، رغم ان معدله عالي بالثانوية العامة، وفاتت عليه ثلاث مواد أثناء ما كنت مغيب بالسجن، بسبب مصادرة جهاز اللابتوب الخاص به، الذي اشتريته له بالتقسيط والمتعلق بتخصصه (تكنولوجيا المعلومات).
والآن السنة الدراسية الثانية بدأت، وسيضطر الى ان يفوت المستوى الثاني بعد المواد التي فوتها في المستوى الاول، بسبب انعدام الوسيلة، وهي جهاز اللابتوب المنهوب الى اللحظة بجهاز المخابرات..!!
كل ما املك من ذكريات ومتعلقات شخصية على مدى عشرين عام، تم العبث بها ومصادرتها ونهبها، ولا اعلم الى اللحظة ما هو المفقود منها، ولا المنهوب لانهم رفضوا ان يعطوني محضر المضبوطات، واستمارة تحريزها، ومنعوني من الإطلاع عليه.. ا!!!
جميع حساباتي وايميلاتي وصفحاتي في الفيسبوك والتويتر وجميع شرائحي المرتبطه بها معهم، وكل دفاتري ومذكراتي وكلمات السر المدونة لا زالت معهم ورافضين اعطائها لي، لكي لا اتمكن من الوصول الى اي من حساباتي.
واليوم تمكنت وبعد جهد ومشقة وعناء طويل من استرجاع هذا الحساب بفيسبوك الذي قد تم تقييد نشاطه واعاقة سيره، وذلك بعد ان قطعت شريحة بدل فاقد، والبحث عن ايميله وكلمة السر الخاصة به…
سنضطر للرجوع الى الكتابة والتعبير عن الرأي، ومعاودة ممارسة نشاطنا وحقنا السلمي والعادل والمشروع بالنقد لتجاوزات سلطات الواقع، والذي كفله لنا لنا دستور الجمهورية اليمنية النافذ..
لقد طال سكوتنا ولا بد من الدفاع عن كرامتنا والسعي لاخذ حقوقنا.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك