تهامة منكوبة .. سيول جارفة والضحايا بالعشرات .. منازل تهدمت والخسائر في الممتلكات تفوق الوصف
يمنات – خاص
تعيش مناطق تهامة في اليمن كارثة غير مسبوقة، بسبب الفياضانات، الناجمة عن هطول الامطار شديدة الغزارة.
ويتواصل هطول الامطار الغزيرة على مختلف المحافظات اليمنية لليوم الثالث على التوالي، غير انها اكثر غزارة على الساحل الغربي من البلاد.
ورفع المركز الوطني للارصاد الجوية درجة تحذيراته إلى النشرات البرتقالية الانذارية، مع استمرار التهاطل الغزيز، والمستمر منذ ثلاثة ايام، خلال ساعات النهار والليل.
الكميات المطرية في محطات الرصد
وبلغت كميات الامطار التي سجلتها محطة الرصد الجوي في مدينة الحديدة خلال ال24 ساعة الماضية 95.9 ملم، وفي مدينة حجة سجلت محطة الرصد 30.5 ملم، وسجلت محطات الرصد الواقعة في سهل تهامة مابين 57 الى 96 ملم.
سيول المرتفعات
وادت الامطار الرعدية متفاوتة الشدة التي هطلت على المرتفعات الغربية، والمتجهة وديانها نحو سهل تهامة، إلى زيادة شدة وحجم الجريان في الوديان، ما زاد من كارثة الفيضانات.
استمرار الهطول
وتوقع المركز الوطني للأرصاد الجوية في نشرته الإنذارية صباح الاربعاء إستمرار هطول الأمطار المتفاوتة الغزارة المصحوبة بالعواصف الرعدية، والرياح الهابطة وحبات البرد على مرتفعات وسواحل تهامة ومحافظات صعدة وحجة والمحويت وريمة وإب وأجزاء من ذمار وتعز.
تعطيل الحياة العامة
وادت السيول الجارفة إلى تعطيل الحياة العامة في مناطق تهامة الممتدة من ميدي في محافظة حجة، مرورا بمديريات محافظة الحديدة، ووصولا إلى المديريات الساحلية غرب محافظة تعز.
انهيار المباني الطينية
وتفيد المعلومات الواردة من تهامة أن السيول دخلت إلى منازل المواطنين في مدينة الحديدة ومدن ثانوية اخرى في محافظتي حجة والحديدة.
وتشير المعلومات ان اغلب المنازل الطينية في ضواحي مدينة الحديدة تهدمت كليا وجزئيا، فيما اصبحت الارض رخوة وموحلة يصعب السير عليها، وهو ما حد من حركة المسعفين، ومحاولات المواطنين النجاة بارواحهم.
وكشفت مشاهد مصورة ومرئية عن منازل طينية واخرى مبنية من القش، وقد اصبحت مهدمة، فيما توغلت السيول إلى المنازل، وغمرت بعضها جزئيا وكليا.
تدمير الطرق وفقدان مواطنين
وتعرضت اغلب الطرق في المناطق للجرف وغمر المياه، ما عطل حركة المركبات، وهو ما فاقم الوضع الانساني.
وما يزال العشرات من المواطنين في عداد المفقودين في المناطق الريفية القريبة من مجاري السيول،خاصة في اودية مزر وسردود ورسيان وزبيد وسهام.
خسائر الممتلكات
وتعرضت عشرات السيارات والدراجات النارية للجرف، فيما شوهدت بعض القرى وقد تحولت إلى مستنقعات، تطفو عليها اثاث المنازل.
نفوق الماشية
ونفقت قطعان من الماشية والدواجن، وخربت السيول محلات تجارية وجرفت اغلب محتوياتها، ملحقة افدح الاضرار بممتلكات الاهالي.
اتلاف المحاصيل
واتلفت الفيضانات اغلب المحاصيل الزراعية، واقتلعت مئات الاشجار من المزارع.
وشقت الفيضانات مجاري جديدة في المناطق المحيطة بالوديان، ما الحق اضرار فادحة بالمستوطنات الريفية المجاورة لمجاري السيول، والاراضي الزراعية.
رياح عاصفة
وما زاد من الخسائر الرياح العاصفة التي ترافق الهطولات المطرية غير المسبوقة، والتي جاءت نتيجة للمنخفض المداري الذي ما تزال تتدفق منه الكتل والتيارات الرطبة نحو اليمن، وجنوب السعودية.
عودة الفيضانات
يقول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي ان الامطار الغزيرة المصحوبة بالرياح الشديدة، عادت مجددا فجر الاربعاء 7 اغسطس/آب 2024 في المناطق الواقعة شمال محافظتي حجة والحديدة.
واكدوا أن فياضانات جديدة دخلت إلى عدد من القرى، ما ادى دمار المزيد من المنازل الريفية.
تجدد الهطول
وفي، وقت متاخر من مساء الثلاثاء وفجر الاربعاء تجددت الامطار الغزيرة على مدينة الحديدة وضواحيها، ما حول اغلب شوارع المدينة إلى مستنقعات، اعاقت حركة المواطنين والمركبات، بسبب انسداد مجاري تصريف السيول المتجهة إلى البحر.
مشروع التصريف
ورغم وجود مشروع لتصريف مياه السيول في مدينة الحديدة، إلا ان الاهمال في صيانة المجاري وفتحات السيول، ساهم في تفافم الكارثة.
صمت السلطات
ورغم حجم الكارثة إلا ان السلطات في محافظة الحديدة، لم تعلن بعد المحافظة منكوبة بالفياضانات.
سيول غير مسبوقة
يقول سكان محليون في محافظة الحديدة انهم لم يشهدوا سيولا جارفة مثل تلك التي شهدتها المحافظة نهار وليل الاثنين.
كلها بحر
وفي مدينة الحديدة لم يعد السكان يفرقون بين مياه البحر ومياه السيول وسط الاحياء السكنية، في اشارة إلى ان المدينة صارت كلها ماء.
انقطاع الكهرباء
وادت الفيضانات إلى انقطاع التيار الكهربائي في مدينة الحديدة، ما صعب حركة المسعفين، وفرق الدفاع المدني.
عجز الدفاع المدني
واكدت مصادر محلية ان فرق الدفاع المدني صارت عاجزة عن تصريف السيول، والقيام بعمليات الانقاذ، في ظل محدودية الامكانيات، وغياب الاهتمام الرسمي بفرع مصلحة الدفاع المدني في المحافظة.
جهود فردية
وفي ظل الصمت والفشل للسلطات اضطر الاهالي للعمل بجهود فردية في محاولة لشق مجاري للسيول التي توغلت وسط مساكنهم، غير ان جهودهم تفشل مع استمرار التهاطل، ما يعرض حياتهم للخطر.
اسر في العراء
واكدت مصادر محلية ان عشرات الاسر في الاحياء الشعبية داخل مدينة الحديدة والتجمعات العشواىية في الضواحي باتت في العراء، بسبب تهدم منازلهم المبنية اغلبها من القش والصفيح واللبن.
طواقم من صنعاء
وفيما يزداد الوضع الانساني كارثية، تفيد انباء ان طواقم من الدفاع المدني تحركت فجر الاربعاء من العاصمه صنعاء باتجاه الحديدة.
حارات غارقة
ونهار الاربعاء 7 يوليو/تموز 2024 بدت عدد من حارات مدينة الحديدة غارقة بالمياه.
ومن ابرز الحارات التي داهمتها الفيضانات حارات الربصة، وأغلب الحارات المحيطة بشارع الحكيمي، وبعض حارات حي المطراق، وحارة السور ، والحارات في جولة الساعة، وحارات حي غليل، والحارات الواقعة خلف معسكر الامن المركزي.
واكدت مصادر محلية ان قرية اليومين القريبة من كيلو 16 شرق مدينة الحديدة، تعرضت كثير من منازلها للانهيار الجزئي والكلي، بسبب توغل السيول إلى وسط المباني الطينية.
فيضان وادي زبيد
ويقول سكان محليون في زبيد – إلى الجنوب من مدينة الحديدة – ان عدد من أسر بلاد الرقود اصبحت في العراء بسبب سقوط منازلهم المبنية اغلبها من اللبن والقش. مؤكدين ان القرية صارت محاصرة بسيول وادي زبيد التي فاضت عن مجاري الوادي.
سيول حجة
وفي محافظة حجة هاجمت السيول مدن حرض وعبس وشفر، والحقت اضرار فادحة بالمنازل والممتلكات، وخربت الطرقات.
وادي عنقان يقتحم القرى
وفي مديرية أفلح اليمن اجتاحت السيول التي فاضت من وادي عنقان التجمعات الريفية في الغارب وبني يوس، ما ادى إلى جرف عدد المنازل، وتدمير الاراضي الزراعية وجرف المحاصيل ودفن عدد من الآبار.
وما تزال الاجواء غير مستقرة في الاجواء اليمنية، وهو ما قد يفاقم الكارثة في تهامة.
وتشير التوقعات ان الكارثة قد تمتد من تهامة نحو المحافظات الجنوبية والشرقية.