صورتان تركها الدكتور خلدون نعمان تجسدان الحزن الحقيقي
يمنات
عباس طاهر
رحل الدكتور خلدون نعمان وترك لنا خلفه صورتين تكفي لتجسيد معنى الحزن والألم الحقيقيين.
صورة للمنزل البسيط جداً الذي كان يقتطع منه غرفتين وحمام ومطبخ فقط ملزم بدفع إيجارها مع نهاية كل شهر. ليأوي نفسه مع زوجتين وطفلين، وقد تقبل وضع السكن الذي لا يليق بمثله ولا بحالته الإجتماعية، تحمل ضيق المكان بعد أن ضاق به الوطن بإتساع جغرافيته التي مزقتها الصراعات بفعل تجار الحروب.
والصورة الثانية: لطفليه الذيَن تركهما للمجهول مع أمهاتهم..
فذكرتني هذه الصورة حديثي معه في إحدى المرات عن الوضع الصعب الذي يعيشه خاصة ويعيشه الوطن عامة.
فمعنى مما قاله لي:
أنه لم يعد يهمني أمر نفسي والحال الذي وصلت إليه فهو الحال الذي يعيشه معظم زملائي والكثير من الناس، ولكن مايؤرقني باستمرار هو كيف سيكون حال (إبني شمّر و إبنتي طيف) من بعدي في حال جاء أمر الله والوضع على ماهو عليه.
وبالفعل رحل خلدون فجأة قبل أن يدري كيف سيكون مستقبل أبناءه، رحل ولم يمنحه الوطن رغم إتساعه قطعة أرض لتأوي أبناءه من بعده، سوى مساحة صغيرة في إحدى مقابر محافظة ذما لا تتجاوز المترين وليتها كانت مجانية، فقد دفع ثمنها بعض زملاءه الخيرين. ليدفن فيها جسده الطاهر مع أحلامه وطموحاته وخبراته وكل معارفه العلمية والفكرية، لتدفن كذلك إبتسامات طفلته طيف و شمر الذيَن تركهما لمرارة العيش و الأيام الصعبة دون وطن حقيقي يحتظن طفولتهم في رحابه دون أن تمس كرامتهم أو تجرح برائتهم.
ويبقى السؤال:
هل سنجد من الناشطين وفاعلي الخير من يقف إلى جانبهم كواجب وطني وإنساني لرد الجميل الذي قدمه والده في سبيل هذا الوطن دون مناً منه أو أذى؟
نريد أن نبني لهم سكن على الأقل كأقل واجب علينا، فمن أراد المساعدة عليه التواصل بالأخ/ أحمد محمد يفاعه.. رئيس نقابة أعضاء هيئة التدريس بجامعة ذمار
777296603