أخبار وتقاريرأهم الأخبارإختيار المحررالعرض في الرئيسة

عيون الكيان الصهيوني على العمق الاستراتيجي في أرض الصومال وسقطرى اليمنية في دائرة الاهتمام وسقطرى اليمنية في دائرة الاهتمام

يمنات

ترجمة خاصة بيمنات

15 أكتوبر 2024

بقلم أحمد فيفا رندي

تجذب أرض الصومال انتباه العديد من الدول بسبب موقعها الجيوسياسي. 

كانت أرض الصومال مستعمرة بريطانية سابقة، وتحدها إثيوبيا وجيبوتي والصومال.

وكانت أرض الصومال في السابق منطقة تتمتع بالحكم الذاتي في الصومال، ثم (نالت استقلالها بعد عام 1991)*

موقع مهيمن

تتمتع أرض الصومال بموقع مهيمن على خليج عدن، وهي قريبة من مدخل مضيق باب المندب، الذي يمر عبره ما يقرب من ثلث الشحنات البحرية في العالم. وقد جعل خطها الساحلي أرض الصومال وجارتيها إريتريا وجيبوتي شركاء جذابين لمختلف الدول التي تسعى إلى الوصول البحري والتواجد في المنطقة. إن امتلاك أرض الصومال لساحل يبلغ طوله 460 ميلاً على خليج عدن يعني أنها تحتل موقعًا مهمًا للدفاع عن مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وكذلك في مكافحة القرصنة والإرهاب والتهريب.

وتعترف إسرائيل بأرض الصومال لمصالحها الخاصة، وتسعى إلى إقامة علاقات طيبة معها.

عمق استراتيحي وجيوسياسي

ونظراً لافتقارها إلى العمق الاستراتيجي الجيوسياسي، تشعر إسرائيل بالحاجة إلى التمركز في أرض الصومال من أجل تفعيل أمنها القومي من على بعد أميال، وتحدي الوجود الحوثي في ​​اليمن. وهناك أيضاً فرص اقتصادية، بطبيعة الحال، وبعض الفوائد المترتبة على زيادة العلاقات الدبلوماسية.

الحاجة للعمق الاستراتيجي

وباعتبارها دولة صغيرة في وسط العالم العربي، الذي تعتبره تهديدًا محتملًا، فقد شعرت إسرائيل تاريخيًا بالحاجة إلى توفير عمق استراتيجي لنفسها.

وكما رأينا في السابع من أكتوبر 2023، فإن دولة الاحتلال معرضة للغزو المسلح. ومنذ ذلك الحين، رأينا إسرائيل ترتكب إبادة جماعية مستمرة في غزة ومؤخرًا تحول قوتها النارية إلى لبنان إلى الشمال. وكان المدنيون الضحايا الرئيسيين في كليهما.

تريد الصومال كقبرص

وهكذا سعت دولة الاحتلال إلى إنشاء منطقة آمنة لأمنها بعمق استراتيجي في مناطق مختلفة. ففي شرق البحر الأبيض المتوسط، على سبيل المثال، تتصدر قبرص هذا الدور لقربها الشديد من لبنان وتهديد حزب الله، وفي القرن الأفريقي، تريد إسرائيل تحقيق أهداف مماثلة في أرض الصومال، التي تعتبر الحلقة الأخيرة في السلسلة في مكافحة وكلاء إيران، وخاصة الحوثيين في اليمن.

صراع نفوذ

وتستثمر الصين في الموانئ في المنطقة، في حين تحاول تركيا إنشاء قاعدة في الصومال. وتحاول الإمارات العربية المتحدة أيضًا تطوير وجودها في عدد من البلدان، وخاصة أرض الصومال. وبالإضافة إلى هذه الدول، تتمتع المنطقة بأهمية استراتيجية كبيرة للمصالح الوطنية لإسرائيل.

اهتمام متعدد

ولكن لا ينبغي لنا أن ننظر إلى اهتمام إسرائيل بأرض الصومال من منظور أمني فحسب. ذلك أن أرض الصومال تتمتع باقتصاد متنامٍ يوفر فرص الاستثمار في الزراعة والطاقة والبنية الأساسية، من بين قطاعات أخرى. والحقيقة أن الزراعة في أرض الصومال تتميز بأنها زراعة كفاف، والدولة مستوردة للغذاء، وهو ما يمنح إسرائيل فرصة لزيادة نفوذها في المنطقة. 

نموذج الكيبوتس

ومن الممكن أن تخدم تعبئة إسرائيل الزراعية في المناطق غير المناسبة للزراعة وجهودها الرامية إلى إنشاء مجتمعات زراعية على غرار نموذج الكيبوتس الخاص بها كوسيلة ضغط في الحصول على قاعدة عسكرية في أرض الصومال. 

توسيع الهيمنة

ومن الممكن أن تؤدي استثمارات إسرائيل في أرض الصومال ومشاريع التنمية المحتملة إلى تعزيز تواجدها في منطقة القرن الأفريقي وتوسيع هيمنتها على بلدان أخرى في المنطقة .

وتتمتع الإمارات العربية المتحدة بعلاقات وثيقة مع البلدين، إذ لديها قاعدة عسكرية في أرض الصومال في علاقة تعود إلى عام 2017. وكانت أبوظبي من أوائل العواصم التي اعترفت بجمهورية أرض الصومال، ولديها استثمارات هناك. 

علاوة على ذلك، تقوم الإمارات العربية المتحدة بتدريب قوات الأمن في أرض الصومال. ويشكل هذا التعاون أساس الشراكة الاستراتيجية. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت شركة موانئ دبي العالمية، التي تتخذ من دبي مقراً لها، مشروعًا بقيمة 101 مليون دولار لتوسيع ميناء بربرة، والذي تعتبره بديلاً للميناء في جيبوتي.

لقد قامت الإمارات العربية المتحدة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل من خلال “اتفاقيات إبراهيم” التي روج لها دونالد ترامب في عام 2020. وحافظت على تلك العلاقات طوال الإبادة الجماعية الإسرائيلية للفلسطينيين.

وساطة اماراتية

وتشير المصادر إلى أن الإمارات لم تقنع حكومة أرض الصومال بإقامة القاعدة فحسب، بل وافقت أيضًا على تمويلها. وفي المقابل، تم تقديم ضمانات بأن إسرائيل ستعترف بأرض الصومال وتستثمر في المنطقة. وهناك منفعة متبادلة من وساطة الإمارات العربية المتحدة، حيث ترى كل من أبو ظبي وتل أبيب ان الحوثيين كعدو مشترك وتعتقدان أنهما قادران على كسر دائرة نفوذ إيران من خلال هذا التعاون.

جزيرة سقطرى

وبالإضافة إلى أرض الصومال، قد تكون جزيرة سقطرى اليمنية أيضًا ضمن الأهداف التي تسعى إسرائيل والإمارات إلى تحقيق عمق استراتيجي أكبر في منطقة القرن الأفريقي. 

قاعدة استخباراتية

وفي حين كانت الإمارات تخطط للسيطرة على الجزيرة قبل بدء الحرب الأهلية اليمنية، فقد تم الكشف في الأشهر الأخيرة عن أنها تخطط لإنشاء قاعدة هناك مع إسرائيل. 

وبحسب صحيفة معاريف العبرية ، اتفقت الإمارات مع إسرائيل على إنشاء منشأة عسكرية واستخباراتية مشتركة في سقطرى. 

قاعدة في عبد الكوري

وأشارت الصحيفة إلى أن مثل هذا التعاون يتجلى في القاعدة العسكرية الإماراتية الإسرائيلية قيد الإنشاء في جزيرة عبد الكوري، وهي جزء من ارخبيل محافظة سقطرى.

مزايا في الصومال

هناك العديد من المزايا التي تعود على إسرائيل من الاعتراف بأرض الصومال كدولة مستقلة. وتشمل هذه المزايا تعزيز أمنها الوطني، ومواجهة التهديدات الإقليمية، وخلق فرص اقتصادية جديدة، وتحسين العلاقات الدبلوماسية، ودعم الحكم الديمقراطي في المنطقة.

وفي منطقة تتنافس فيها العديد من القوى على حصة بسبب موقعها الاستراتيجي ومواردها، من المتوقع أن تدخل إسرائيل السباق من خلال شريك محلي هو أرض الصومال، الذي استبعدته العديد من البلدان.

المصدر: موقع ميدل ايست مونتيور

المقال نشر باللغة الانجليزية، لقراءة المقال انقر هنا

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى