البيض: الانتقالي خلق اشكالية اجتماعية ستؤثر على مستقبله السياسي

يمنات – صنعاء

قال الدبلوماسي هاني علي سالم البيض ان المجلس الإنتقالي خلق في جنوب اليمن إشكالية اجتماعية كبيرة في النسيج الاجتماعي دون أن يعلم.

تفاوت طبقي
وقال هاني البيض: للأسف ودون أن يشعروا اوجدوا (تفاوت طبقي) بين الناس في الوطن الواحد، وبشكل غير مسبوق او متوقع.

أمر خطير
واعتبر البيض ان ما حصل امر خطير على مستقبل الانتقالي السياسي. مشيرا الى ان هذا الامر قد أثر بشكل مباشر إلى جانب الاخطاء الأخرى، وادى إلى تآكل حاضناته الشعبية، وخلق تصدعات سياسية ونفور كثير من المواطنين، ومزيداً من السخط الشعبي الذي وصفه بالمبرر.

تراكمات موضوعية
ولفت الى ان الانتقالي قد لايكون هو الطرف الوحيد او المباشر في هذه المحصلة الكارثية بالجنوب، مشيرا إلى أن هناك تراكمات موضوعية.

فشل النموذج
وبين هاني البيض ان الانتقالي حاضر في هذه الاشكاليات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية جنوباً، وفي عدن تحديداً، والتي لم يستطع ان يقدمها نموذجا مقبولا للداخل والإقليم، ويفوز بذلك.

فقر مدقع
وقال: ببساطة تكمن القضية والمسألة بصدد موضوعنا، أن هناك حالة فقر مدقع في الداخل، وملايين الناس تعيش تحت خط الفقر والبطالة والعوز.

واضاف: من لديه معاش اصبح زهيد جدا، ويتقاضيه بالعملة المحلية المتدهورة.

فارق كبير جدا
وتابع: بالمقابل يجد الناس منتسبي الانتقالي مدنيين وعسكريين وقياديين سياسيين أكاديميين نشطاء وغيرهم، وهم بآلاف اليوم يتقاضون أجورهم بالعملة الصعبة وبفارق كبير جدا مع الموظفين من عامة الشعب.

ولفت البيض الى انه لا أحد يستكثر عليهم ذلك اطلاقاً، فهم جزء من الشعب الذي تم إفقاره بفعل الازمات السابقة والصراعات وعوامل اقتصادية وسياسية كثيرة، ولكن حتماً هذا يخلق تفاوت اجتماعي بين فئات المجتمع والمواطنين الذين يعيشون في وطن واحد ومشترك، بل مناطق وأحياء سكنية ذاتها ودرجات وظيفية واحدة.

فجوة وتمايز
واعتبر ان هذه الفجوة وبعد اكثر من سبعة أعوام
خلقت تمايزا واضح، في ظل اتساع رقعة الفقر والفساد والبطالة.

عمل بدون قروش
وراى هاني البيض انه كان على المجلس الإنتقالي ان يرفع ومنذُ البداية شعار الانتساب اليه بالعمل الوطني والتطوعي (دون قروش) او امتيازات ليلتف حوله المخلصين والمومنين بالقضية.

وأشار إلى أن العمل السياسي في كل مراحل النضال العالمية هو عمل تطوعي على المستوى الوطني والدولي.

مبادرة
وقال: واليوم اذا كان المجلس الانتقالي يفكر بشكل جاد ويبحث عن الحقائق وتصحيح المسار وتدارك هذا الموقف وتحسين صورته السياسية والاجتماعية على مستوى الجنوب، فليبادر بطلب ايقاف مرتبات قياداته او يأمر بتخفيضها إلى النصف اولاً، ويضع نصفها في صندوق تكافلي وخيري اجتماعي مثلاً.

ونوه البيض إلى ان ذلك سيجعل قيادة الانتقالي ترى وتلاحظ من يصمد ويتبقى.

صراع اجتماعي وسياسي
واوضح ان الرسالة هنا؛ اولا ان الراتب (المعاش) يجب ان يستلمه جميع الناس في اليمن بالعملة الوطنية وعبر الحكومة ايا كان حالها. وثانيا ان التفاوتات الاجتماعية الحادة في البلد الواحد والتمايزات في الحياة المعيشية إذا ما استمرت، سوف تؤسس لتفاوت طبقي يؤدى إلى صراع اجتماعي وسياسي حتمي يفضي لانقسامات في المجتمع، تودي إلى أزمات مجتمعية او إلى حرب وطنية.

اهداف كبرى
ورأى البيض انه لن تكون هناك بيئة مستقرة تستطيع من خلالها تحقيق اهداف كبرى او مشروع وطني بحجم استعادة دولة على صعيد الجنوب او اليمن عامة في ظل شعب أفقروه ويهان ويذبح يومياً، وطبقة سياسية افسدوها واصبح ليس لها علاقة بمعاناة الشعب ومتاعب الوطن.

نحس القيادة
وتابع: شعب عظيم ولكنه لازال منحوس بقياداته، تحياتنا لمن يفهم، وسحقاً لم يكيل الأعذار والتبريرات باستمرارية، وتبا لمن يفهم ولايريد ان يفهم.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا