لقاء دبي بين بن عمر وقيادات جنوبية ينتهي بمواقف غير محسومة

يمنات – الشارع
عقد ، امس في مدينة دبي ، اللقاء الذي جمع المبعوث الاممي الى اليمن جمال بن عمر وعددا من القيادات الجنوبية في الخارج على راسها علي ناصر محمد وحيدر ابو بكر العطاس وعبد الرحمن الجفري لمناقشة القضية الجنوبية ومشاركة الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني الذي سيبدأ فعاليته في 18 مارس الجاري.
وافتتح بن عمر اللقاء ، الذي عقد بغياب وفد البيض وبحضور : السلطان بن عفرير، جابر محمد ، صالح حسين صالح القاضي ، عمر العطاس ، سالم صالح ، السلطان عبدالله عيسى بن عفرير، جهاد عباس ، صالح عبيد احمد ، محسن بن فريد ، علوي الجفري ، صالح بن عليان المهري ، علي عمر كفاين ، عبد الحافظ الصلاحي ، ومساعد محمد محسن .
وقال بن عمر ، في الكلمة التي القاها ، ان "الجنوب عانى ، في السابق ، الكثير من المشاكل ، وعلى الجميع تحمل المسؤولية للوصول الى الحل الذي يقرره الشعب".
واضاف :" تناقل البعض اني مع الفيدرالية ، وانا من هنا اقول لكم نحن في الامم المتحدة مع الحوار ، ولا ندعو لأي خيار . اليمنيون يقررون مستقبلهم والشعب في الجنوب يقرر مصيره بنفسه ؛ ولكن عبر الحوار". ودعا بن عمر الى نبذ العنف.
وفي اللقاء القى الرئيس علي ناصر محمد كلمة اكد فيها مشاركته في الحوار الوطني وامل من الدول الراعية للتسوية السياسية والحوار ان " تتسم في التوصل الى ضمانات لتنفيذ مخرجات الحوار".
وقال علي ناصر ان "هناك احتقانا سياسيا، وان الحكم الفاشل هو من عبث بالبلاد من خلال الحروب العبثية ".
واضاف "في عام 1990 كانت نسبة الجنوبيين الذين مع الوحدة بحدود 95% اما اليوم فان العدد ارتفع الى 96% يطالبون بالانفصال نتيجة السياسات الخاطئة والظلم اللاحق بالشعب في الجنوب ".
عندها علق العطاس بالقول :" 96 % مع استعادة الدولة ". واستدرك الجفري :" 96 % مع التحرير والاستقلال ".
واضاف: "هناك مزايدات من قبل البعض لكسب الشارع ؛ ولكن هذا مع الاسف يدفع للفوضى ويخلق الانقسام في صفوف الحراك الجنوبي ، اما بالنسبة للشمال فالبعض عيونهم على الثروة وليس على الوحدة".
وقال علي ناصر:" وعندما ساهمنا مع مختلف الاطراف الداعية والراعية للحوار الوطني المرتقب في 18 مارس في مختلف اللقاءات انما كنا نستهدف التأكيد على ضرورة اشراك الجميع بمختلف خياراتهم المطروحة ".
واضاف :" ان الاحتقان السياسي الذي اتخذ عنوان الازمة العامة في اليمن كان نتيجة طبيعية لسياسات حكم فاشلة تعتمد الحروب العبثية كما حصل في صعدة خلال ست حروب ، وتعتمد ايضا انهاك البلاد اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ، وصلت الى حد الاستنزاف للمال العام وللبنى التحتية وحتى النية النفسية للمجتمع من خلال ارساء ازمة اخلاقية مزمنة وتعميم ثقافة الكراهية والتي شكلت مجتمعة بيئة خصبة للصراع بين مراكز نفوذ واحزاب سياسية ومصالح اقتصادية متضاربة وعلاقات اجتماعية شائكة . فكانت الازمة المتفاقمة نواة لاندلاع ثورة الشباب في 2011م لتشكل البعد الجديد المتمم للثورة التحررية في الجنوب والمشكلة الصعداوية وتنامي ظاهرة الارهاب والانهيارات الاخرى على مختلف الاصعدة".
واضاف :"وبذلك فقد النظام شرعيته بالكامل ، فتحركت عجلة التغيير الذي بشرنا به في وقت مبكر عندما اطلقنا شعار التغيير او التشطير " وتلقفه الشباب الذين لا يزالون ينتظرون ثمارا حقيقية لثورتهم مثلما ينتظر الجنوب حلا عادلا لقضية بعد تضحيات جسام وشهداء وجرحى ومعاقين ومخفيين . ولا تزال الحالة القمعية مستمرة من خلال احداث متنقلة وممارسات سلطوية تزيد الطين بله . كما ان تعثر هذا التغيير وعدم اكتماله وما رافق ويرافق هذه العملية من اخفاقات مشهودة تجعلنا نخشى ان يتخلق بسببها شعار جديد هو الحوار او الحرب ونريد في كل جهد قمنا ونقوم به ان نضع حدا لهذا التدافع الكارثي من اجل المصلحة العليا للوطن وحفظ حقوق المواطنين واعادة توجيه الحياة العامة بطريقة تضمن العدالة والسلام لشعبنا ولا تصطدم مع المصالح الاقليمية والدولية التي ينبغي ان تكون ضامنة للجميع وليست ضامنة لطرف على حساب طرف اخر".
وفيما قال ان لقاء دبي " يكتسب ، كامتداد للقاءات سابقة اهمية بالغة "؛ قال :" علينا ان ندرك بان توقف جهود اشراك الجميع في الحوار الوطني لن يكون في مصلحة هذا الحوار الذي لطالما اكدنا انه الوسيلة المثلى لحل المشاكل وفك عقد الازمات فيما لو اتخذ مساراته الحقيقية وتوفرت شروطه وآلياته بحسب موضوعاته وتساوت اطرافه وعزلت عنه مصادر ومراكز القوة والنفوذ وكان جادا وعادلا ومنصفا لا يستقوي فيه طرف على طرف ؛ بل يمضي في جو من الندية والايمان بحق الاخر في التغيير عن قضيته بالطريقة التي يراها مناسبة حتى التوصل الى قواسم مشتركة".
واضاف :" والمرحلة بحاجة ماسة اليوم لأن يجري تغليب المصلحة العليا وصولا الى بر الامان . وهنا ينبغي التركيز على نبذ العنف وعدم الانجرار اليه ، فالعنف لا يولد الا العنف ونخشى توسع مظاهره التي طفت على سطح الاحداث مؤخرا في مناطق جنوبية وخاصة في عدن ، وهي جريمة كبرى ترتكب بحق شعبنا في الجنوب".
وعبر علي ناصر عن امله ان يفتح لقاء دبي " ثغرة للنور في جدار ازمة الثقة المستعصية بين مختلف الفرقاء ، ولن يتأتى ذلك الا بإيذاء حسن النوايا بالأفعال وليس الاقوال وبالضمانات وليس العقوبات ، فالأقوال سئمها شعبنا والعقوبات واقعة عليه منذ زمن طويل ، وشعبنا وحده من دفع اثمان باهظة لأخطاء لا ناقة له فيها ولا جمل".
وقال كما ان الالتزام بالعهود يعتبر مؤشرا من مؤشرات تقليص ازمة الثقة ؛ ومن هنا شددنا في مناسبات عديدة على ضرورة التهيئة للحوار وتوفير المناخ المناسب لإجرائه بالنظر لآراء مختلف الفرقاء ، ومن بينها الرؤية التي تقدمنا بها لجنة الاتصال اضافة الى الرؤى التي تقدمت بها اطراف اخرى ، وكذلك شددنا على اهمية ان نرى النقاط العشرين التي اقرتها اللجنة الفنية للحوار واقعا ملموسا . كما كان لزاما البدء بخطوات اجرائية عملية فورية عملية فورية كمرحلة اولى لإزالة اثار حرب عام 1994م على الجنوب . وهذا الامر وغيره من القضايا سبق ان تقدمنا برؤية تفصيلية حيالها ونطرحها في وثيقة مرفقة في هذا اللقاء ، على مبدأ : فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين".
واضاف :" ان التعاطي السلبي من اي طرف أيا كان موقعه في مرحلة بهذه الحساسية ينقلنا من الخطأ الى الخطيئة ، وفي الوقت الذي نقر فيه جهود الدول الراعية للتسوية السياسية والحوار الوطني نامل ان تسهم في التواصل الى ضمانات لتنفيذ مخرجات الحوار وان كان امرا لاحقا لقضايا التهيئة للحوار من اساسه ".
وتابع :" ان حل القضية الجنوبية لم يعد حاجة وطنية بل ضرورة اقليمية دولية وعليه يجب ان تدرك كافة الاطراف ان هذا الحل لن يرى النور دون استشعار اهمية الحوار الجنوبي الجنوبي ، ومن ثم الحوار مع الاطراف المعنية وان تتم هاتان العمليتان على اساسين: هما ان الجنوب ليس حزبا بل شعب ووطن ، وان تقرير مصير الجنوب لن يمر الا بالجنوبيين المؤمنين بعدالة قضيتهم وبتعاون الاشقاء والاصدقاء . كما لا يجب على احد ان ينسى باننا نعيش جميعا في محيط واحد تؤثر كل طقوسه على كل قاطنيه …". وتمنى علي ناصر ان يكون لقاء دبي " مقدمة للقاء موسع يشارك فيه جميع الفرقاء الجنوبيين دون استثناء للخروج برؤية ومرجعية سياسي توافقية ".
من جانبه قال المهندس حيدر ابو بكر العطاس القيادي الجنوبي وأول رئيس وزراء لدولة الوحدة ، ان احزاب اللقاء المشترك ، بما فيها التجمع اليمني للإصلاح سبق ان وقعت مع المعارضة الجنوبية في الخارج على وثيقة "تقر بالفيدرالية وحق شعب الجنوب في تقرير مصيره".
واضاف العطاس، في الكلمة التي القاها في الجلسة الاولى من لقاء دبي : "الاخوة في الشمال يطاردوننا من عاصمة الى عاصمة ليقيموا اتفاقيات معنا والقيادة في الشمال وقعت بخط ايديهم على وثيقة تقر بالفيدرالية وحق شعب الجنوب في تقرير مصيره ، في 13 – 6 – 2010م، (وهي التي انقلبوا عليها بعد شهر عندما وقعوا مع علي عبد الله صالح يوم 17 – 7 – 2010) وكان الموقعين احزاب اللقاء المشترك ، ومن بينهم حزب التجمع اليمني للإصلاح وكذلك الاستاذ محمد سالم باسندوة رئيس الوزراء الحالي".
وتابع :" نحن لا نريد صدقات من اخواننا في الشمال بتعاطفهم مع القضية الجنوبية ، فنحن بعد الثورة عام 2011 ، مع الاسف ، لم نجد من السلطة الحالية او احزاب اللقاء المشترك ، او الاخوة في الشمال ، اي مبادرة تجاه قضيتنا الجنوبية العادلة".
وقال :"نحن نشكر السيد جمال على العبء الذي يتحمله ونشكر الامم المتحدة ، ولكن مأخذنا انه في عام 1994م وقفت الامم المتحدة موقفا حياديا اثناء الحرب".
وحول ادراج اسم القيادي علي سالم البيض ضمن معرقلي التسوية في اليمن ؛ قال العطاس :" كان من الخطأ ادراج اسم الاخ البيض الى جانب اسم علي عبد الله صالح ؛ لأنكم بذلك تزجون الجنوب في مبادرة لم تشملهم بالأساس. وهذا اجحاف بحق القضية الجنوبية ، الجنوب كان دولة ذات سيادة ، فكما له الحق بالدخول في الوحدة له الحق في الخروج منها".
واضاف :" في لقاءاتنا مع الخليجيين قلنا لهم ان المبادرة اتت لحل الخلاف بين علي عبد الله صالح وعلي محسن الاحمر وليس لحل قضية الجنوب".
من جانبه ، قال عبدالرحمن الجفري رئيس حزب رابطة ابناء اليمن (رأي) ، في مداخلة له في اللقاء ، ان الجنوبيين "اصحاب قضية ". واكد اهمية لقاءات مستقبلية تشمل كافة الاطراف السياسية الجنوبية .
وفيما اشار الى "مسالة الانفلات الامني ؛ قال ان هذه القضية في غاية الخطورة". معتبرا " المماطلة الاممية او الاقليمية او المحلية في حل القضية الجنوبية " ستدفع نحو تفاقم خطر الانفلات الامني .
وقال الجفري :" نحن ، السياسيين ، ندرك ان العمل السياسي هو الاساس وما سواه خراب وانا لا اريد الخراب لوطني ، وشعبي هو المتضرر ؛ ولكن علينا ان ندرك ان شعبنا مقهور والمقهور لا يمكن ضبطه". وافاد الجفري بان اطرافا في السلطة وزعت ، الاسبوع الحالي ، اموالا واسلحة الى الشباب في الجنوب وتوارى من وزعها عن النظر ونحن نعرف ان اطرافا في السلطة هم وراء ذلك".
وقال الجفري ، في تصريح مقتضب ادلى به امس لقناة "دبي"، ان هناك توافقا جنوبيا بشان التحظير لاجتماع واسع يضم الطيف الجنوبي بتنسيق مع الامم المتحدة ودول الخليج العربي لحل قضية شعب الجنوب".
واضاف الجفري :" الغرض من الاجتماع كما فهمنا ان نشرح رؤيتنا لحل القضية الجنوبية ، وايضا كنا قد طرحنا مقترح تم الموافقة عليه من الجميع ان نستكمل اجتماعاتنا اليوم في هذا الاطار ، ثم يتم التحضير لاجتماع واسع يضم كل الطيف الجنوبي ونسعى جميعا للتنسيق بين الامم المتحدة ومجلس التعاون لدول الخليج العربي ، بحيث ننسق تلك الجهود الاقليمية والدولية بما يخدم القضية الجنوبية ".
الشيخ عبد العزيز المفلحي قال ، في مداخلة له : لقد بح صوتنا منذ سبع سنوات ونحن ننادي بحقوقنا وحقوق شعبنا . يجب ان لا ننتظر حتى المآسي لنجد حلا ؛ لأنه عندها الحل سيكون كما لو ما كان .
اطالب الامم المتحدة بتحمل مسؤوليتها الاخلاقية اولا والقانونية ثانيا لإيجاد حل للقضية الجنوبية العادلة . الاحتلال البريطاني ارحم بـ100 مرة من الاحتلال اليمني ، كنا نامل ان يكون معنا اخوتنا من قيادات الحراك في الداخل . نحن في نهجنا وتعاملاتنا وسطيون ؛ ولكننا لسنا وسطيون بحق استعادة دولتنا الجنوبية الفيدرالية".
بدوره القى سالم صالح محمد مداخلة قال فيها :" لقد كنت انا والاخ حيدر ابو بكر العطاس والاخ صالح عبيد المتواجدين حاليا هنا من الموقعين على الوحدة 1990م وانا من جهتي اقول انني وقعت عليها بحماس ونترك الموضوع لذمة التاريخ .
اليوم انا اجزم ان كل الجنوبيين ، من الاخ عبد ربه منصور هادي الى اي جنوبي ، سواء كان بيننا ام في الجنوب سيقول لك ان الظلم واقع على الشعب في الجنوب ، هؤلاء الذين امامك كانوا قيادات لم يبق لهم لا منزل ولا ارض في الجنوب ".
واضاف لدينا دعوات الى الحوار الوطني ؛ ولكن لن نحضر ؛ لأنه لم تتخذ اي خطوة جادة تجاه الجنوب ، سواء التي ذكرها الاخوة او النقاط العشرين ونحن مع الحراك السلمي الديمقراطي وندين العنف . الجوع كافر ، القتل يوميا ببيوتنا ومنازلنا ، لقد دمروا جيلا كاملا ، فلا تدريس ولا تنمية …".
وعقب بن عمر على الكلمات التي القيت وقال :" فيما يخص ترتيبنا اللقاء وكنت اتمنى ان نجتمع مع الاخوة الحاضرين اضافة الى بعض الاخوة من قيادات الحراك الجنوبي في الداخل . نحن في الامم المتحدة نريد اللقاء مع كافة الاطراف ، فانا عندما اكون في صنعاء التقي مع وفود من قبل السيد عبد الحوثي ، وكذلك التقي مختلف الاطراف وكذلك الحال بالنسبة الى الجنوب نريد اللقاء مع الجميع وليطرحوا ما يريدون من افكار".
وامس نقلت وكالة "فرانس برس" عن خضر الجعري ، وهو احد المشاركين في لقاء دبي ، واحد موفدي البيض للقاء قوله : " لازلنا على موقفنا بمقاطعة الحوار "، مؤكدا "عدم القبول باي حوار الا بين الجنوب والشمال ". ويطالب انصار البيض بانفصال جنوب اليمن الذي كان دولة مستقلة حتى عام 1990.
وقالت للوكالة ذاتها جهاد عباس ، التي حضرت اللقاء، ان "معظم المشاركين ما زالوا يؤيدون المشاركة في الحوار الوطني" الذي سيبدأ في 18 مارس . واضافت :"الغالبية تؤيد ايضا الفيدرالية وترفض اللجوء للعنف".
وتمسك علي سالم البيض ، في رسالة الى بن عمر ، بموقفه الرافض ، للحوار الا بين دولتين ، كما تمسك بموقفه المطالب بـ"فك الارتباط" .
واوضح البيض ، في الرسالة التي قال انها موجهة الى امين عام الامم المتحدة من خلال مبعوثه بن عمر ، ان قراره ارسال مبعوثين الى لقاء دبي تم لاعتبارات عدة ، منها كون الدعوة التي وجهت له للقاء مبعوث الامين العام للامم المتحدة ، وكون اللقاء عقد " في دبي الامارات العربية المتحدة ، الدولة الصديقة لدولة الجنوب سابقا ولشعب الجنوب حاضرا"، وقال البيض ان من بين تلك الاعتبارات تاكيده ، عبر حضور اللقاء عن رغبتنا بالعمل مع الامم المتحدة والمجتمع الدولي وفق مبادئ ميثاق الامم المتحدة والمجتمع الدولي ".
واضاف :" دخل ابناء جمهورية اليمن الديمقراطية ، وقد عرفت تاريخيا بالجنوب العربي ، في وحدة لم يتمكنوا من ممارسة حقهم في الاستفتاء عليها ، علاوة على فشل تحقيق مهام المرحلة الانتقالية للتحول الفعلي للدولتين الى دولة موحدة حتى انتهت فعليا بقيام حرب 1994 . لقد ادت حرب عام 1994 بين الشمال والجنوب الى انشاء واقع استعماري على الارض ، ووفقا للاعتراف الموثق بالسنة قادة الشمال انفسهم "بانهم فعلا استعمروا الجنوب ، وان الوحدة قد فرضت بالقوة في حرب 1449 ".
وتابع :" ونتيجة لذلك تعرض شعب الجنوب الى انتهاكات جسيمة شملت ممارسات سياسية التمييز والتفرقة العنصرية ، واخرى ترتقي في بعض الحالات الى جرائم ضد الانسانية ، ولا يخفى عليكم كيف تكالبت قوى الجيش والامن والمليشيات المسلحة لحزب الاصلاح مؤخرا في مواجهة المدنيين في الجنوب بتاريخ 21 فبراير 2113 وراح ضحية المواجهة معهم اكثر من عشرات الشهداء ومئات الجرحى وناسف ان الامم المتحدة لم تدن ذلك مثلما ادانتها منظمتا امنستي انترناشيونال وهيومن رايتس وتش الدوليتان . بل لقد وجدت ميليشيات حزب الاصلاح وقوات الجيش والامن دريعة غير مبررة وضوءا اخضر بالاشارة السلبية في الفقرة (9) من البيان الرئاسي لمجلس الامن الدولي ، والتي ساوت بين الجلاد والضحية من خلال 1573uادراج اسمنا من غير مناسبة كمعرقل لما يسمى بالتسوية السياسية وفق المبادرة الخليجية التي لا تعني شعب الجنوب ولا نستطيع التعاون في انجاحها لإننا لسنا طرفا فيها او عقدنا التزام بتنفيذها . ففي الوقت الذي يسعى شعب الجنوب دون كلل الى سماع العالم صوته بالوسائل السلمية لاستعادة هويته ودولته ، الا ان القيود المحلية والاقليمية والدولية قد تكالبت عليه لفرض سياسة الامر الواقع التي تقود في النهاية الى الفوضى وانعدام الاستقرار".
وتقدم البيض بعدد من المقترحات طلب من بن عمر حث مجلس الامن على تبنيها ، وهي "الاعتذار لشعب الجنوب : ان يعلن مجلس الامن تقديره للنهج السلمي الذي يتبناه شعب الجنوب من اجل استعادة كرامته ودولته المستقلة ، وتقديره له لدوره في نبذ العنف ومكافحة الارهاب . وان يعبر مجلس الامن عن اسفه لمعاناة هذا الشعب بسبب عدم تفعيل قراري مجلس الامن 429 و 431".
واقترح البيض العمل على " خلق مناخ سياسي ملائم للحوار من خلال توفير حماية دولية لشعب الجنوب باستبدال جميع الوحدات العسكرية والمليشيات التابعة للقوات الشمالية بقوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة ، واطلاق جميع الاسرى والغاء الاحكام ضد السياسيين والصحفيين ووقف الانتهاكات ، بما فيها عمليات القتل والاختطاف والاحتجاز التعسفي ".
وقال مخاطبا بن عمر :" وفي هذه المناسبة سنوضح ما يمكن قبوله من قبل " الحراك الجنوبي " للمشاركة باي حوار تفاوضي مع نظام صنعاء . ونقدم اليكم ما توافق عليه الشارع الجنوبي بالاجماع الشعبي في الموقف مما يسمى بـ" الحوار الوطني " في " ان يكون الحوار التفاوضي بين ممثلين عن دولة الجنوب ، "جمهورية اليمن الديمقراطية "، ودولة الجمهورية العربية اليمنية ، بعد الاعتراف بقضية شعب الجنوب وبالحراك الجنوبي كممثل وحامل سياسي لهذه القضية وتكون الجهة الراعية او احد الرعاة الاساسيين لهذه القضية وتكون الجهة الراعية او احد الرعاة الاساسيين من الاطراف الدولية المؤثرة وتحديدا الامم المتحدة وجامعة الدول العربية "، اوفير الحماية الدولية الانسانية لشعب الجنوب وايقاف الجرائم والانتهاكات ، وذلك لخلق مناخ سياسي ملائم للتفاوض بسحب جميع الوحدات العسكرية والمليشيات التابعة للاحتلال وايقاف المحاكمات والملاحقات واطلاق جميع الاسرى والغاء الاحكام ضد السياسيين والصحفيين الجنوبيين "، "ان يكون طرف الجمهورية العربية اليمنية المفاوض قادرا على اتخاذ القرارات وتنفيذها في حال الاتفاق عليها ، مع ايجاد ضمانات دولية واقليمية لتنفيذها . ان اي اعتبار يعلو او يتجاوز او يهمل هذه الشروط سوف يجعلها نتمسك بموقفنا الذي يعتبر ان اي مقررات صادرة عن اي حوار اخر لا تعنينا ولا تلزمنا بشيء".