صحيفة لندنية مقربة من الإمارات تفند نوايا هادي من التعديل الوزاري لحكومة بحاح
يمنات – صنعاء
قالت صحيفة العرب اللندنية، إن الرئيس اليمني الانتقالي عبد ربّه منصور هادي، يهدف من التعديل الوزاري المهم الذي أقدم عليه، تأكيد أنّه المرجعية الأولى في البلد، على حساب نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء خالد بحاح الموجود في باريس لحضور قمة المناخ.
و أشارت الصحيفة اللندنية، المقربة من النظام الاماراتي، الذي يدعم خالد بحاح، أن التعديل الوزاري، جاء بعدما قطع عبد ربّه منصور هادي طريق عدن على بحّاح منتصف الشهر الماضي عندما سبقه إليها.
و نوهت الصحيفة، إلى أن التعديل شمل تعيين وزير جديد للخارجية بدلا من عبد الله الصائدي، الذي وصفته بـ”الدبلوماسي المحترف”.
و لفتت إلى أن عبد ربّه منصور، كان يصر على أن يكون رياض ياسين بابوخان وزيرا للخارجية بدل الصائدي، مرجعة ذلك إلى أن هادي يعتبر “بابوخان” رجاله.
و أشارت إلى أن الوزير الجديد للخارجية، الذي هو أيضا نائب لرئيس الوزراء، هو عبد الملك المخلافي الذي يترأس حزبا ناصريا (نسبة لجمال عبد الناصر) وصفة هذا الحزب، بأنه لا وزن له من أي نوع في اليمن. منوهة إلى أن المخلافي من تعز أكبر المدن اليمنية و أكثرها كثافة سكّانية في المنطقة الوسطى التي يغلب عليها المذهب الشافعي.
و اعتبرت أن التعديل الوزاري، سيكون بموجبه قد تخلص “هادي” من الصائدي، وهو من محافظةإب، المنطقة المهمّة في الوسط اليمني أيضا. معتبرا أن الفارق بين الصائدي والمخلافي أن الأوّل دبلوماسي معروف ومشهود له بالكفاءة، فيما المخلافي منظّر سياسي تقلّب دائما في مواقفه السياسية.
و أوضحت أن المخلافي في معظم الأحيان على ارتباط بطريقة ما بالرئيس السابق علي عبد الله صالح قبل أن يبتعد عنه أخيرا ليصبح رئيسا للوفد الذي سيفاوض الحوثيين وجماعة علي عبد الله صالح في جولة المفاوضات المقبلة.
و تابعت: إضافة إلى رغبة عبد ربه منصور في السيطرة على الخارجية، فقد سيطر أيضا على وزارة الداخلية بتعيين قريب منه هو اللواء حسين محمد عرب نائبا لرئيس الوزراء وزيرا للداخلية.
و أشارت إلى أن حسين عرب من أبين مسقط رأس الرئيس الانتقالي، وسبق له أن شغل موقع وزير الداخلية بعد حرب الانفصال في العام 1994، لكنّ علي عبد الله صالح ما لبث أن تخلّص منه، خصوصا في مرحلة ما بعد تفجير المدمّرة الأميركية “كول” في عدن في السنة 2000.
و لفتت إلى أن إخراج حسين عرب من الداخلية، مثل ضربة لـ”هادي” الذي كان نائبا للرئيس وقتذاك. ومعروف أن حسين عرب مريض جدا الآن وقد حل في الداخلية مكان عبده الحذيفي الذي كان محسوبا على اللواء علي محسن الأحمر والإخوان المسلمين والسلفيين.
و اعتبرت أن تعيين عبد العزيز الجباري وزيرا للخدمة المدنية لا يعني الكثير، إذ أنّه ليس سياسيا ذا وزن، على الرغم من أنه كان قريبا من الشيخ محمد علي أبو لحوم الذي يعتبر شخصية قبلية لها بعض الثقل في البلد. مشيرة إلى أن أبو لحوم والجباري قياديان في حزب واحد هو “العدالة والبناء”.
و نوهت إلى أن جباري من محافظة ذمار القريبة من صنعاء وفيها كرسيّ الزيدية في اليمن.
و اعتبرت أن تعيين الدكتور محمّد قباطي وزيرا للإعلام محاولة لتحسين الأداء الإعلامي لـ”الشرعية”، مرجعة ذلك إلى أن قباطي وهو جنوبي، كان قريبا من علي عبد الله صالح قبل أن ينقلب عليه، و هو شخصية تمتلك مؤهلات إعلامية. كذلك لديه اتصالات كثيرة مع الإعلام العربي والأجنبي وكان يقيم أخيرا في لندن. و يقول قباطي، وهو من عدن، إنه طبيب جرّاح درس في بريطانيا وعمل فيها.
و اعتبرت أن تعيين صلاح قائد الشنفرة وزيرا للنقل، يعد ترضية لـ”الحراك الجنوبي” الذي ينادي بالانفصال. مشيرة إلى أنه ليس معروفا كيف سيجلس الشنفرة، وهو من محافظة الضالع الجنوبية، في مجلس الوزراء تحت علم الجمهورية اليمنية و ليس علم دولة الجنوب.
و أشارت الصحيفة إلى أن التعديل اخرج الصراع بين الرئيس الانتقالي ونائبه إلى العلن، فقد قال مسؤول يمني كبير إن بحاح رفض التعديل واعتبره “غير شرعي”، مشيرا إلى أن نائب الرئيس سيصدر إعلانا شخصيا برفض التغييرات الوزارية لأنها غير شرعية مضيفا أن هادي أجرى التغييرات دون مشاورة بحاح الذي يشغل أيضا منصب نائب الرئيس.
و كان مسؤول حكومي أفاد في أكتوبر الماضي عن وجود خلافات بين هادي وبحاح، وأن “أعضاء من عائلة ومحيط الرئيس هادي يتدخلون في شؤون الحكومة”.
و أوضحت أن الخلاف بين الرئيس ونائبه الذي وصفته بأنه يحظى بدعم في الداخل والخارج، انعكس على تحرك الدبلوماسية اليمنية.
و أشار أن تركيبة الوفد الذي من المقرر أن يشارك في مفاوضات جنيف2 كشفت إلى حد كبير حال الضعف والبلبلة التي تعاني منها هذه الشرعية في اليمن، خاصة بعد تعيين المخلافي على رأس الوفد، وهو الذي لا يمتلك تأثيرا في الداخل اليمني.
و قالت إن مصادر يمنية أشارت إلى أنّ الشرعية كان يمكن أن تستفيد من البلبلة السائدة لدى الحوثيين ومن التذبذب في علاقاتهم مع علي عبد الله صالح عن طريق حزم أمرها والانتهاء من التجاذب بين رأسي السلطة.