حان الوقت لانهاء عمليات التدخل العربي الخليجي التي لم تنجح
5 ديسمبر، 2015
2٬900 8 دقائق
يمنات
د. فؤاد الصلاحي
ماهي افاق التدخل الخليجي في اليمن..؟ هل محدداته ترتبط بعودة الشرعية ام ان هذه الاخيرة ليست الا عنوان ويافطة لصراع اقليمي يتجاوز اليمن نحو محاولة الظهور الاقليمي لمحاور عربية مقابل المحور الايراني. لكنه قد يستهدف في الداخل اليمني اعادة ترتيب الحلفاء وفق مقتضيات هذه المرحلة.
هنا ستتسع القائمة لحلفاء جدد من الجنوب والشمال وتتقلص دائرة نفوذ ومصالح النخبة الحاشدية التي احتكرت الدعم الخارجي لولوج رموز قبلية من بكيل ومن مختلف المحافظات الشمالية من شأنه ان يقلل من حضور آل الاحمر وينافسهم في الدور المناط بهم.
فاذا كانت الحرب تستهدف اظهار القوة والحزم تجاه ايران فالمسار طويل والنتائج بعيدة المنال حتى لو تم اعتماد اليمن ساحة للصراع. فحلفاء ايران زادوا قوة وحضور بدلا من اضعافهم ونقطة الارتكاز تعود الى دور قيادة الاصلاح مع هادي قبل مؤتمر الحوار حيث قرروا معا منح الانصار 35 مقعد في الحوار يتجاوز حجمهم ووزنهم حينذاك وكانت تكتيكاتهم خاطئة بالكامل، أما اليوم والمعارك في عموم اليمن فاستهداف ايران يجب ان يشمل حضور اقوى مما هو عليه عسكريا في سوريا واليمن والعراق ودبلوماسيا بتكتيكات فيها ملمح ابداعي تبداء باكمال دورة الانتخاب في لبنان لمنصب الرئاسة بعيدا عن تبعية الرئيس الجديدة للاسد ولايران وهو امر لايزال حلما لم تقترب منه الدبلوماسية السعودية ولا تمكنت من الاستفادة من اصدقائها الاوربيين في ذلك.
و في الوقت الذي تتكتل الامارات والكويت مع السعودية ضد ايران في اليمن تذهب الامارات والكويت الى مزيدا من التقارب الدبلوماسي والتجاري مع ايران بشكل مباشر.
والدول العربية الاخرى غير جادة في مناهضة ايران ونقصد مصر والجزائر وتونس وحتى العراق. واذا كانت الحرب هدفها الرئيسي خلق نظام ضعيف في اليمن وفق مجموعات محلية تابعة للخارج فهذا كان امر قائم منذ عام 70 وكان الاجدر بتوسيع دائرة الحلفاء دون الدخول في حرب. خاصة وهناك من يهرول دائما نحو السفارة والقنصلية وهناك من يستقطب بطريقته.
هنا تكون الحرب غير مبررة .. واذا كانت الحرب تستهدف عمل تدريب للقوات السعودية في معارك شبه حقيقية استعدادا لمعركة اخرى ضد ايران فقد تمكنت من تحقيق هدفها عبر وكلائها في اليمن الذين منحوها الفرصة كاملة.
وهنا يعكس المشهد السياسي لاول مرة في تاريخ اليمن مجموعات ونخب تفرط بسيادة بلادها لصالح الخارج مقابل امتيازات مادية ومعنوية خاصة.
و مع كل المعاناة والمآسي الناجم عن الحرب الراهنة في اليمن فهل يمكن لهذه الحرب ان تحقق بعضا من الاهداف الفرعية من خلال اعادة التقارب بين فرقاء اليمن – مراكز الصراع – ليتوافقوا على مسار سياسي يعيد الاعتبار للدولة.. مع الاقرار بحتمية ضعف هذه الدولة لان مراكز القوى الجديدة ستاخذ قوتها من وظيفة الدولة وفاعليتها.
من جانب اخر سيكون الخطاء الجسيم للملكة ان وافقت على اعادة التشطير او اوعزت اليه لانه حال تحققه سيرتبط بتدخلها العسكري وباستضافتها للرئيس والحكومة، وهو امر سيكون له سلبيات كثيرة داخل اليمن ترتد بعضها نحو الخليج والمملكة بالدرجة الاولى.
اذا .. هذا التدخل العربي الخليجي حان الوقت لانهاء عملياته التي لم تنجح حتى اليوم في شيء من اهدافها المعلنة وربما تكون حققت اهداف مسكوت عنها ومن ثم ارى ان تدفع المملكة بقوة نحو التئام العمل السياسي للفرقاء اليمنيين خاصة وان المشهد اظهر تبعية غالبيتهم للملكة وتحمسهم لدورها..؟