العرض في الرئيسةفضاء حر

في وعي المفاوض اليمني!

يمنات

محمد المقالح

السعودية تحشد مرتزقتها في الجوف وتعز عشية جنيف والبعض لا يزال يراهن على جدية السعودية في جنيف.

بالمناسبة السعودية جادة جدا في اخراج القوات اليمنية من جيزان وعسير ونجران من خلال المفاوضات الخلفية ولكنها ليست جادة في الانسحاب من جنوب اليمن ولا جادة في وقف دعم المرتزقة بالمال والسلاح لإستمرار نزيف الدم اليمني وتدمير ما تبقى من مكانات اليمن المحدودة.

البعض يتباسط حين يعتقد ان الانسحاب من الاراضي “السعودية” سيمهد لانسحاب القوات المحتلة للجنوب في حين ان مجرد القبول بذلك يعني خيانة وطنية مرتين. مرة بالقبول بإخراج السعودية من المسؤلية في هذا العدوان الغاشم والقبول بتصوير الأمر وكأنه صراع داخلي بين اليمنيين وبالنتيجة بين سلطة شرعية ومتمردين او انقلابيين ومرة بقبول فكرة تجزئة وتقسيم اليمن من خلال استمرار الاحتلال ولو ليوم واحد بعد انسحاب جيشنا من جيزان ونجران وعسير.

ما انا مطمئن اليه هو ان السيد عبد الملك الحوثي قائد الثورة والقائد الفعلي للقوات المسلحة لن يقبل مطلقا بتجزئة حل الوجود العسكري اليمني بالسعودية عن حل الوجود السعودي الإماراتي الارتزاقي في الجنوب وقد سمعت موقفه الحاسم هذا بنفسي وانه لن يسحب مقاتل يمني من الحدود الشمالية طالما ولا يزال هناك جندي اجنبي واحد في اليمن عموما وفي عدن والجنوب تحديدا.

بل انه أكد على ذلك علنا وفي اكثر من خطاب متلفز.

والمشكلة ليست هنا بل في عدم طرح هذا الموضوع بوضوح من قبل المفاوضين ما يغري العدو ومرتزقته على تسويق معلومات كاذبة عن امكانية قبول حماية اجنبية لهادي وداعش في عدن وكانها ليست جزء عزيز من الوطن دون ادراك ان احتلال متر مربع من اليمن يساوي احتلال كل اليمن وان ورقة اليمن الوحيدة في ضمان كف تدخلات السعودية ووقف مساعدتها للمخربين والمرتزقة هو مزيد من التوغل اليمني في حدودها لا الخروج من الاراضي التي نسيطر عليها قبل ضمانات واضحة في عدم المس بأمن وسيادة واستقلال اليمن.

نحن مع وقف العدوان نهائيا والتفاوض من اجل ذلك في جنيف او في خلف جنيف ونحن مع تقديم اي تنازلات في المكاسب السياسية لهذا الطرف الداخلي اوذاك ولكن لسنا ابدا مع التنازل عن اي ملي قد يمس تنازلنا فيه السيادة والوحدة والاستقلال فهذه ما اعتدوا علينا في سبيلها وهذه ما قدمنا من اجلها آلاف الشهداء والجرحى ودمرت بلدنا من اجل التنازل عنها.

نعم كل شيء مقبول الى عزة واستقلال ووحدة الوطن فهذه لا تقبل أنصاف الحلول ولا ثلاثة أرباع الحلول فأما ان نكون وتكون اليمن حرة وسيدة وواحدة وما ان لا تكون شيئا وهذا ما يجب ان يكون في وعي المفاوض اليمني واعتقد انه كذلك وان غاب فهو حاضر في وعي الشعب باستمرار.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى