تعيين قيران كصاحب تاريخ من سوابق المجازر .. في كل من تعز وعدن وائتمانه على امن العاصمة في ظرف خطر للغاية .. يتطلب اختيار من بين ذوي الأمانة الوطنية العالية أولا و من ذوي النزاهة و الكفاءة العالية و من ذوي الولاء للشعب وحده لا لذوي الصنائع.
ذلك القرار مؤشر خطير على مدى البلاهة أو الانتحار الذي يقدم عليه صاحب القرار..
لقد مثل القرار استفزازا و تحديا لمشاعر المتعاطفين مع الأنصار و إحراقا لنار الغضب لدى صف محبي الأنصار..
في تواصل الأصدقاء المباشر و عبر الهاتف في ظرف يوم واحد استقبلت كلمات و مشاعر محمولة على عبارات لوم وسخط .. (قل لأصحابك إلى أين يسوقونا..??.. حرام عليهم معاقبة الناس و مكافئة القتلة و الفسدة) .. و قلتها كما هي بعد أن حملني أمانة نقلها علنا.
أما و قد دشنت صنعاء أول أيامه السوداء في اغتيال الأستاذ فيصل الأسدي في وسط احد أحياء صنعاء المكتظة بالسكان، و في شارع الرقاص الذي سقط فيه الشهيد العظيم عبد الكريم الخيواني و على مقربة من ذات المكان.
وان كنت هنا لا القي بالتهمة جزافا على صاحب شرطة صنعاء الجديد .. إلا أني لا استبعد أن يكون ملف الاغتيالات هي ابرز المهام الخفية التي ستكون صنعاء ساحة تنفيذها خاصة ونحن نعرف الرجل وصنيعة من و أداة من هو..?
و لسيده المعروف عليه فضائل كبيرة ولا يمكن أن يكون إلا يداه و عيناه و أذناه.. و سلطته الخفية على رقاب أنصار الله الطيبين أنفسهم.
فعلي أي أساس و معيار جرى اختيار رجل السوابق..?
و ما هي المهام التي اطمئن الأنصار لرجل الاغتيالات والمجازر أن ينفذها خاصة و يقيني أنهم ممن ينبذون و يربئون بأنفسهم أعمال الغدر و الاغتيال، و هي صفة منحتهم فارق تفوق أخلاقي و بقيت سجية تلازمهم حتى اللحظة .. لا بل هي سجية قيمية متأصلة لا مصطنعة .. فلما قد يضطرون لتحمل رزايا و أثقال جرائم لا ناقتهم فيها حضرت و لا الجمل..?
قبل أيام سقط النبيل – نبيل سبيع – ناجيا بأعجوبة من اغتيال محقق برصاص غادر، وعلى مرأى و مسمع من الناس في وضح النهار، و حتى الآن لا زال الفاعلون فعلتهم الشنيعة تحت ضوء الشمس ينعمون بالحرية..
و الأنكى أن هكذا جرائم، و ان ليس لأنصار الله يد فيها .. لكنها جهة بعينها هي المستفيد اللاحق من هكذا جرائم، لأن وظيفتها خلق تراكم ضروري و كافي للاستياء الشعبي من عجز أجهزة أمنهم.
و دائما وراء كل جريمة جهة ما تستفيد فورا أو تراكم الأرباح لحين قطفاها، و إذ ذاك لن تنفع الأنصار برأتهم أمام الشعب .. و هي براءة الكثير يثقون بها.
فلما تجني على نفسها براقش?
إن الرهان على حفنة من نخبة القتل و النهب و الفساد .. ممن لفظهم شعبنا و ممن هم على شاكلة قيران و أمثاله .. هو تسفيه لأحلام جمهور الأنصار و خذلان لإرادة شعب علق على الأنصار أملا بكونه احد مصاعد الانتقال الجذري من منظومة التحالف البغيض و الذي ربض و لا يزال يحلم بالعودة و للأسف على سلم الأنصار و ظهره..
يأتي الخوف على الأنصار من كونهم حركة شعبية و اجتماعية احتلت مكانها و مكانتها على مساحة واسعة من الجغرافيا الوطنية و مثلت حلم كل اليمنيين في صناعة وطن خالي من الظلم و القهر و الفقر و النهب .. و من أمل بمجتمع تتفتح كل يوم فيه على أحوال متغيرة تزيح عن كاهل الشعب ما لحقه من أذى و تطيح يوما بعد يوم أسباب الظلم و مصادره الكامنة في جشع و أطماع هؤلاء..
و من كونها أمل التغيير و ضرب قوى الفساد و استئصالها من جذورها و من استعادة ما اكتنزوه من أموال الشعب..
لا يمكننا أن نتقبل نحن و كل شعبنا الذي هكذا استقبل الأنصار ذات يوم إلا أن يكونوا كما أملنا، و إلا خسروا شعبيتهم بزمن أسرع مما تحققت فيه هذه الشعبية.
فهل آن للأنصار أن يعيدوا النظر بكل تغيير يأتي على السيئ بالأسوء..
ليس قيران إلا نموذج سود السوابق وقبل أن يكون شؤم الخواتم .. هل آن لنا أن نستفيق.
و هل آن لنا أن نستأنف المسيرة من حيث بدايتها الصائبة باعتبار ما يجري ثورة شعب لا أهداف جماعة.
نستطيع .. و نعم نستطيع .. و آن للصوت الشريف في مختلف بنى و مستويات البنى و مواقع القرار أن يطلق صرخة شعبه المغبون نحو العدالة و الانتصاف من هؤلاء و المسارعة إلى إسقاط الفساد المتعلق.