إختيار المحررالعرض في الرئيسةفضاء حر

إلى رفيقي وصديقي وولدي سميح الوجيه: لا زلت أذكر كيف خرج البعض من الثورة غانمين المال والكراسي وخرجنا مثخنين بالجراح والديون

يمنات

أحمد سيف حاشد

إلى رفيقي وصديقي وولدي سميح الوجيه..

لا زلت أذكر كيف كنت تحميني وتسِّيجني بجسدك في مسيرات واعتصامات يناير وفبراير 2011 وما بعدها..

لا زلت أذكر كيف كنت حريصا على حياتي وأنت تأثرها على حياتك ولم تتركني يوما لأي احتمال سيء إلا وكنت بجانبي تدافع عني وتحيط بي كما يحيط السوار بالمعصم.

عندما كاد يوما يدركوني البلاطجة بسبب عثرة أصابتني لم تتركني أنت وعارف الصبري وفائز نعمان ولم تتخلوا عني في عثرتي لأجل حياتكم بل وبذلتم كل ما في وسعكم لتساعدوني من عثرتي ولم تفكروا إلا كيف ننجو معا أو نموت معا..

لم أكن أعرفك من قبل ولكن هي الثورة وأحلام المستقبل من جمعتنا وغيرنا من كل أشتات اليمن المثقل بالمعاناة..

كم أنت عظيم يا سميح وأنت تكافح من أجل الكرامة ولقمة العيش.. تبيع الفاكهة على عربة وتدرس الجامعة وتنشد الحرية وتثور على الظلم والاستبداد..

في بداية الثورة وإرهاصاتها أذكر إننا تداولنا أنا وتوكل وميزار الجنيد اسمك ضمن عشرة أشخاص وعندما تشكلت اللجنة التنظيمية في ساحة التغيير ضاقت بنا ولم نجد فيها متسع وإن كنت قد قضيتُ فيها مُعاركا أسبوعا أو اثنين ثم تركتها لأن الوطن والثورة كانا أعظم وأكبر..

كنت يا سميح نسميك حنجرة الثورة في مسيراتنا وكان صوتك الجهوري في الهتاف يجتاحنا ويجتاح فضاءنا.. وكان إذا بدأ بالهتاف إحدانا سانده الآخر وكان صوتنا يدوي معا دون خذلان..

لا زلت أذكر عندما تفاجأنا بصعود محمد الحزمي ليخطب من فوق منصة ساحة التغيير وكانت هناك جموع من قطيع قد جاءت وهي تردد في كل فاصل ونحنحة “الله وأكبر ولله الحمد” ونحن نردد معارضين شعار “ثورتنا ثورة سلمية وهدفنا دولة مدنية”.

أيها العظيم .. لا زلت أذكر كيف خرج البعض من الثورة غانمين المال والكراسي وخرجنا نحن مثخنين بالجراح والديون الثقيلة .. لا زلت أذكر ونحن نزورك وأنت مثقلا بالديون والسجن..

كم أنت عظيم يا سميح..

نعم رحلت وتركت لنا كثير من الحزن والذكريات إلا أن وفاءنا لك ولشعبنا وللمستقبل هو أن لا نخونك ولا نخون الوطن والثورة ونظل نناضل من أجل تلك الأهداف الكبيرة التي حلمنا بها ولا زلنا نحلم ونعمل من أجل تحقيقها تحت عنوان “دولة مدنية حديثة وديمقراطية”.

رحلت وأنت تحرص على حياتنا وأنت الراحل إلى عليين..

قبل أسبوع أو اثنين من هذا الرحيل تلقيتُ هذه الرسالة منك فاسمح لي بنشرها:

تحية لك من اعماق قلبي..

ايها المناضل الصلب عندي لك طلب واحد طلب من ابن لوالده.. أنت ادرى مني بالوضع الراهن فنحن نعيش بين قوتين كلاهما متربصتان بنا فكن حذرا..

استاذي ووالدي العزيز .. الوطن واسرتك ونحن محبيك محتاجين لك رجاء.. رجاء كن حذر..

استاذي ووالدي..

ربنا يحميك من كل شر..

سميح الوجيه1

زر الذهاب إلى الأعلى