اربع معادلات عمل عليها العدوان وجميعها تغيرت على مدى عام
24 مارس، 2016
540 10 دقائق
يمنات
عبد الوهاب الشرفي
عمل العدوان في ظل اربع معادلات جميعها الآن قد اختلفت و بات من غير الممكن الاستمرار في عدوانه في ظل التغيرات التي طرأت على هذه المعادلات على مدى عام من العدوان على اليمن.
المعادلة الاولى: هي المعادلة المحلية؛ و هذه المعادلة كانت في بدايتها اعادة الشرعية – على علات الشرعية في وضعها على مدى فترة العدوان و حتى الان – و هذه المعادلة اختلفت بعد عام من العدوان فكل التصرفات التي تمت تحتها ذهبت في مسارات اخرى، ضد الشرعية و ليس تعزيزا لها كما هو عنوان العدوان، فضرب المدنيين بصورة هستيرية و تدمير بنية البلد العامة و الخاصة دون حاجة او ضرورة بشكل مفرط، و عدم التمكن من اقامة دولة للشرعية في المحافظات الجنوبية “المحررة”، و عدم القيام بأي عمل تجاه الارهاب الذي يسرح و يمرح دون ادنى اهتمام، و بناء الجيش التابع للشرعية بناء غير وطنيا، و غير ذلك من العوامل، كانت سببا في بطلان اثر المعادلة المحلية.
المعادلة الثانية: هي المعادلة الاقليمية؛ و كان العدوان قد شن عدوانه ايضا بذريعة الامن القومي العربي الذي تهدده ايران في اليمن بحسب توهمه، و كانت هذه المعادلة قائمة، و يمكن العمل في ظلها، طالما ان ايران تستنزف في الحرب السورية. و لكن التغييرات التي طرأت على الملف السوري تنذر بان يتوقف استنزاف ايران في سوريا بتوقف الحرب هناك التي بات من المرجح ان تتوقف، و بالتالي لم يعد من الممكن للسعودية ان تستمر في حربها في اليمن طالما خصمها التقليدي ايران سيقل منسوب استنزافه في سوريا و سيمثل استمرار العدوان فخا يستنزف السعودية، و سيتسبب في اضعاف قدراتها امام ايران و بذلك تكون المعادلة الاقليمية قد تبدلت في غير صالح استمرار العدوان.
المعادلة الثالثة: هي المعادلة الدولية؛ فقد بدأ العدوان في ظل سياسات غربية تستسيغ العمل لفرض اجندة سياساتها المتعلقة بالشرق الاوسط بضرب الاستقرار في الدول المستهدفة، و واستخدام اي شيء في سبيل تحقيق تلك السياسات بما في ذلك الارهاب، لكن هذه السياسات الغربية تسببت في خروج الارهاب عن السيطرة و وجه ضربة قاسية لـ”أوربا” في فرنسا اولا ثم في بلجيكا مؤخرا و تصاعد خطر الارهاب المهدد للغرب بشكل جدي ما فرض تغير في السياسات الغربية لصالح الحلول السياسية و المحافظة على سيطرة الدول ما امكن على جغرافيتها لضرورة ذلك في مواجهة الارهاب الذي بات مهددا للغرب نفسه، و بذلك تكون المعادلة الدولية قد تغيرت في غير صالح العدوان الذي بات مفروض عليه ان يسمح بالحل السياسي المفضي الى قيام دولة في اليمن بأي مواصفات من بعد طول اعاقة للحل السياسي خلال عام من العدوان.
المعادلة الرابعة: هي المعادلة الاممية؛ وفي ظلها بدأ العدوان بفرض تنفيذ قرار اممي صادر عن مجلس الامن هو القرار 2216 ، و لكن ما خلفه العدوان من اثار انسانية و من توسع للإرهاب جعل تركه هذا التدخل العسكري في اليمن ضاغطا قانونا و سياسيا على الامم المتحدة و دولها الدائمة العضوية في مجلس الامن لكون ملف الكلفة الانسانية الباهظة التي خلفها العدوان، و كذلك ملف الارهاب الذي توسع و سيطر على مدن بكاملها في البلد، هما ملفان متعلقان بالأمن و السلم الدوليين التي تقع المسئولية القانونية و السياسية في الحفاظ عليهما على عاتق الامم المتحدة و مجلس الامن ما سيفرض على هذا الأخير ان يتبنى قرارا ضد استمرار الحرب في اليمن، و بذلك تكون المعادلة الاممية قد تغيرت لغير صالح العدوان و اصبحت ضاغطا اخر في سبيل ايقاف العدوان على اليمن.
بذلك يكون الهامش المتبقي للعدوان للاستمرار في عدوانه ضيقا جدا جدا و هو ما فرض ان يتخلى عن تعنته واعاقاته للحل السياسي في اليمن طوال الفترة الماضية وان يمضي هذه المرة لوقف اطلاق النار بصورة جدية غير مسبوقة، و ان يتيح للأطراف اليمنية ان تناقش ازمتها و تعد آلية تنفيذية للقرار الاممي بصورة جدية و هو ما يرتب له حاليا ليتم في دولة الكويت في 18 من الشهر القادم.