تشكيل لجان في الكويت تنازل اخر يصعب الحل السياسي بل يحوله الى شبه مستحيل
6 مايو، 2016
595 6 دقائق
يمنات
محمد محمد المقالح
تشكيل لجان سياسية وامنية واقامة جبرية سيجعل الحل السياسي من خلال مفاوضات الكويت صعبا بل اقرب الى المستحيل ولكن كيف؟!
لا بد اولا ان نقر ان تشكيل لجان يمثل تنازل اخر من قبل وفد صنعاء وكل ما قدم حتى الان هي تنازلات من قبل طرف واحد، هو هذا الطرف القادم من صنعاء. بدأ من قبول المفاوضات في الكويت، و قبل وقف الحرب والحصار خلافا لبيان مجلس الامن الذي اشترط وقف الاعمال العسكرية والحصار قبل اسبوع على الاقل من بدء المفاوضات ومرورا بالقبول بالمبادرة وتجاهل ذكر العدو السعودي و و و حتى تشكيل هذه اللجان الثلاث اليوم!
التنازل اليوم هو ان انصار الله والمؤتمر كانوا ولايزالون يطرحون تشكيل سلطة انتقالية (رئاسة وحكومة) وتكون مهمتها استلام الاسلحة الثقيلة واخراج المليشيات والمسلحين من المدن ومؤسسات الدولة ولا حاجة لتشكيل لجنة امنية او جعل ذلك من مهام السلطة الانتقالية بعد تشكيلها، وهو شرط منطقي ومن طرحه يعمل لحل سياسي فعلا.
الآن بقبول تشكيل لجنتين امنية واخرى سياسية سيعني بدء الفصل بين المسارين او جعل انجاز المسار الامني شرطا للحل السياسي، و بذلك اجل تشكيل السلطة الانتقالية الى اجل غير معلوم، و حتى تنجز اللجنة الامنية اعمالها او بالتزامن بين انجاز اللجنتين، و هو ما يعني ايجاد سلطتين انتقاليتين احدها سياسية شكلية والاخرى امنية مهمتها استلام السلاح وربما اكثر من ذلك هو الحفاظ على خطوط النار، كما هي لا رفع المسلحين من خطوط الاقلمة والتشطير، بالاضافة الى ان الامنية ستكون بمثابة سلطة الامر الواقع وعلى خلاف مع السلطة السياسية هذا ان شكلت الاخيرة!
نحن الان امام مبادرة خليجية اخرى ومؤتمر موفمبيكي جديد. المشكلة ليست هنا ولكنها في ان العدو ومرتزقته يريدون من فصل المسارين تأجيل الحل السياسي وعدم الوصول الى اي شيء و ابتزاز انصار الله والمؤتمر لتقديم تنازلات اكثر واكثر..
مرة ثانية تشكيل اللجان يعني انه لا حل سياسي قريب وتمطيط المفاوضات وجعلها مظلة للمؤامرة الداخلية، هذا اولا. و الاصرار على اللجنة الامنية خارج مهام السلطة الانتقالية وفقا لمفهوم العدو ومرتزقته ستعمل على ابقاء المسلحين وتكريس وجودهم في الجبهات على اساس مناطقي وشطري. و هنا المؤامرة، ونحن نعمل بغباء وبحسن نية ليس لتنفيذها للعدو ولكن لتقديم التزامات جديدة تضعف اليمن وتمنح المؤامرة فرص جديدة لتحقيقها عبر (المفاوضات) بعد ان كان مستحيلا او شبه مستحيلا تحقيقها بالحرب بل بعد ان فشل العدوان فعلا.