دعوات الانفصال والمذهبية وجهان لتنشئة سياسية ونتاج طبيعي لنظام جمع حوله متهافتون على السلطة والمصالح المادية
12 مايو، 2016
355 4 دقائق
يمنات
د. فؤاد الصلاحي
خلال العقود الثلاثة الاخيرة عملت مراكز القوى ومعها بعض الاحزاب على تهميش واضعاف الفكر الوطني والانتماء الى وطن ونظام جمهوري، و معهم نظام كان يحرص على مظاهر شكلية للدولة وتغييب ثقافتها الوطنية.
هنا ظهرت و ترعرعت قيادات امنية وعسكرية وقبلية وشبابية لا تؤمن الا بمراكز القوى وتعظيم الانتماءات الجهوية، وكانت تشكل جماعات متعددة مرئية احيانا ومختبئة احيانا اخرى.
و ما نراه اليوم من دعوات للانفصال والمذهبية وجهان لتلك التنشئة السياسية ونتاج طبيعي لنظام جمع حوله كل المتهافتون على السلطة والمصالح المادية.
و للعلم هؤلاء لن يتمتعوا بثرواتهم الكبيرة الا خارج الوطن اما داخله فسيكون وجودهم محفوف بالمخاطر؛ خاصة مع تزايد تعميم الفوضى والعنف والاقتتال ووجود السلاح مع كل مواطن، و ما يتبع ذلك من تدريب ومهارات في استخدمه وتعبئة جهوية مضادة نحو مراكز قوى فاسدة و نحو رموز لمجموعات وعصبويات مختلفة.
و للعلم ايضا المصلحة الاولى لمراكز القوى وكل الفاسدين ودعاة المذهبية والتعصب ووكلاء الخارج ان يعملوا على اعادة بناء الدولة لانهم بدونها عرضة لكل ما لا يتوقعونه من جيرانهم ومجموعاتهم الجهوية؛ و من دعاة الدولة وحماة الوطن.
من هنا لا يغتر البعض انه في منصب امني او سياسي فهذا زائل سريعا خاصة في وضع سياسي وعسكري وامني متحرك دوما.
كل هذا يدعو الجميع الى الارتفاع بوعيهم لمرة واحدة في حياتهم نحو الوطن والعمل على ايقاف الحروب والاقتتال والاصطفاف نحو الوطن بجغرافيته الموحدة.