الفرق بين الجماعة والحركة الثورية هو في الموقف من الشعب!
20 يونيو، 2016
338 9 دقائق
يمنات
محمد المقالح
لايمكن ان تتوجس من الشعب ولا يمكن لأي طرف ان يهددك بالشعب الا في حالة واحدة وهي ان تكون قد أعدت تعريف نفسك كجماعة من خارج الشعب او عزلت نفسها عن شعبها.
اما اذا كنت متيقن انك الشعب او حركة ثورية منبثقة منه والمعبر عن اماله وطموحاته والمدافع عن عزته وكرامته الوطنية والمتبني لقضاياه وحقوقيه ومصالحه الاساسية والحيوية وتقف مع عموم الناس والغالبية العظمى من الفقراء والمستضعفين ضد اي جبار اومستبد او ناهب لحقوق الناس او اي متلاعب بقوتهم وحقهم في الأمن والعيش الكريم فإنك حينها لن تخاف الشعب ولن تستطيع اي قوة في الارض إخافتك او تحريض شعبك عليك .
……. والخلاصة الجماعات المغلقة داخل الشعب يعزلها الشعب ويعرضها للهزيمة من قبل اي طرف يستهدفها داخليا او خارجيا وهذا ما حصل لجماعة الاخوان المسلمين في اليمن ومصر وتونس وغيرها بعد ان كانت تضن انها لن تهزم وانه لا يوجد اي طرف سياسي او ديني يمكن ان ينافسها او يسقطها من سدة الحكم لكنها لم تدرك انها حين لم تثق بالجندي والموظف والعامل والفلاح والطالب والمدرس مالم يكون الجندي والموظف والعامل و و من أعضاء الجماعة نفسها حينها وحينها فقط عزلها الجندي والموظف والعامل والفلاح والطالب والمدرس من خارج جماعة الاخوان اي ان الجماعة الوطنية وهي هنا (الشعب) هي التي عزلت الجماعة الدينية المناهضة للشعب وأسقطتها وبسهولة ووجدت نفسها فجأة لا شي امام هدير الشعب وعنفوان زخمه وحشودة .
والشاهد هو ان انصار الله انتصروا على الاخوان وكل تحالفهم في سلطة (هادي -محسن) وعلى السعودية وكل تحالفها الخارجي والداخلي لأنهم حركة ثورية انبثقوا عن الشعب وعبروا عن كثير من اماله وطموحاته وانتصروا لكرامته الوطنية وتقدموا صفوف الشعب في التضحية في سبيل الذود عن وطنهم واستقلاله وان جماعة الاخوان المسلمين هزموا ليس بسبب ضعف تنظيمها او قلة ولاء أعضائها او بسبب قلة الامكانات المالية والإعلامية والعسكرية التي بيدها أبدا أبدا بل هي اكثر الجماعات اليمنية تنظيما وانتشارا وأكثرها إمكانات مالية وعسكرية واعلامية بل لا احد من الأطراف اليمنية يمكن ان يضاهيها في ذلك او حتى يقترب مجرد اقتراب من هذه القدرات الامكانات ولكن لانها ” جماعة” مغلقة داخل الجماعة الوطنية ومعزولة عنها الامر الذي جعل غالبية الشعب ضدها ومتوجسا من مشروعها وعندما يصل موقف الشعب الى هذه الحالة تصبح جماعة الاخوان لا شيء بالنسبة له وهكذا هو مصير اي جماعة لاتثق بالشعب او تتوجس منه او تعتبر نفسها شيئا وبقية شعبها شيئا آخراً .
….. والسؤال اليوم هو أين يقف انصار الله اليوم من شعبهم وهل ينظرون الى انفسهم كجماعة ام كحركة شعبية وثورية !؟
من يعرف الإجابة على هذا السؤال هم انصار الله انفسهم وفي اللحظة التي يكتشفون انهم قد أصبحوا يتوجسون من الشعب ولا يعبرون عن مصالحه وحقوقه ولا يقدمون له ما يقدرون عليه من الخدمات الاساسية في الأمن والمعيشة ولا يثقون باحد من ابناء الشعب ما لم يكن من ابناء الجماعة او من ابناء الاسرة او المذهب وما لم يردد الصرخة وما لم يدين بالولاء للسيد ويحفظ ملازم السيد و و فعليهم حينها ان يعرفوا انهم قد أصبحوا “جماعة صغيرة ” داخل الجماعة الوطنية الكبرى
وان قوتهم في التنظيم او في الامكانات لا تسوى شيئا من قوة جماعة الاخوان المسلمين ! *على انصار الله ان يعوا جيدا ان غالبية الشعب وقفوا معهم ضد كل خصومهم ليس لانهم كانوا يبحثون عن صيغة معينة من التدين بل عن حقوقهم المنهوبة وكرامتهم المسلوبة ووطنهم المستباح اما صيغة التدين فيكفي الناس الاسلام الجامع ولانصار الله او لغيرهم ان يتدينوا كما هي عقيدتهم والمهم ان لا يلزموا بقية الناس بمدرستهم الفقهية أبدا لان اكثر ما ينفر منه الناس هو التدخل بخصوصيات إيمانهم او بخصوصيات حياتهم الشخصية