غبي من يرى أن دول الخليج يهمها أمر اليمن وتخشى على اليمن وشعب اليمن كون الحقائق والشواهد تؤكد أن دول الخليج لا يهمها اليمن وشعب اليمن إلا عندما يخرج اليمن من بيت الوصاية أو بيت الطاعة ويحاول الإستقلال بقراره ويتجه صوب بناء دولته , ولهذا تحاول أن يبقى اليمن تابعاً بالسيطرة على من يقوده ويتحكم بأموره , وإلا فلا ضير أن يتصارع اليمنيون ويتناحرون ويتقاتلون إن لم يكن هذا مطلباً خليجياً بإمتياز ( لمن يقرأ التاريخ من ثلاثينات القرن الماضي وحتى اللحظة ).
فالعقلية الخليجية (السعودية تحديداً) ترى إلى اليمن خطر كبير وأن معالجة هذا الخطر يتمثل في إبقاء اليمن رهن صراعات القوى الداخلية المدعومة من قبلهم والخطر الأكبر عليهم هو ظهور أي بوادر تحمل في طياتها مشروعاً لبناء دولة متحرره من هيمنة وتبعية الخارج أو دولة تمتلك أدنى مقومات النهوض ( لمن يقرأ التاريخ ).
طبعاً العقلية الحاكمة في الخليج لا تؤمن مطلقاً بأن حل أزمات اليمن بالدعم المالي وفتح الأبواب للعمالة اليمنية أو على الأقل بترك اليمن وشأنه , كونها ترى في هذه الأزمات مطلباً وهدفاً من أهدافها ما لم تتهددها ولهذا سيبادر الخارج لإبقاء اليمن ما بين السلم والحرب (اللاإستقرار).
وغبي من يرى قبل وبعد اليوم أن المستقبل سيكون أفضل مستنداً على وعود وتعهدات أمراء النفط حتى لو تمت التسوية وعادت المملكة بنفوذها السابق وعاد أتباعها للحكم فستكون أول من سيتخلى عنهم وستتركهم أمام الشعب كون تدخلها محكوم بإبقاء اليمن رهن صراعات القوى التابعة لها دون أن يصل إلى مرحلة الإستقرار وبناء الدولة ..
لمزيد توضيح .. لا يمكن للمملكة ومعها إمارات الخليج تقديم حلول جذرية للأزمة اليمنية فكل ما يحدث مجرد مسكنات ومهدئات حتى يظل اليمن تابعاً رهين المعونات الأميرية والمكرمات الملكية بنخبة سياسية فاسدة وقوى داخلية ترى في التبعية للخارج أمراً يستحق الزهو والفخر ولهذا كانت الصواريخ والقنابل وطائرات الموت أسرع لليمنيين من أوهام المساعدات التي يحاول أتباع العدوان الترويج لها والمواطن البسيط يدرك ذلك تماماً .