1- الانقلاب العسكري لم يكن مفاجئا للمراقبين من داخل تركيا وخارجها، المفاجئ طريقة الاعلان عنه و التخبط في تنفيذه عمليا ثم الاعلان عن فشله في وقت قياسي. وهذا يعني ان طرفا رئيسيا في اعداد الخطة ابلغ عنها لهدف سياسي لايخرج عن وضع تركيا في دائرة العبث والفوضى التي تديرها امريكا في الشرق الاوسط.
2- الاعتقالات الواسعة غير المسبوقة والسريعة تظهر طرفين فاعلين هما العسكر والمخابرات، والرئيس وحزبه.. و هنا سيتبارى الطرفين في عملية ابتزاز متبادل من اجل تسوية الملعب السياسي خلال ماتبقى من فترة حكم اردوغان ان لم يكن في الخطة مسودة لاستكمال الانقلاب بعد ان يطمئن اردوغان لحلفائه الجدد في الداخل و الخارج.
3- الخارج الدولي والاقليمي اصبح طرفا فاعلا ورئيسيا داخل السيادة التركية من حيث الجغرافيا تغلغل عسكري و مخابراتي لامريكا و حلف الناتو ضمن قاعدة انجرليك التي تعتبر مفتاح رئيسي من يدرك طبيعته وادواره يكتشف تفاصيل الانقلاب .. ناهيك عن دور نخب كبيرة متعددة داخل المجتمع التركي لها ارتباطاتها بالخارج الاوربي و الامريكي ضمن منطق البيزنس الرأسمالي.
4- الشعب التركي مل من تكرار الانقلابات و من ثم كان خروجه حاملا راية الدولة و علمها فقط يجسد هذا الامر. هنا لا حب تجاه حزب العدالة والتنمية و لا اردوغان بل حب لاستقرار تركيا، و هو ما لايفهمه بعض العرب و بعض الاحزاب و الجماعات خصوصا. فالشعب التركي لايريد الخروج عن قواعد بناء الدولة و فلسفتها كما صكها اتاتورك؛ و لكن مزيدا من الاستقرار و احترام المواطن و تحسين معيشته.
5- غير مسموح لاتباع امريكا في المنطقة اظهار ملامح تمرد او عصيان لها او لحلفائها مثل اسرائيل ناهيك عن التصرف غير العقلاني تجاه اللاعبن الكبار في المنطقة التي قد تنعكس سلبا على التواجد الامريكي و من ثم فالتطبيع مع روسيا و اسرائيل هو نوع من الاعتذار الدبلوماسي لنزق تم التراجع عنه. و لكن له كلفته السياسية التي يجب ان تدفع اجلا او عاجلا.
6- عودة الاستقرار الى تركيا رهين تفاهم قوى بين الرئيس و حزبه من ناحية و العسكر و المخابرات من ناحية اخرى. هنا لابد من التضحية – كبش فداء – باطراف او جماعات عدة اهمها جماعة فتح الله كولن والتي دخلت في معركة طويلة مع اردوغان امتدت لسنوات تعقبهم اعلاميا و في القضاء و الجمعيات الاهلية؛ و اخيرا سيتعقبهم امنيا و عسكريا و سيكون له تعقب واسع تجاه معارضين اخرين من حزب العمال تحت ذريعة استمرار التهديد للامة التركية.
7- التدخل الاوروبي رسميا و مدنيا قد يقلل من حملات التطهير و يقلل من حدة الاحكام تجاه البعض. لكنه لن يمنع من اصدار احكام حاسمة تجاه الكثير ممن يخشي منهم اردوغان و يريد ان تكون الاحكام رسالة للاخرين. و هنا تعقد صفقات مع اوروبا و اردوغان و امريكا تجاه ادوار جديدة لتركيا في الازمة السورية و العراق و تجاه داعش بل و تجاه ايران ايضا.