العرض في الرئيسةفضاء حر

ذاكرة المجاعة

يمنات

حسين الوادعي

آخر مجاعة اجتاحت اليمن كانت مجاعة علم 1943م.

انتشرت المجاعة في اليمن من حضرموت الى صنعاء. مات الآلاف بسببها. صار الموت الزائر اليومي للمدن والقرى. أكل الناس جيف الحيوانات وجلودها وأوراق الشجر. ماتت الحيوانات قبل البشر.

كانت النسور تحوم في السماء تشم رائحة الموت من اعشاشها البعيدة وتأتي في مواعيدها المنضبطة.

حكت لي أمي وجدتي ذكريات مخيفة عن العيش في زمن المجاعة.

كانت موجة الجفاف أحد اهم اسباب المجاعة آنذاك إضافة الى تخلف الاقتصاد وسياسة التجويع والنهب التي انتهجتها الإدارة الامامية بحق المواطنين.

جاءت الحرب العالمية الثانية لتخلخل حركة الاقتصاد والتجارة العالمية وتعرقل وصول الأغذية وتضيف مزيدا من البؤس على الوضع في اليمن.

ساعتها ذهبت مجموعة من العقلاء الى الإمام يحيى لإقناعه بفتح خزائن بيت المال ومدافن القمح والحبوب ليأكل الجائعون، الا ان الإمام رفض ورد رده الشهير:

“من عاش فهو عتيق، ومن مات فهو شهيد”.

اليوم 2016 تجتاح المجاعة اليمن. وما بدأ في مديرية التحيتا لن يبقى فيها.

عوامل كثيرة أدت للمجاعة:

انقلاب 21 سبتمبر وإشعال اوسع حرب اهلية في تاريخ اليمن.

تدمير الاقتصاد عبر الجباية والنهب وملاحقة رجال الاعمال وابتزازهم.

الحرب المفتوحة والحصار المفتوح الذي يمارسه التحالف ضد اليمن.

عجز حكومة “الشرعية” عن الاستجابة للتحديات والاحتياجات العاجلة للمواطنين.

اقتصاد الحرب المنظم الذي تورطت فيه قيادات الشرعية وقيادات الانقلاب.

لسان حال الانقلاب والشرعية واحدة.

إذا اردتم المرتبات ولقمة العيش احملوا سلاحكم وحاربوا.

من يرفض أن يتحول الى جندي يموت في سبيلنا فلا يلومن الا نفسه.

من عاش فهو عتيق ومن مات في سبيل كراسينا فهو شهيد.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى