فريق جيولوجي يكشف طبيعة الهزات الزلزالية التي تتعرض لها مديرتي عتمة ومغرب عنس بذمار
يمنات – صنعاء
أكد فريق جيولوجي عدم وجود أي مؤشرات جيولوجية عن نشاط بركاني في مناطق مديريتي عتمة و مغرب عنس بمحافظة ذمار، وسط البلاد.
و تعرضت المديريتان لعدد من الهزات الأرضية، و تركزت معظمها في مخلاف سماه بمديرية عتمة، لا سيما مناطق وادي خبش و المناطق المحيطة بالوادي و الوديان المتصلة به و المحاددة لمديرية مغرب عنس، و بالذات مناطق وادي الزابر.
و بحسب التقرير الذي اعده الفريق الجيولوجي المشكل من قسم الجيولوجيا و البيئة بكلية العلوم، جامعة ذمار، و الذي نفذ نزول ميداني إلى المنطقة، فإن الغازات المتمثلة ببخار الماء الحار التي لوحظت في المنطقة، ناتجة عن وجود آبار مياه ساخنة في المنطقة المحددة بين مديريتي عتمة و مغرب عنس.
و بين الفريق أن الظواهر الصوتية التي تسمع في الوديان عبارة عن موجات زلزالية سطحية تنتج من خلال تحرر الطاقة الكامنة من باطن الأرض و تتحرك ضمن نطاق الوادي المحصور.
و أوضح الفريق الذي ضم الدكتور نبيل محمد العريق و الخبير الجيولوجي الدكتور أيمن عبد الصبور و الجيولوجي محمد راوية و الجيولوجي أحمد العيزري و الجيولوجي محمد النظاري و الجيولوجي ماهر اسكندر، أن عدد من العزل و القرى تنتشر حول هذا الوادي الصدعي ضمن سلسلة جبلية مطلة على الوادي وفي منحدرات جبلية وعرة تمثل مناطق خطرة تتأثر بالهزات الأرضية.
و أشار إلى أن النشاط التكتوني المتمثل بانفتاح البحر الأحمر و خليج عدن في منطقة مثلث عفار الشهير عالميا كأحد أهم الظواهر الجيولوجية على سطح الأرض، هو المسئول عن الأنشطة الزلزالية في منطقة الصفيحة العربية والنوبية و الصومالية.
و ذكر الفريق أن معظم تلك القرى عبارة عن منازل قديمة يقطنها السكان وتقع تحت انهيارات صخرية محتملة، ما يزيد من المشكلة على سكان تلك المناطق بحيث يشعر سكان العزل و القري في مخلاف سماه بمديرية عتمة و المناطق الحدودية من مغرب عنس بهزات أرضية تؤدي أحيانا إلى خروج الناس من مساكنهم و الجلوس و المبيت في العراء.
و كشف التقرير عن ظهور آثار الهزات الأرضية من تشققات في جدران بعض المنازل و التي تشكل خطر على المنازل السكانية.
و حذر التقرير المواطنين من استمرار النشاط الزلزالي و ضرورة خروج السكان من منازلهم و عدم البقاء فيها تجنبا لحدوث أي أضرار جراء الهزات الأرضية.
و لفت الفريق إلى أن التقارير الصادرة عن الفريق الفني التابع لمركز الرصد الزلزالي المتواجد بالمنطقة بينت أن النشاط الزلزالي خفيف يتراوح ما بين (0.8-3.9) درجة على مقياس ريختر.
و تتركز شدة النشاط الزلزالي في وادي خبش الذي هو عبارة عن صدع كبير في المنطقة، و يمثل منطقة ضعف تتحرر منة الطاقة، و من المحتمل تمركز البؤرة الزلزالية السطحية (Epicenter) فيه، في حين لا تتوفر أي تسجيلات زلزالية سابقة عن المنطقة بسبب عدم وجود محطات رصد جراء تعرضها للتدمير بقصف طيران التحالف السعودي لمركز الرصد الزلزالي في ذمار.
و أوصى الفريق بضرورة استجابة السلطات المختصة بالمديرية و المحافظة و المنظمات الإنسانية و منظمات المجتمع المدني لنداء سكان تلك المناطق و تقديم الدعم لهم بما يمكنهم من مواجهة المشاكل الطبيعية، و خاصة أن سكان تلك المناطق يعانون حالة اقتصادية صعبة.
كما أوصى الفريق بضرورة توفير ثلاث محطات لتسجيل الحشود الزلزالية بما يكفل تحديد البؤرة الزلزالية و عمقها.
و أكد ضرورة إعادة تشغيل مركز الرصد الزلزالي في الجمهورية ليقوم بواجبه أمام هذه المخاطر و المتابعة المستمرة و النزول الميداني للمناطق التي تسجل فيها نشاط زلزالي.
و أكد الفريق أهمية إعداد خطة طوارئ استعدادا لأي تطورات في الهزات الأرضية و تخفيفا لمعاناة سكان المناطق و إضافة معلومات جيولوجية و زلزالية تفصيلية أكثر دقة.
و دعا وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي إلى تحري الدقة في نشر أي أخبار عن مناطق الهزات الأرضية و الرجوع للفرق الميدانية المتخصصة.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا