نفط حضرموت يوتر العلاقات بين قيادات المعسكر الموالي للتحالف السعودي .. المحافظ يوجه بايقاف الانتاج و “محسن” يغير حماية الشركات و “ابن دغر” يماطل في حصة المحافظة
يمنات
غادر اللواء أحمد سعيد بن بريك، محافظ محافظة حضرموت، مدينة سيئون، مساء السبت، عائداً إلى المكلا، بعد زيارة قصيرة لمديريات الوادي والصحراء استغرقت ساعات، عقد خلالها اجتماعات مع قيادات السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والشخصيات الإجتماعية.
الزيارة التي أتت بعد ضغوط شعبية على ابن بريك تتهمه بتجاهل وادي حضرموت وعدم الإهتمام به مقارنة بالساحل، أتت لرأب الصدع بين وكلاء الوادي وقيادة المحافظة عقب خلافات واسعة تمت لفلفتها مؤخراً بالتوافق على آلية جديدة للعمل بين الجانبين. غير أن بن بريك بدا خلال الزيارة أكثر حدة تجاه تقاعس مسؤولي الوادي في مواجهة ملفات الأمن والخدمات العامة بنطاقهم الجغرافي، حيث بدا لافتاً توجيه الرجل عدة رسائل خلال الإجتماعات التي عقدها بالمجمع الحكومي بمدينة سيئون، كان أبرزها التلويح بإجراء تغييرات ستطال أغلب قيادات ومسؤولي الوادي ما لم يتم تجاوز الكثير من الملفات الآنية الملحة، وفي مقدمتها الملف الأمني.
إستياء
وأفادت مصادر خاصة لـ”العربي” عن استياء بن بريك من أداء حكومة رئيس الوزراء، أحمد عبيد بن دغر، على خلفية نكوص الحكومة عن وعودها السابقة تجاه ملفات إعادة الإعمار والتنمية والمشاريع الخدمية، علاوة على تملص الحكومة من منح المحافظة حصة من عائدات النفط الخام الذي بدأت بتصديره من ميناء الضبة النفطي بالشحر في أغسطس 2016م.
و أضافت المصادر أن الحكومة لم ترفد ميزانية السلطة المحلية في حضرموت سوى بـ25 مليون دولار فقط، من عائدات الدفعة الأولى، فيما لم تعززها بأي مبالغ إضافية من عائدات ثلاث شحنات أخرى تم تصديرها عبر الضَبَّة.
و تبلغ الحصة المقررة لحضرموت بحسب وعود الحكومة حوالي 30 مليون دولار عن كل شحنة يتم تصديرها عبر الميناء، ما يعني حرمان المحافظة من 95 مليون دولار، امتنعت الحكومة من دفعها.
تهديد
و كشف مصدر مسؤول في حضرموت لـ”العربي” أن المحافظ بن بريك وجه خلال زيارته لوادي حضرموت، بإيقاف عمليات الإنتاج النفطي، وقطع جميع الإيرادات المالية المحلية عن الحكومة ما لم تفِ بالتزاماتها تجاه المحافظة. ويشمل التهديد، في حال تنفيذه، إيقاف جميع عمليات تصدير النفط الخام من ميناء الضبة النفطي بمدينة الشحر، كورقة ضغط على حكومة بن دغر.
و بحسب المصدر، فإن بوادر ذلك التهديد بدأت فعلياً بتجميد محافظ حضرموت قراراً جمهورياً قضى بتعيين وكيل لشؤون هضبة حضرموت التي تقع حقول النفط في نطاقها الجغرافي.
و جاء تجميد القرار، الذي يُتهم رئيس الحكومة بتمريره، بعد تفاهمات مع الرئاسة اليمنية التي أيدت موقف المحافظ، حفاظاً على التوازنات السياسية في حضرموت.
بترومسيلة
وعقب زيارة لمديريات الوادي، تعمد محافظ حضرموت، الأحد، القيام بزيارة خاصة إلى موقع القطاع النفطي 14 التابع لشركة بترومسيلة، للتوصل إلى حلول جذرية للعديد من الملفات الشائكة التي كانت محل خلاف مستمر مع الشركة طوال الفترة الماضية.
و بحسب مصادر مطلعة، فإن زيارة بن بريك جاءت على خلفية وساطات محلية لاحتواء الخلاف الحالي بين الطرفين. إلا أن مصادر أخرى استبعدت إيجاد حل للخلاف في الوقت الراهن، لاسيما مع تغيّب المدير العام التنفيذي للشركة، محمد بن سميط، عن حضور الإجتماع.
كالفالي
وفي سياق متصل، وجه بن بريك، أثناء الزيارة، بإسناد مهمة حماية منشآت شركة كالفالي النفطية الواقعة في منطقة الخشعة بحضرموت إلى أهالي المنطقة من أبناء قبائل نهد، في خطوة لتمكين مواطنيه من السيطرة على القطاع النفطي الذي تتمركز فيه ألوية تابعة للجيش اليمني.
وتزامنت توجيهات بن بريك مع ورود أنباء عن قيام نائب الرئيس اليمني، علي محسن الأحمر، بإصدار قرارات عسكرية، الخميس، قضت باستبدال قوات الحماية الخاصة المكلفة بتأمين منشآت شركة كالفالي النفطية، بقوات أخرى، تم استقدامها من مديرية العبر حيث تتمركز الألوية العسكرية الموالية للأحمر.
الأنباء التي لم تنفها أية مصادر رسمية في قيادة المنطقة الأولى بحضرموت، عززتها مصادر صحافية تحدثت أيضاً عن صدور أوامر برفع الجاهزية القصوى في معسكرات 37 مدرع و23 ميكا المتمركزين في المنطقة؛ في حين كشف الصحافي، سند بايعشوت، في منشور على صفحته الشخصية في “فيس بوك”، أن اللواء أحمد سعيد بن بريك، محافظ محافظة حضرموت، أبدى امتعاضه من القرارات الأخيرة، خلال اتصال هاتفي بالرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، حيث أبلغه بالمستجدات التي تشهدها منطقة العبر في وادي حضرموت. وتزامنت الأنباء مع زيارة قائد المنطقة العسكرية الأولى، اللواء الركن صالح طميس، للمنطقة، مؤخراً، حيث التقى بعدد من شيوخ القبائل هناك.
توجس
وعلى خط موازٍ، تثير تحركات قائد المنطقة العسكرية الأولى في أوساط القبائل توجسات حول الأهداف والغايات، لاسيما عقب لقائه، الجمعة، بمرجعية قبائل وادي حضرموت، وعدد من شيوخ القبائل في مديرية سَاه، القربية من مواقع القطاعات النفطية التابعة لشركة بترومسيلة.
و خلال اللقاء، دعا طِيمس مشائخ وأعيان الوادي والصحراء إلى التعاون مع السلطات بما “يعزز الأمن والأمان والاستقرار”، لافتاً إلى وجود “أخطاء يجب معالجتها بمرونة، لا بتكرار ذات تلك الأخطاء”، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تمر بها البلاد.
و بالرغم من الإعلان عن أن اللقاء كان على هامش مأدبة غداء، يشكك مراقبون في مرامي تلك الإجتماعات التي ضمت عدداً من أعضاء الوفد القبلي العائد من السعودية مؤخراً، إضافة إلى عدد من الشخصيات المحسوبة على حزب “الإصلاح” اليمني الموالي للجنرال علي محسن الأحمر.
للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا