وصل المفلحي وعادت “عدن” ولكن إلى حضن من..؟
يمنات
عبد الوهاب الشرفي
وصل ظهر اليوم السبت 6 مايو2017م عبد العزيز المفلحي محافظ عدن المعين من هادي الى مطار عدن الدولي قادما من الرياض بعد تأخير موعد عودته من يوم الاثنين الى يوم الثلاثاء الماضيين ثم الى اليوم السبت.
بعودة المفلحي اليوم تكون عدن قد دخلت مرحلة جديدة تكون السلطة المحلية فيها هي سلطة هادي، وتخرج بذلك من تحت سلطة الحراك الجنوبي المنادي بالانفصال الذي كان ممثلا بالمحافظ الزبيدي.
“إعلان عدن التاريخي” كان قد رفض قرارات هادي الاخيرة التي اطاح بها هادي بالزبيدي و بن بريك، و بالتالي لم يكونا اليوم في مقدمة مستقبلي المفلحي كما كانت قد توقعت بعض المصادر، وربما ان الاعلان عن هذا التوقع هو محاولة لتشجيع الزبيدي و ابن بريك ليكونا في استقبال المفلحي كخطوة لو تحققت كانت ستسهم في تعبيد الطريق امام المفلحي بقدر كبير.
احرق مساء الامس مقر حزب الاصلاح الذي يتهمه الحراكيون بأنه من يقف خلف تلك القرارات التي اصدرها هادي، و ظهرت اصوات منادية بالاحتشاد امام مطار عدن، و منع المفلحي من الدخول الى عدن وقابل امن المطار هذه الدعوات بالتحذير من التجمهر امام المطار واي محاولة لمنع المحافظ.
الظاهر ان الكفة ترجح لصالح المحافظ الجديد و التمكين لسلطة هادي. فتمكن المحافظ اليوم من الوصول الى عدن يعني ان حدة الرفض التي كانت سبب منع وصوله الخميس الماضي قد هدأت، و الاستقبال الذي حظي به المفلحي اليوم كان ملفتا و كبيرا، و الترتيبات الامنية في المطار و محيطة في كل عدن تقريبا كانت ملحوظة وتجسد قبضة امنية غير قليلة للمفلحي وسلطة هادي.
الزبيدي يبدو انه صرف وجهه في اتجاه اخر و يجهد في البحث عمن يقبلون الدخول تحت رئاسته في المجلس السياسي الذي اعلنه “اعلان عدن التاريخي” و الذي بطبيعة التوجه اليه لن يضم قيادات مهمة لفصائل حراكية اخرى وسيقتصر على فصيل الزبيدي و بعض الاسماء الحراكية التي تدور في فلكه من قبل.
شلال مدير امن عدن لم يتحدث اي مصادر عن انه كان من بين القيادات السياسية و الامنية و العسكرية التي استقبلت المفلحي في مطار عدن و لكونه لازال في منصبه فغيابه لابد ان يكون محل بحث عن موقفه من تعيين المفلحي محافظ لعدن على حساب اقصاء شريك نضاله الزبيدي، وهذا الامر يضع سؤال حول كيف ستكون العلاقة بين الزبيدي و بين الشلال خلال المرحلة القادمة باعتبار الاخير يشغل منصبا محوريا في ادارة اداره الاول، وهل سيتمكن شلال من التوفيق بين موقف “اعلان عدن التاريخي” الرافض لقرار تعيين المفلحي وبين موقفه المتمسك بمنصبه كمدير امن عدن، وهل سيكون غيابه هذا عن استقبال المفلحي هو اول افتراق طرق بينه وبين المفلحي..؟.
الملفت في عودة المفلحي ان صدقت مصادر “عدن الغد” في مطار عدن الدولي هو ان عدد من الاجانب كانوا برفقته على متن الطائرة، فيما اوضحت مصادر مقربة – حسب موقع عدن الغد – انهم من جنسية امريكية و بريطانية وانهم قد يكونوا مستشارين ضمن فريق المحافظ الجديد.
كان واضحا منذ البداية التفاعل الدولي المؤيد لقرارات هادي و هو امر يستشف منه ان القرارات كانت بدية لتوجه دولي جديد في عدن و في الجنوب ككل ولكن وصول عدد من الاجانب مع المحافظ الجديد على متن طائرته وفي اول وصول له، هو مؤشر على ان التوجه الدولي هذا ابعد من المستوى الذي كان قد ارتسم من التفاعل الدولى مع قرارات هادي عند صدورها، وان هذا التوجه بات ملازما للسلطة المحلية منذ اول خطوة وسيكون مستشارا ملازما لها بشكل مستمر.
هذه القراءة تظل محل اثبات او ابطال – ان التوجه الدولي الجديد هو بهذا المستوى المباشر من الاحاطة بالسلطة المحلية الجديدة لعدن – ليس بذاتها وانما تبعا لمصداقية الخبر المنقول عن مصادر لموقع “عدن الغد” فتسريب مثل هذا الخبر في لحظات وصول المفلحي الاولى الى عدن مع عدم صدقه يظل امرا قائما لما له من اثره في ردود فعل الكثير تجاه عودة المفلحي، وفي حال اتضح انه ليس اكثر من تسريب فستكون هذه القراءة محل بطلان وان التوجه الدولي هو متعلق بالادارة الاستراتيجية لعدن والجنوب وليس متعلقا بادارة السلطات المحلية بشكل مباشر، و العكس بالعكس في حال ثبوت وصول المفلحي بمستشاريه الامريكيين و البريطانيين على متن طائرته في اول وصول له لعدن.
خرجت عدن من حضن سلطة الحراك الجنوبي المنادي بالانفصال رسميا على الاقل و لكن هل دخلت حضن سلطة “الشرعية” ام حضن سلطة الولايات المتحدة و بريطانيا بشكل مباشر هذه المرة..؟ هذا ما ستوضحه الايام القادمة.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا