وكالة امريكية: على ترامب مطالبة السعودية بـ«حسّ استراتيجي أفضل» في اليمن
يمنات – صنعاء
حاولت وكالة «بلومبيرغ» استشراف «آفاق الزيارة الواعدة» التي يعتزم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، القيام بها إلى العاصمة السعودية، مستعرضة «الصفقات الكبرى» التي جرى التوقيع عليها بين الرياض وواشنطن، منذ تصدر ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، للمشهد في المملكة، وتلك المزمع عقدها بين الجانبين، سواء في المجال الاقتصادي، والتي قد تشمل استثمار السعودية عشرات مليارات الدولارات في مشاريع البنى التحتية داخل الولايات المتحدة، إلى جانب توقيع اتفاقات ثنائية بين شركة «أرامكو» السعودية، وعدد من الشركات الأمريكية، أو في المجال العسكري، كصفقة أسلحة تتجاوز قيمتها 100 مليار دولار، وفق تقارير صحفية.
وعلى الرغم من «الاهتمام الشديد» الذي تبديه الولايات المتحدة في «إنجاح الخطة الطموحة» التي أرسى دعائمها محمد بن سلمان، تحت مسمى «رؤية 2030»، توقفت الوكالة عند بعض الوقائع الاقتصادية غير المشجعة داخل المملكة، مثل «نسب البطالة الآخذة في الارتفاع»، بخاصة في أوساط الشباب، مشيرة إلى تقارير «صندوق النقد الدولي» بشأن «عدم الاستقرار» السياسي داخل السعودية، والمخاطر المترتبة عن ذلك في «إشعال الشرق الأوسط بأكمله»، وفق «بلومبيرغ».
وعلى ضوء «تعهدات المملكة العربية السعودية، وجيرانها الخليجيين، ببذل المزيد من الجهود لضمان أمنهم»، اعتبرت الوكالة أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مطالب بتشجيع قيام «مبادرة أو رد إقليمي أكثر تنسيقاً في مواجهة إرهاب وطموحات إيران» على امتداد الشرق الأوسط، من جهة، إلى جانب «حث السعوديين على التعامل بحس استراتيجي أفضل» في مقاربتهم للحرب في اليمن، حيث أسفر تفجّر الصراع هناك منذ مارس عام 2015 عن وقوع «مذبحة».
إلى ذلك، شددت افتتاحية «بلومبيرغ» على أنه لا يتعين على ترامب أن يكون «طرفاً في معركة الخلافة الدائرة بين الأميرين، محمد بن سلمان، ومحمد بن نايف»، وإن كان «يمكن له أن يتحدث بصراحة أكبر مع العائلة الحاكمة بشأن ما يمثله الدعم السعودي لدعاة الوهابية المتطرفين، والمنظمات الخيرية الإسلامية (المشتبه في تقديمها الأموال للتنظيمات الإرهابية)، من خطورة على المملكة، والعالم».
أما في موضوع روابط السعودية بإسرائيل، فقد حذّرت الوكالة من مغبة «الإعتراف الصريح بتنامي العلاقات الديبلوماسية والأمنية» بين الرياض وتل أبيب، لافتة إلى أن هذه المسألة قد تكون معروفة لكثيرين، «إلا أن المبالغة في التصريح بشأنها قد يؤدي إلى رد فعل عنيف في أوساط المتشددين في المملكة، ومختلف أنحاء العالم العربي».
وبخصوص الموقف من طهران، أوضحت الوكالة أن ما سمته «التعاون السني – الشيعي» في قضية محاربة «داعش»، قد «أصبح أكثر أهمية (لواشنطن) من أي وقت مضى»، للقول إن «الوقت ليس مناسباً لإطلاق تصريحات نارية ضد إيران». وفي الختام، رأت «بلومبيرغ» أن حظوظ الرئيس ترامب في مصالحة الولايات المتحدة مع العالم العربي لن تكون أفضل حالاً من حظوظ سلفه باراك أوباما، حين توجه للعالم الإسلامي في خطاب القاهرة عام 2009.
المصدر: العربي