معهد دراسات امريكي: القضية الجنوبية تعقدت بعد الحرب وعلى “الزُبيدي” وزملائه الاستفادة من تجربة “كردستان” العراق
يمنات – صنعاء
رأى معهد “الخليج العربي”» مقره “واشنطن” أن الانفصاليين الجنوبيين في اليمن، أفصحوا عن خططهم لإجراء استفتاء حول الاستقلال، على أمل واضح أن المناخ السياسي الإقليمي يقف إلى جانبهم. مشيرا إلى أنه بدون وجود دولة يمنية مركزية أو أجهزة أمنية يمكنهم أن ينجحوا حيث نجح آخرون في الدفع نحو الاستقلال.
و أشار المعهد إلى أن الأحداث التي رافقت الاستفتائين اللذين حدثا في إسبانيا و العراق دفع بأعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي لخفض حدة الحديث حول الاستفتاء، و ركزوا مجمل حديثهم عن تشكيل الجمعية الوطنية التي تضم 303 أعضاء، حيث يقول عنها أعضاء المجلس إنها ستكون بمثابة البرلمان الذي سيشرف على قرارات المجلس، و ستعمل جنباً إلى جنب مع قوات الأمن المدعومة من الإمارات العربية المتحدة على الأرض، و كقوة إقليمية مستقلة.
و أوضح أن المراقبين للشأن اليمني يرون أن الاعلانيين (الجمعية الوطنية والاستفتاء) يمثلان خطوة أخرى نحو إقامة دولة مستقلة داخل الدولة مع طموحات الاعتراف الدولي في جنوب اليمن.
و لفت المعهد إلى أن العديد من الجنوبيين يرون أن الإعلان عن الجمعية الوطنية و الاستفتاء يأتي بموافقة ضمنية من الإماراتيين، و أن ذلك دليل على أن الإمارات ستدعم انفصال الجنوب عندما يحين الوقت.
و أشار المعهد في تقرير له، هناك من يرى أن الزبيدي لا يحظى بشعبية كبيرة في الجنوب، و أن المجلس الانتقالي لم يحقق بعد أي إنجازات ملموسة، و أن خطة الاستفتاء لا تهدف سوى إلى زيادة الدعم المحلى للمجلس.
و نوه المعهد إلى أن جنوبيين يشككون في نوايا دولة الإمارات العربية المتحدة، و يرون أنها تسعى لمصالحها الخاصة في جنوب اليمن، و ذلك باستخدام الانفصال كجزرة دون نية دعم فعلي لاستقلال الجنوب.
و شدد المعهد الأمريكي أن على الزبيدي و زملائه الداعين لانفصال الجنوب، و الذين يتبنون الخطاب المتصاعد ضد تجمع الإصلاح “إخوان اليمن”، و يضعون أنفسهم كشريك لدولة الإمارات العربية المتحدة في مكافحة الإرهاب و يتطلعون إلى دعم واضعي السياسات في واشنطن، عليهم الاطلاع على تجربة نظرائهم الكرديين قبل المضي قدماً في مشروع الاستفتاء.
و لفت إلى أن حكومة إقليم كردستان شبه المستقلة التي هي شريك أمريكي في مكافحة الإرهاب، و لعبت دوراً مهماً في مكافحة تنظيم “داعش” و دعمت الأهداف الإقليمية للولايات المتحدة و السعودية و دولة الإمارات العربية المتحدة، و كانت بمثابة شوكة في جانب تركيا و إيران، ومع ذلك رفضت واشنطن و الرياض و أبو ظبي الاستفتاء الكردي الأخير حول الاستقلال.
و ختم المعهد تقريره بالتأكيد على أن القضية الجنوبية باتت أكثر تعقيداً بعد مشاركة السعودية و الإمارات العربية المتحدة في اليمن، من الناحية الفنية على الأقل، بسبب دعمها لهادي، الذي شرّعت الأمم المتحدة حملته العسكرية إلى حد كبير، و لكن إذا تم طرد حكومة هادي من عدن من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي قبل انتهاء الحرب و القضاء على تحالف الحوثي صالح، فمن غير الواضح كيف سترد الرياض على وجه الخصوص.
و شدد المعهد على أنه من الأفضل للزبيدي و شركائه في الوقت الراهن العمل على إنجاح عمل الجمعية الوطنية، دون التطرق لأمر الاستفتاء الذي يحتاج لمزيد من الانتظار.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا