ما وراء رفض تجمع الاصلاح نقل قوات “طارق صالح” إلى مدينة المخا غرب تعز..؟
يمنات – خاص
أثار نقل منتسبي قوات الحرس الجمهوري من عدن إلى المخا غرب تعز ردود أفعال في معسكر (الشرعية)، خصوصا لدى تجمع الاصلاح الذي دفع باتجاه محاولة تأليب الشارع ضد طارق نجل شقيق “صالح” و قواته، بإخراج تظاهرة في مدينة تعز، جنوب غرب البلاد رافضة بمشاركة تلك القوات في أي عمليات عسكرية.
الرفض الاخواني هذا يأتي في سياق الصراع بين الامارات و اخوان اليمن و الذي يعد انعكاسا للأزمة الخليجية بين قطر و الدول المقاطعة لها، و التي تعد الامارات واحدة منها، عوضا عن الصراع الاماراتي الاخواني في المنطقة.
يصنف الاخوان المسلمين و منهم “تجمع الاصلاح” في اليمن في الخانة القطرية، رغم الخلاف الذي بدأ بالظهور داخل الحزب بين مؤيد لـ”الدوحة” و “الرياض” غير أن الجناح القطري يبدو الأكثر حضورا، كونه يضم النخب الشابة في الحزب التي تقودها توكل كرمان.
مساعي الاصلاح
و من جانب أخر هناك معطى محلي في الداخل اليمني يقف خلف الصراع، و هو سعي الإصلاح لإضعاف أي مكون محلي يملك ذراع عسكرية، لأنه يرى فيه منافسا له على الساحة و داخل معسكر (الشرعية).
يتذرع الاصلاح بأن رفضه لمشاركة قوات طارق صالح في العمليات العسكرية مرتبط بعدم اعتراف طارق صالح و قيادات المؤتمر التي غادرت صنعاء بعد احداث ديسمبر/كانون أول 2017، بـ”الشرعية”، غير أن هذه الذريعة ليست إلا لمجرد الاستهلاك الاعلامي. فقيادات الاصلاح تشعر بوجود توجه اقليمي و دولي لتحجيم الحزب و مليشياته المسلحة، و تسعى جاهدة للوقوف في وجه هذه العاصفة، حيث تحاول بعض قيادات الحزب الابقاء على خيط معاوية مع الرياض، لامتصاص الغضب السعودي الذي زاد تجاه اخوان اليمن في ظل الأزمة الخليجية، و الذي دفع ثمنه الحزب بإدراج عدد من قياداته المتطرفة و مؤسسات مرتبطة به في قائمة الارهاب، غير أن محاولة الانحناء للعاصفة بدت غير مقنعة للجناح المرتبط بقطر، و الذي صعد ضد طارق صالح الذي بات ذراع أبو ظبي الذي كانت تبحث عنه في المحافظات الشمالية منذ بداية الحرب.
الساحل الغربي
تدرك قيادات الاصلاح أن تسليم طارق صالح قيادة العمليات العسكرية في الساحل الغربي سيحد من تواجد القيادات العسكرية الموالية للحزب في الساحل الغربي و التي تعمل تحت المظلة السعودية، و لهذا لم تستوعب نقل قوات طارق صالح إلى المخا، بعد فشل احتواء كثير من منتسبي هذا القوات، و التي فتحت لها معسكر في محافظة مأرب، و توجت هذه المساعي بتعيين علي صالح الأحمر الأخ غير الشقيق لـ”صالح” قائدا لقوات الاحتياط “التسمية الجديدة التي اطلقت على قوات الحرس الجمهوري في العام 2012″، بهدف السيطرة على ما تبقى من تلك القوات و احتوائها.
ملشنة تعز
نجحت الامارات في اقناع الشارع في محافظة تعز بفشل القوات الموالية لتجمع الاصلاح في السيطرة على محافظة تعز، حتى أصبح الكثيرين يرون أن تلك القوات هي يعيق السيطرة على المحافظة، رغم أن الاجندات الاماراتية واضحة في هذا الجانب، و تقوم على السيطرة على سواحل المحافظة و المنافذ البحرية و أبرزها ميناء المخا.
و ما ساعد في نجاح الامارات في هذا الجانب النموذج المليشاوي الذي ظهر في مدينة تعز، الذي يعد تجمع الاصلاح سلطة الأمر الواقع فيها، من خلال سيطرته على معظم مفاصل السلطة المحلية و الأمنية و العسكرية في المدينة.
عودة طارق صالح إلى الواجهة بدعم اماراتي مزعج لتجمع الاصلاح الذي سعى منذ تولي هادي الحكم نهاية العام 2012 إلى تشتيت قوات الحرس الجمهوري عن طريق برنامج هيكلة الجيش، و الذي حول هذه القوات إلى قوات احتياط، و نقل بعض وحداته من مناطق تمركزها في العاصمة صنعاء إلى محافظات أخرى.
السيطرة على الضالع
يبدو أن قيادة الاصلاح تلقت ضربة بسيطرة قوات الحزام الأمني الموالية للإمارات على مدينة الضالع، التي اعاقت شرطتها خلال الأشهر الماضية وصول منتسبي قوات الحرس الجمهوري من المحافظات الشمالية إلى معسكر تجميع هذه القوات في معسكر بير أحمد شمال غرب محافظة عدن، فلم تستوعب نقل تلك القوات إلى مدينة المخا و جنوب الساحل الغربي، و اضطرت لإرسال رسالة رفض عبر تظاهرة تعز، التي خرجت السبت 14 إبريل/نيسان 2018.
ظلال احداث صنعاء
كل ذلك يؤكد أن أحداث صنعاء ديسمبر/كانون أول 2017، ألقت بضلالها على معسكري صنعاء و عدن على السواء، و إن كان معسكر صنعاء يحاول لململة الجراح التي تسببت به تلك الأحداث، غير أن معسكر عدن يبدو أكثر معاناة من خلال سعي الخارج الاقليمي لاستخدام الفارين من صنعاء في وجه جزء من معسكر الشرعية، و الذي كان فيه تجمع الاصلاح هو الفصيل الذي يرى نفسه ممثلا للمحافظات الشمالية، و يتصدر مهمة اسقاطها من خلال بنائه قوات عسكرية و مليشاوية مستفيدا من ظروف الحرب و تعقيداتها و تداخلاتها، و عدم وجود منافسة له لغياب الأذرع العسكرية لباقي الأحزاب التي تؤيد شرعية هادي.
نقطة لقاء هادي والاصلاح
هذا الشعور يلتقي فيه الاصلاح مع هادي الذي يرى في تواجد عائلة صالح و كثير من قيادات المؤتمر الموالية لـ”صالح” و قوات الحرس الجمهوري مؤشر خطر على قيادته للمؤتمر الشعبي العام، خاصة و أنها لم تعترف حتى الآن بشرعيته، و تقف في الصف الاماراتي الذي يخوض معه صراعا مريرا أدى إلى منع عودته إلى عدن، اليت صارت تحت السيطرة الاماراتية.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.