الحقيقة المرة
يمنات
نجيب الحاج
(1)
كلما ازدادت احتفالاتنا واستعراضاتنا للجيوش والمنجزات كلما عظمت مآسينا وكثُرت هزائمنا ..
واقعنا تعيس ومزيف تماماُ كزيف أفعالنا وزيف الأقنعة المتقلبة لقادة هذه البلاد.
نوقد الشعلة ابتهاجاً بالثورة والبلاد كلها غارقه في الظلام الرهيب.
قادة هذه البلاد يبتهجون بتقطيع تورتة الثورة والبلاد كلها مقطعه مقسمه الى جماعات ومليشيات متناحرة.
لا كهرباء لا صحة لا تعليم ،وفوق هذا كله فقر وجوع ومجاعة ومرض وموت ودمار ومع ذلك يحتفلون ويتقاسمون ويقسمون كعكة كل هذا العناء والتعب اليمني..
يحق لمن هم في الخارج ان ينزعجون من تشاؤمنا وتعكيرنا لزهو احتفالاتهم وهم محقون في ذلك لانهم بعيدون عن هذا الجحيم ولم يكتووا بسعيره أو يتذوقوا لهيبه وحرقته ولم يقاسون صنوف اوجاعه التي تطال بسطاء الناس كل يوم.
..”رياح السلام ” لا أعرف عنها شيء.. ينسبون إننا ننتمي إليها، وإننا نحصل على دعم منها، وأن حملة أوقفوا الحرب التي نتبناها أنا ورفاقي وأنتم ممولة، وهنا أُأكد للجميع وعلى نحو قاطع وأكيد أن كل هذا عاري من الصحة تماما..
(2)
لن يتعافى الوطن طالما ظل هناك شريحه واسعه من اليمنيين لا ينظرون سوى بعين الخصم ولا ترتفع شطحاتهم الا بصوت الحقد والانتقام فيما يميزون بين الجرائم والانتهاكات التي تطال اليمنيين.. كل طرف يُبرر ذلك بحسب موقفه ومصلحته وانتمائه ،ولن تتضائل حدة الجرائم والانتهاكات بحق اليمنيين الا عندما يدرك أطراف الحرب وأربابها ان أصوات اليمنيين قد توحدت في مواجهة ممارساتهم وعبثهم الصراعي كان من كان مرتكبه..
(3)
فى كل عام من ذكرى الثورة تقوم شريحه واسعه من المفسبكين اليمنين بتغير أطار صفحاتهم بشعار سبتمبر.. والأهم من ذلك هو ماذا تبقى من الثورة ومن مبادئها واهدافها الآن؟ فالإقطاع عاد من جديد وبصورة شرسة بل أشد بشاعة وفتكاً بالناس، والاستعمار والاستبداد والظلم قد تجلى في اوضح و ابهى صوره ، والبلد تمر في اسوأ مراحلها من حيث القمع والفقر والموت والمجاعة وانعدام الخدمات الأساسية في كافة مجالات الحياة ..بينما مجموعة قليلة جداً من نافذي السلطة واطراف الحرب واربابها هم من يمتلكون الثروة و رأس المال، والسواد الأعظم من الشعب يطحنه الجوع والمجاعة والموت العبثي!!، أما عن الجيش الوطني القوي والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة فأصبحت مجرد أحلام بعثرتها الخيبات ولم يبقي منها سوى مُسميات فقط ؟! فواقع الحال يغنينا عن الف مقال بشأنها !!
لقد ترك العالم اليمنيون لوحدهم في مواجهة مرحلة هي في غاية الصعوبة والتعقيد ،فاذا بنا اليوم أمام مفترقا من الطرق، ويبدوا ان نهج الفوضى والتمزق والتشرذم اليمني هو الطريق الذي تتضح اليوم ملامحه في الافق بشكل جلي في ظل الأنانية والجشع السلطوي الذي يتغنى به أباطرة الحرب تجارها..
(3)
لم يتبقى من ثورة سبتمبر سوى أغانيها التي تؤاسي هذا الجيل الذي عصفت به الخيبات المتلاحقة، وحدة الصوت والنغم الثوري كل ما تبقى من أرث جيل الثورة فأصبحنا نتشبث به عبثاً في ظل هذا الموت والدمار والتمزق والشتات الرهيب الذي يطحننا كل يوم وجعل منا تائهون لا ندري أين نطلق أصواتنا وفي اي اتجاه ومع أي رياح نشيعها.
(4)
منع الحوثيين للناس من السفر واشتراط نقاطهم عليهم احضار ترخيص مرور من نائب وزير الداخلية الكرار الخيواني..لا يفهم منه سوى شيء واحد هو الاعتراف بالضعف وخشية ان ينفض الناس من حولهم.. ليس بإمكانكم ان تقيدوا حرية الناس او ان تجعلوا منهم مجرد تابعين او قطيع في زريبتكم..
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.