ماذا وراء تصاعد نشاط “القاعدة” في المحافظات الجنوبية؟
يمنات
رزق أحمد
تصاعدت عمليات تنظيم «القاعدة» ضد قوات أمنية محسوبة على دولة الإمارات العربية المتحدة في عدد من المحافظات اليمنية الجنوبية خلال الأيام القليلة الماضية.
شن التنظيم، هجوماً مباغتاً على نقطة أمنية تابعة لقوات «الحزام الأمني» في مفرق القوز التابع لمديرية مودية بمحافظة أبين، وقتل خمسة من أفراد تلك القوات وأصاب آخرين. وقبل هذه العملية بأسبوع، نفذ التنظيم عمليات متتالية ضد قوات «الحزام» و«النخبة» في محافظات عدن وأبين وحضرموت جنوب شرقي اليمن.
عمليات التنظيم الأخيرة أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من أفراد تلك القوات، كان أبرزهم نائب قائد «حزام» أبين الأمني، العميد فهد غرامة، والذي اغتيل في حي إنماء السكني بمدينة عدن الأحد الماضي.
وطبقاً لمصادر خاصة، تحدثت إلى «العربي»، كان «فهد وأخوه أسعد غرامة، الذي قتل قبل عامين، أبرز هدفين للتنظيم في محافظة أبين، لدورهما السابق في قتاله ضمن مليشيات «اللجان الشعبية» التي أنشئت في العام 2011، بدعم سعودي وأمريكي».
وتضيف المصادر، أن «التنظيم فشل، من قبل، في اغتيال غرامة بأبين، فترصد له في عدن التي ظن الأخير أنها أكثر أمنا فخفف من إجراءاته الأمنية، كما حدث مع قائد قوات التدخل السريع في أبين، العقيد عبد اللطيف السيد، خلال العام 2013»، على حد تعبيرها.
وحول عودة عمليات التنظيم بهذا الشكل في تلك المحافظات رغم التراجع الذي شهدته خلال الأشهر الماضية، تقول المصادر، إن «التنظيم كان في مرحلة إعداد بعد خروجه من معظم المناطق التي كانت خاضعة لسيطرته وانشغال عدد كبير من مسلحيه بالمعارك ضمن جبهات الشرعية».
وتشير المصادر إلى «مرحلة الإعداد تتضمن جمع معلومات عن مواقع وتحركات أفراد وقيادات القوات المستهدفة خصوصا وأنها جديدة وتعمل بصورة مختلفة، مقارنة بالقوات النظامية التي تعامل معها التنظيم خلال السنوات الماضية».
وتتابع المصادر أن «لعودة عمليات تنظيم القاعدة حسابات أخرى، تتعلق بحرب التحالف ضد جماعة أنصار الله التي يراها التنظيم العدو الأول له في اليمن».
وتوضح المصادر أن «التنظيم اتبع سياسة خاصة منذ بدء عمليات التحالف السعودي الإماراتي في اليمن»، لافتة إلى أن «هذه السياسة تقتضي تجميد النشاط حين يطلق التحالف عمليات أكثر جدية، كعملية مدينة الحديدة الأخيرة، ومعاودة النشاط حين تعود المعارك إلى دائرة الكر والفر».التنظيم اتبع سياسة خاصة منذ بدء عمليات «التحالف»
وبحسب المصادر، «لا يريد التنظيم أيضا، في ذروة عمليات التحالف ضد أنصار الله، أن يتصدر عناوين أخبار وسائل الإعلام المختلفة، خشية أن يعطي مبررات الضغط لإيقاف تلك العمليات»، على حد وصفها.
وتبين المصادر، أن «التنظيم يرى السعودية والإمارات عدواً ثانوياً وغير عقائدي، ولهذا لم يكن لديه مانع أن يصبح جزءا من حربهما عبر المشاركة في القتال ضمن جبهات المقاومة الشعبية الموالية للرئيس هادي بأكثر من محافظة».
وتشير المصادر، الى أن «سياسة التنظيم هذه تجاه قوات التحالف كانت من نقاط الخلاف بينه وبين تنظيم الدولة الإسلامية الذي نفذ عدة عمليات ضد القوات الحكومية في عدن خلال الأعوام الثلاثة الماضية».
وتتوقع المصادر أن «تشهد عمليات التنظيم في المحافظات الجنوبية والشرقية تصاعداً مستمراً خلال الأيام والأسابيع المقبلة، خصوصا في ظل التحضيرات الجارية لمفاوضات السويد بين أطراف الصراع في اليمن».
المصدر: العربي
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.