العرض في الرئيسةفضاء حر

من أرشيف الذاكرة .. صحيفة المستقلة .. من ثمانية ألف في العدد صفر إلى 40 ألف نسخة في العدد الرابع

يمنات

أحمد سيف حاشد

– فيما كنت أتهيأ لإصدار العدد صفر من صحيفة المستقلة ألتقيت في مقيل بالأستاذين محمد المقالح و علي الصراري .. أذكر أن السؤال الذي وجهه لي الأخ محمد المقالح في المقيل هو: كم نسخة ستطبع في أول إصدار للصحيفة..؟ فأجبته سأبدأ بستة آلاف نسخة أو أكثر..؟ فشعرت أنه صعق من جوابي و تحديدا من هذا الرقم..

– في البداية لم أكن أدرك سبب انصعاقه!! هل بسبب ضآلة هذا الرقم أم بسبب كبره..!! و لكن ما لبثت أن أدركت أنه يريد فرملة تهوري، و تخوفه من أن تلحقني خسارة تقسم ظهري من أول عدد في الإصدار .. و أقترح أن أبدأ بطباعة ألفين نسخة، و شاركه في هذا الاقتراح الأخ علي الصراري .. أذكر أن جوابي عليهما كان أيضا حازما .. إنني لا أريد صحيفة إن كنت سأطبع أقل من ستة ألف نسخة..

– الحقيقة أنني لم أكن مبالغ أو شاطح بهذا الرقم، بل كنت محتاطا و آخذا في الاعتبار أسوأ الاحتمالات، فيما سقف توقعي أن المبيعات يمكنها أن تكون أكثر من ثمانية ألف نسخة، و تجنبا لأي تهور محتمل، قررت طباعة ستة ألف نسخة فقط، و عندما وجدت أن الطبعة نفذت من السوق في الأيام الأولى من تسوقيها، قررت طباعة ألفين نسخة اضافية، ليصير ما تمت طباعته من العدد صفر ثمانية ألف نسخة، و هو رقم ربما غير مسبوق في الأعداد الصفرية في كل الصحف اليمنية أو هذا ما أظنه وأخاله.

– و لكن ما هو السبب الذي جعلني أثق أن مبيعات صحيفة المستقلة في العدد صفر سيصل إلى رقم الثمانية ألف نسخة .. الحقيقة أنني لم أبدأ من موقع الصفر كما كانوا يريدونني أن أبدأ منه، بل أردت أن استفيد من تراكم تجربة و خبرة مضت، و سوق خبرته حوالي أربع سنوات، و جل طاقم محررين نشرة “القبيطة” الذين لم أدير لهم الظهر، بل كانوا برفقتي لنصنع نجاح الفرصة معا، و تعويض خيبة إيقاف نشرة “القبيطة”.

– الحقيقة أنني لم أهدر جهدي و جهد رفقتي في الماضي .. بل بنيت على بعض من تراكمه العملي و المعرفي، و حاولت أن أجعل المستقلة استمرار لنشرة “القبيطة” الموقوفة و المصادرة .. لم أشأ أن أغير نوع الورق الفاخر التي كانت تصدر به “القبيطة” رغم أن قيمة الورق كان باهضا جدا مقارنة بالورق الصحفي..

– لم أغير مقاسات الطباعة التي كانت تصدر به “القبيطة” .. كما أن ترويسة “المستقلة” كانت تحاكي في الشكل ترويسة “القبيطة”، و الأهم أن مواد صحيفة المستقلة كانت بسقف و فضاء حرية أكبر من “القبيطة”، و الحوارات الشعبية و تلك التي كنت أجريها مع “المجانين” كانت في المستقلة أرقى و أعمق و أكثف و أكثر جُرأة من تلك التي كانت تنشر في “القبيطة”..

– و إذا كانت “المستقلة” في عددها “صفر” قد طبعتُ منه ثمانية ألف نسخة، فقد بلغت الـ(40.000) نسخة في العدد الرابع منها، ليشمل توزيعها كل محافظات الجمهورية، ووصلت الى كثير من المناطق الريفية عبر شبكة توزيع مقسمة على 12 منطقة توزيعية.

– خيبة اغلاق “القبيطة” كانت بالنسبة لي صادمة و مخيبة لآمال عراض، غير أن “المستقلة” كانت فرصة أخرى، و نجاحها صار أكبر و أكثر .. تذكرت حينها مقولة تشي جيفارا “يوماً ما ستدرك أن أقسى ما مررت به كان خيراً عظيماً أنقذك ليجعلك أقوى ‏مما كنت عليه!”

– في العدد صفر من المستقلة و الصادر في 15 إبريل 2005 تشاركت مع الصحفي عبد الله عبد الإله في كتابة افتتاحيتها، حددنا فيها انحيازها، و عمّن يعبر لسان حالها، و على ذلك استمرينا نهج و سياسة و هدف .. و كان نص افتتاحيتها تحت عنوان أما قبل..!! قد شمل محددات مسارها و سياساتها على النحو التالي:

– (المستقلة) .. الصحيفة التي بين أيدكم تطمح أن تكون لسان حال السواد الأعظم من الشعب .. ستكون و بتعاون كل من تعز عليهم حرية الكلمة و فعلها و حرية التعبير و مصداقيته .. صوت لا صدى .. مع الحق ضد الباطل .. مع العدل ضد الظلم .. مع الخير ضد الشر .. مع حرية التعبير ضد تكميم الأفواه .. مع الوحدة ضدة التجزئة .. مع الوطن ضد أعدائه .. مع المواطن ضد مبتزيه .. مع التغيير و التجديد ضد الجمود و التخلف .. مع الإصلاح ضد الفساد .. مع الحب ضد الكراهية .. مع الآمال ضد الألآم .. مع الغد الأجمل الذي نحلم به جميعاً .. و الوطن الزاخر بالخير للجميع .. و أحلامنا مشرعة تتجدد كل صباح.

– هي جزء من طموحنا و آمال كل الطيبين في هذا الوطن، لذلك فإننا بدءً و من هذا العدد نستمد الطاقة و العزم من القراء الأعزاء و أرباب الكلمة الحرة فليس لنا من داعم سواهم .. كما أننا لا ندّعي امتلاك قلب (ليلى) و لكننا أحد عشاقها الأوفياء.

***

يتبع..

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى