السعودية تحول المهرة اليمنية إلى ثكنة عسكرية وتضارب اجندات الرياض ومسقط قد يحولها إلى ساحة مواجهة
يمنات – خاص
تسعى السعودية لتحويل محافظة المهرة الواقعة في أقصى شرق اليمن على الحدود مع سلطنة عمان، إلى ثكنة عسكرية لقواتها، بالتزامن مع سعيها الحثيث لمد أنبوب لنقل النفط السعودي إلى ميناء نشطون على البحر العربي لتصديره من هناك.
خلال الشهرين الماضيين فقط وصلت ٦ دفع من التعزيزات العسكرية السعودية المكونة من عربات مدرعة و أطقم و أسلحة ثقيلة و ذخائر و آليات عسكرية أخرى، اضافة إلى قوى بشرية تصل تباعا عبر مطار الغيضة الذي حولته السعودية إلى مطار عسكري، بعد انشاء قاعدة عسكرية سعودية في حرمه.
و إلى جانب قاعدة المطار انشأت القوات السعودية معسكر في مديرية حات الواقعة إلى الشمال من مدينة الغيضة و أخرين في منفذي صرفيت و شحن، و الأخير دخلته القوات السعودية بالقوة نهاية أغسطس/آب الماضي، رغم المعارضة القبلية و الشعبية الواسعة.
و إلى جانب تلك المعسكرات جندت السعودية مليشات في مختلف مديريات محافظة المهرة، تستخدمها في قمع الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة ضد التواجد السعودي المتصاعد في المحافظة.
و خلال العام الماضي انشأت السعودية برج مراقبة بحري قرب ميناء الاصطياد بنشطون، بالتزامن مع استحداثات لانشاء ميناء نفطي لتصدير النفط السعودي عبر بحر العرب، غير ان الرفض الشعبي المتمثل بقلع العلامات التي انشأتها شركة سعودية في الصحراء بمديرية المسيلة لمرور خط انبوب النفط القادم من الأراضي السعودية، ادى إلى توقف الأعمال الانشائية في ميناء نشطون.
و خلال الاسبوع الماضي زار ضباط سعوديين منطقتي نحز وقاطن بمديرية حوف. و قالت مصادر صحفية ان الزيارة تأتي بهدف انشاء قاعدة عسكرية سعودية لتأمين الخط الرابط بين مدينة الغيضة عاصمة المحافظة و منفذ شحن، حيث تتعرض الآليات العسكرية السعودية للاعتراض من قبل مسلحين قبليين رافضين للتواجد السعودي، فضلا عن تأمين المنطقة الساحلية المتاخمة لميناء نشطون.
التحركات العسكرية السعودية في محافظة المهرة، البعيدة عن ساحة الحرب في اليمن، التي اعلنها التحالف السعودي في نهاية مارس/آذار ٢٠١٥، تحت ذريعة استعادة “الشرعية”، تؤكد حقيقة المطامع السعودية التي تهدف إلى الحصول على منفذ إلى بحر العرب لتصدير النفط؛ هربا من مضيق هرمز الذي أصبح بؤرة صراع مع ايران.
و نع تصاعد التوتر في المحافظة و تنامي الغضب الشعبي يبدو ان المخطط السعودي لانشاء قاعدة عسكرية في حوف، سيواجه برفض شعبي عارم، و قد يدفع إلى صدام مسلح مع رجال القبائل، كون هذه القاعدة ستلحق أضرار بيئية بمحمية حوف، و من جانب أخر ستطوق تحركات رجال القبائل بين الغيضة و شحن، فضلا عن أن هذه القاعدة العسكرية ستثير المخاوف العمانية، نظرا لقربها من حدودها الغربية، بالتزامن مع مع تبني السعودية تجنبد متشددين يعادون التوجه الديني المعتدل الذي تتبناه سلطنة عمان، و هو ما قد يحول محافظة المهرة المسالمة إلى ساحة تصفية خلافات بين الرياض و مسقط.