وزن معركة مأرب على الطاولة يصعد حدتها .. أفواج سلفية إلى مأرب وأنصار الله يصعدون ضد الاصلاح
يمنات – خاص
أنس القباطي
ما تزال أفواج من العناصر السلفية تتدفق باتجاه محافظة مأرب، شمال شرق اليمن، قادمة من المحافظات الجنوبية، في وقت بدأت فيه صنعاء تصعد لهجتها ضد التجمع اليمني للاصلاح “اخوان اليمن”.
و بدأت الأفواج السلفية بالتوجه صوب محافظة مأرب، منذ منتصف الأسبوع الماضي، للمشاركة في المعارك التي تدور هناك، إلى جانب قوات حكومة هادي.
و ما تزال المعارك مستعرة على أطراف مدينة مأرب، حيث تضغط قوات حكومة الانقاذ بشكل متواصل على قوات حكومة هادي منذ حوالي شهر، بعد ان تمكنت من الوصول إلى المناطق المتاخمة لسد مأرب من اتجاه صرواح، فيما تضغط من اتجاهات أخرى على المدينة التي أصبحت محاصرة من عدة اتجاهات.
و رغم النداءات الدولية و الأممية لوقف معارك مأرب، ما تزال المعارك محتدمة حتى اليوم السبت 20 فبرائر/شباط 2021.
و بدت المعركة خلال الأيام الماضية و كأنها معركة كسر عظم بين أنصار الله “الحوثيين” و التجمع اليمني للاصلاح “اخوان اليمن”، حيث يشكو ناشطي الاخير من خذلان أطراف عسكرية في الشرعية، ما جعله يعمد إلى الاستعانة بعناصر سلفية موالية له في المحافظات الجنوبية، و تفويجها صوب مأرب، بدعم سعودي.
احدى أفواج العناصر السلفية تعرضت لكمين نهاية الاسبوع الماضي في منطقة ضيقة بمديرية المحفد شرق محافظة أبين، ما تسبب في سقوط ضحايا، و هي ذات المنطقة التي كانت تتعرض فيها التعزيزات العسكرية المتجهة من مأرب و شبوة إلى أبين لهجمات مسلحين محسوبين على فصيل في المقاومة الجنوبية الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، لكن الاخيرة نفت وقوفها خلف عملية استهداف السلفيين الاخيرة.
سلطة صنعاء صعدت مؤخرا من لهجتها تجاه تجمع الاصلاح، على خلفية تفويج السلفيين إلى مأرب. و عقد صباح اليوم السبت اجتماع بين المجلس السياسي الأعلى و محافظي المحافظات الجنوبية المعينين من صنعاء و مسؤولين جنوبيين، للبحث في آليات لمنع الاصلاح من ما اسموه التغرير بأبناء المحافظات الجنوبية ، في اشارة إلى التحشيد من الجنوب صوب مأرب.
و في كلمة له في الاجتماع أكد محمد الرهوي عضو المجلس السياسي الأعلى انه معركة مأرب هي معركة اخلاقية و وطنية ضد حزب الاصلاح. متهما تجمع الاصلاح انهم يريدون ابقاء مأرب تحت الوصاية السعودية.
و يبدو ان أنصار الله يريدون من هذا الاجتماع ارسال اشارة للمجلس الانتقالي و لأطراف الشرعية المناوئة للاصلاح بأن معركة مأرب تستهدف الاصلاح الذي يعد سلطة أمر واقع في المحافظة.
تفيد مصادر صحفية ان المئات من العناصر السلفية وصلت مساء الجمعة 19 فبرائر/شباط 2021 إلى مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، و نقلت خلال الساعات الماضية باتجاه محافظة مأرب.
و تفيد مصادر عسكرية ان الخطوط الأمامية في منطقة الزور و المناطق المتاخمة لسد مأرب سلمت للعناصر السلفية، حيث تدور هناك أعنف المعارك منذ نهاية الاسبوع الماضي.
و اعتبر مراقبون ان تحشيد الاصلاح من محافظات عدن و لحج و أبين و شبوة يتم بدعم سعودي، و تمر تلك المجاميع التي يتم تحشيدها بتصاريح مرور من قيادة القوات السعودية بعدن.
و يشن ناشطو الاصلاح حملات على منصات التواصل الاجتماعي ضد المجلس الانتقالي و قوات طارق صالح المتمركزة في الساحل الغربي، حيث يتهمون تلك الاطراف بالتواطؤ مع أنصار الله، بل ان التهم وصلت حد التخوين، كما يطالبون بتحريك جبهة الحديدة التي يسيطر عليها طارق صالح، فيما الأخير يطالب هادي و حكومته بالانسحاب من اتفاق الحديدة كشرط لتحريك المعارك باتجاه مدينة الحديدة التي تتواجد قواته على أطرافها الشرقية و الجنوبية.
يرى مراقبون ان معركة مأرب هامة لأنصار الله و الاصلاح على حد سواء، فهي المعركة الاخيرة قبل الذهاب إلى التفاوض، حيث ستمكن الاول من تحسين شروطه التفاوضية، فيما يرى الثاني ان خسارتها ستجعله في الهامش، باعتباره القوة الأكبر سياسيا و عسكريا داخل الشرعية، عوضا عن سيطرته على أهم المفاصل في مؤساستها، إلى جانب أن مأرب محافظة هامة كونها محافظة نفطية، و سيطرة أنصار الله عليها ستمكنه من الحصول على النفط و الغاز و مورد اقتصادي كبير.
باتت مدينة مأرب محاصرة شأنها في ذلك شأن مدينتي الحديدة و تعز، غير ان سقوطها في يد أنصار الله “الحوثيين” سيرفع من حظوظهم التفاوضية، و سيضعف من حظوظ خصمهم تجمع الاصلاح.
المعارك العنيفة ما تزال محتدمة منذ الاسبوع على تخوم سد مأرب، و رغم ضراوتها إلى أنها ما تزال معارك كر و فر، و بات الطرفان يتهمان بعضهما باستهداف مخيمات النازحين الواقعة في أطراف المدينة. و بالتالي فإن استمرار التوازن بين الأطراف في معارك تخوم مدينة مأرب، و عدم قدرة أي طرف على الحسم، سيدفع بالأطراف الدولية و الاقليمية للضغط على الطرفين لوقفها، و بالتالي التوجه إلى طاولة التفاوض، لكن التوجه إلى الطاولة مع بقاء الوضع الحالي في مأرب سيؤدي إلى اشتعال المعارك مرة أخرى على الأرض رغم وجود الجلوس للتفاوض، لأن معركة مأرب لها وزنها على الطاولة.