أي قصص من الأوجاع شاهدة علينا وعلى مصيرنا..؟!
يمنات
ماجد زايد
تقرر إعدام القاضي عزي حميد عمر خلال الأسبوع القادم، بعد مصادقة المشاط على حكم قديم قضى بإعدامه بعد ثمانية عشر عامًا قضاها في السجن بتهمة تسريب رواية إغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي للصحفي عبدالكريم الخيواني الذي نشرها بدوره في يومها، القاضي إعتقل في العام 2002 مع الصحفي عبدالكريم الخيواني، وبعد ضغط سياسي وصحفي وشعبي أطلق الخيواني، وإستمر القاضي العزي مسجونًا، وفي العام 2012 أصدرت المحكمة العليا حكمًا يلوح بإعدام القاضي عزي حميد مع إشتراطها مصادقة رئيس الجمهورية لتنفيذ الحكم..
على إثر هذا، رفض الرئيس صالح التصديق على تنفيذ حكم الإعدام في عهده، كذلك الرئيس هادي، وأيضًا الصماد، واليوم تذهب سلطة الواقع لإعدامه بدون مسوغات قانونية أو زمنية مناسبة، وبلا مبررات منطقية تجيز حكمًا سياسيًا مليء بالحساسية والتعقيد..
إنسانيًا، ومنذ إعتقال القاضي العزي تجرعت أسرته الويلات الحسرات وعانت كثيرًا، في واحدة من أصعب القضايا والحكايات المسموع عنها تاريخيًا وسينمائيًا وعلى المستوى العالم الإنساني بمجمله، فعند إعتقاله أصيبت والدته بجلطة وتوفيت في الحال، كان ذلك اليوم هو الخميس، بعدها بإسبوع وفي الخميس التالي توفي والده، مات من غصة القهر الشديد الذي أصابه، كل هذا حدث بإسبوع واحد عقب إعتقاله، بعدها أصيبت زوجته بالعمى، من رثاءها وبكاءها الطويل على زوجها المظلوم، وبعد سنوات وسنوات جاءت الحرب وتمزق الوطن، ليجد نجل عزي حميد نفسه وحيدًا في عالم من الإنتقام والتهديد، ليذهب الى الحرب دون تردد ليموت فيها بقناعته وقهره..!!
هذه أسره تشبه وطنًا كاملًا من الشقاء والتشرد والضياع، وطن بأكمله كأنه نحن وتفاصيله تحدث فينا كل يوم، وطن شجاع حاول لمرة واحدة فقط رفض الظلم والبوح به في وجه الطغاة المستكبرين ليدفع الثمن غاليًا بروحه ووالده ووالدته وزوجته وعياله.. أي وجع نحن فيه اليوم، وأي قصص من الأوجاع شاهدة علينا وعلى مصيرنا..؟!
اليوم هناك حملة شعبية لرفض الإعدام بحق قاضٍ شجاع واجه بإرادته دولة خارجية إغتالت رئيسه ووطنه، الحملة مستمرة وصداها كبير، وفيها الكثير من الردود والتجاذبات، أهمها تهرب السلطة من الإستماع للأصوات المنادية بالعقلانية في تعاطياتها القضائية مع الشعب..!!
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا