عن ناصر باقزقوز وناكري الجميل
يمنات
أحمد سيف حاشد
ناكرو الجميل دفعوا الأستاذ والرفيق والصديق ناصر باقزقوز إلى المغادرة من مطار صنعاء، ربما دون عودة، وربما ليعلق هناك في الأردن بمجرد وصوله، وأكثر من هذا يمارسون عليه ضغوطهم للارتماء في أحضان خصومهم، بعد أن أداروا ظهورهم، وتنكروا له بجحود..!!
غير أن باقزقوز بات يفهمهم كثيرا، وقد عاشرهم سبع سنين ونيف، لا أربعين يوما فحسب، فقرر العودة من الأردن إلى صنعاء، رغما عن كل الضغوط التي أرادت النيل منه، وحمله على السقوط بغير قرار، فقرر العودة دون سواها، وظل متماسكا صلبا، مرفوع الهامة والجبين، والبقاء مخرزا في عيون شائنيه، وخنجرا في خاصرة ناكري الجميل، الذين لطالما تمنوا سقوطه، غير أنه خيّب ظنهم، وظلت شماريخه لا تعشق إلا أعنان السماء.
دُم كما أنت أيها الرائع والوفي في زمن ساد فيه الفاسدون اللئام.. دُم نقياً وثورياً ووطنناً في وجه الخيانة والنخاسة والخساسة..
كان رده في أول صدمه وجدها هناك: “هدنة أم فخ..؟!!”
تخلّى عنه الجميع ممن أحسن الظن بهم يوما، وخذلوه أشد خذلان وكأن تعميما قد صدر بحقه.. علق هناك في الأردن دون زاد ولا ماء ولا راحلة.
وكل يوم يمر عليه في الأردن يتأكد له ولنا أنه فخ من لؤم.. ولهذا وذاك قرر باقزقوز أن يعود إلى صنعاء منافحاً عن الحرية، ومدافعاً عن الحقوق، ومعارضاً لسلطة الفساد، ورافضاً بإرادة من فولاذ كل إذلال أو نذالة أو هشاشة، عازماً أن يظل كذلك شديد المراس لا يخضع ولا يلين ولا يستكين.
باقزقوز واحد من الذين صمدوا في صنعاء رغم تحوّلها إلى بيئة طاردة لأبناء الجنوب، وما بقاء فيها إلا أقل من القليل، في طليعتهم باقزقوز الذي قارع التمييز والادعاء، ولم يرحل عن صنعاء، وكنّا له فيها بقايا وطن.. صمد بتفان في وجه كل التقلبات والظروف القاسية والقاهرة، وقرر بشكيمة فذة أن يهزم اليأس والمستحيل معا.
الاهم أن باقزقوز صمد في صنعاء مقارعاً الظلم والفساد والباطل الذي كان يريد تحويله إلى فاسد أو بيدق أو دمية.. فشلوا مراراً وأنتصر، واستحال عليهم تحقيق ما أرادوه..
سيظل ناصر باقزقوز كما عهدناه بقامة الجبال، صادقاً وصريحاً وشفافاً وشامخاً، وممتلئاً دون نقصان.