العرض في الرئيسةفضاء حر

هل ستتعلم سلطاتنا من فيلم حياة الماعز..؟!

يمنات

أنس القباطي

نظام الكفيل المعمول به في السعودية هو نظام عبودية..
تحتاج السعودية لقرار شجاع لانهاء هذا النظام الذي يعد وصمة عار تلطخ سمعتها..

ما انفقته السعودية من مليارات الدولارات لتحسين سمعتها في الخارج دمره الفيلم الهندي حياة الماعز The goat life

هذا الفيلم الذي أثار ضجة واسعة يسلط الضوء على تعامل الكفيل السعودي مع العمالة المستقدمة من الخارج.

يظهر الفيلم الطبيعة القاسية للبيئة السعودية (بيئة صحراوية قاسية) عندما قارنها الفيلم بالبيئة الهندية (بيئة مدارية مطيرة)، وكذا طباع البدوي السعودي الاكثر قسوة وغلظة، وهو يعتدي على الراعي الهندي، لا لشيء سواء انه ترجاه.
وهنا يظهر الفيلم ان قساوة الانسان مرتبطة بقساوة البيئة، وان كل اموال السعودية وارتفاع دخل المواطن فيها لم يغير من طباع الانسان. وهو ما ينسحب على النظام السعودي الذي فشل في تغيير طبيعة الانسان القاسية، او ان هذا النظام هو امتداد لهذه القسوة، ولا يسعى لتغييرها، وان ما يقال عنه في وسائل الاعلام مجرد حديث ممول.

فيلم حياة الماعز يؤكد بما لا يدع مجالا للشك الدور الذي يلعبه الاعلام الهادف في تسليط الضوء على القضايا الحساسة.
يؤكد الفيلم ان بامكان السينما ان تهز دول مهما امتلكت من اموال ونفوذ، وان المال الذي ينفق لتحسين صور الانظمة، يمكن نسفه بفيلم يسلط الضوء على جانب واحد من جوانب الانتهاكات المقننة.

الفيلم كشف جانب من الحياة الخفية المقننة في السعودية، وسلط الضوء على حجم الاستعباد الذي يتعرض له الراعي في الصحراء من قبل الكفيل المتغطرس.

الكفيل المتغطرس في الفيلم الذي اجاد دوره الممثل العماني طالب البلوشي ليس انموذجا لكل الكفلاء، خاصة من مربيي الاغنام والماشية، لكنه حالة امتهان موجودة في المجتمع السعودي، ويمارسها بعض الكفلاء، ضد العمالة الأجنبية.

نحن اليمنيون نعرف كثير من المآسي التي تعرض لها مغتربون يمنيون وغيرهم من قبل الكفلاء، والتي بعضها تؤدي إلى سجن المغترب ظلما، وبعضها تودي بحياته وهو يحاول الهروب.

عندما نقول ان نظام الكفيل في السعودية نظام عبودية، فنحن نعي ما نقول، لأن الكفيل يظل متحكما بحركة العامل وحرية تنقله من عمل إلى اخر، وهو نظام يتصادم مع كل قوانين العمل في العالم.

الفيلم الهندي هو جرس انذار لكل السلطات في المنطقة، والتي تقنن بعضها ممارسات وسلوكيات لا تنتمي للعصر.

فعل ستتعلم سلطات الواقع في اليمن من الضجة التي احدثها الفيلم الهندي ومرغت بسمعة السعودية في التراب..؟.

للاسف سلطاتنا تقنن ممارسات وتشجع سلوكيات تمتهن الانسان، قد تجد يوما طريقها إلى السينما، وما بعد السينما لن تنفع معه المراجعة، او حتى الندم..!!

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى