أخبار وتقاريرأهم الأخبارإختيار المحررالعرض في الرئيسةتحليلات

دلالات لقاء العطاس الموسع بقيادات المجلس الانتقالي في عدن

يمنات – خاص

أنس القباطي

زار الثلاثاء 23 اكتوبر/تشرين أول 2024 المهندس حيدر ابو بكر العطاس مقر المجلس الانتقالي الجنوبي.

ووصل العطاس إلى عدن، رفقة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي قبل اسبوع، في زيارة تعد الاولى للمدينة منذ مغادرتها قبل 30 عاما.

لقاء موسع
وعقد العطاس – الذي اصبح منذ اغسطس/آب 2015 مستشارا لرئيس الجمهورية – لقاء موسعا مع أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، والكتلة الوزراية للمجلس ، ورؤساء الهيئات المساعدة لهيئة الرئاسة، وأعضاء الهيئتين التنفيذيتين للجمعية الوطنية ومجلس المستشارين، بحضور القائم بأعمال رئيس المجلس، رئيس الجمعية الوطنية، علي عبدالله الكثيري.

صيغة توافقية
وفي اللقاء لفت العطاس إلى أن أمام المجلس الانتقالي مهام ومسؤوليات عظيمة لجعل محافظات الجنوب أنموذجًا للدولة، والتعاطي الإيجابي مع المعطيات السياسية القائمة، حتى الوصول إلى صيغة سياسية توافقية جديدة ترضي الجميع.

وأكد العطاس على أهمية استمرار المجلس الانتقالي في جهوده لوحدة الصف الجنوبي، وتعزيز التكامل مع مختلف ألوان الطيف الجنوبي، على قاعدة الشراكة والتعاون لتحقيق الأهداف التي يناضل لأجلها.

رافعة الجنوب
واستعرض العطاس الوضع السياسي العام في البلاد، والتطورات في عموم المحافظات الجنوبية، وفي مقدمتها محافظة حضرموت، مؤكدًا أن حضرموت هي رافعة الجنوب، منوها إلى انه لا يمكن أن يكون هناك جنوب بدون حضرموت.

زيارة وتوجس
وكانت عودة العطاس الى عدن قد اثارت حالة من التوجس لدى المجلس الانتقالي، خاصة وانها تزامنت مع حالة التوتر التي نشبت بين المجلس والسعودية، على خلفية تدشين مجلس حضرموت الوطني المدعوم سعوديا لانشطته في المحافظة، والتي رد عليها الانتقالي بتظاهرة حاشدة في الذكرى السنوية لثورة 14 أكتوبر في مدينة سيئون حاضرة وادي حضرموت، ورفعه شعارات تؤكد على جنوبية حضرموت.

دلالتان
تطرق العطاس في كلمته التي القاها في اللقاء الموسع لقيادات الانتقالي في عدن إلى الحديث عن محافظة حضرموت، واعتبارها رافعة الجنوب، تحمل دلالتين: الاولى تؤكد ان زيارة العطاس إلى عدن مرتبطة بصراع النفوذ بين المجلس المدعوم اماراتيا، والسعودية، والثانية ان العطاس اوصل للمجلس رسالة من الرياض المحسوب عليها، قد تكون رسالة طمانة، وربما تكون رسالة تحذير.

تطمين وتحذير
وبدا العطاس في كلمته مطمئنا للمجلس الانتقالي الجنوبي، ومحاولا تهدئة مخاوفه، غير ان ما ورد فيها ربما يحمل رسائل تحذير من التصعيد، خاصة فيما يتعلق بمحافظة حضرموت.

الابتعاد عن اعاقة للحكومة
وتبدو رسائل التحذير في استعراضه لمجمل الوضع على مستوى اليمن، ثم الحاقه بتفصيل الوضع في المحافظات الجنوب.

ويفهم من كلمة العطاس حين قال بان (أمام المجلس الانتقالي مهام ومسؤوليات عظيمة لجعل محافظات الجنوب أنموذجًا للدولة، والتعاطي الإيجابي مع المعطيات السياسية القائمة، حتى الوصول إلى صيغة سياسية توافقية جديدة ترضي الجميع) بأن على المجلس التعاطي مع الوضع القائم في اطار (الشرعية) وان لا يعيق اداء الحكومة المعترف بها دوليا في جغرافية سيطرته، وان يساهم في انجاح مساعيها لجعل جغرافية السيطرة انموذجا للدولة، من خلال التعاطي الايجابي مع توجهات مجلس القيادة الرئاسي.

ارضاء الجميع
ويبدو ان العطاس اوصل رسالته لقيادة الانتقالي بأن عليها ان تعمل وفق ما هو مطلوب منها حاليا، وتأجيل الحديث عن الانفصال إلى ما بعد التوصل إلى تسوية سياسية على مستوى اليمن، والتي ستتضمن صيغة سياسية توافقية ترضي الجميع.

رسائل سعودية
ما اوصله العطاس في كلمته لقيادة الانتقالي ليس نصائح، كما انها ليست رسائل من رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وانما رسائل من السعودية، التي يبدو انها انتدبته إلى عدن لايصالها لقيادة الانتقالي.

غياب الزبيدي
وربما ان عدم عودة رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي إلى عدن، مرتبط بضغوط سعودية، حاول التملص منها بموقف قيادة المجلس، فابقته بعيدا، وابتعثت العطاس لايصال رسائلها لباقي قيادة الانتقالي.

تسوية وتصعيد
كما لقاء العطاس بقيادة الانتقالي ومكوناته القيادية المختلفة تحمل عدة دلالات، من بينها ان هناك توجه نحو تسوية شاملة سيكون الانتقالي جزء منها، ولا ينبغي ألا يقف في وجهها، وما يشير إلى ذلك تحركات المبعوث الاممي الاخيرة، ولقائه بقيادات من الاحزاب اليمنية مؤخرا في الاردن، وما كشف عنه في بيانه الاخير الصادر الثلاثاء 23 أكتوبر/تشرين اول 2024 من ضرورة ان العودة لمخرجات مفاوضات الكويت التي عقدت في العام 2016.

وهناك دلالة اخرى قد تكون مرتبطة بتوجه لمعركة قادمة ضد انصار الله “الحوثيين”، وينبغي استباقها بتوحيد المكونات المنضوية في اطار الشرعية، ما يعني تاجيل الخلافات بين المكونات إلى ما بعدها، وما يشير، إلى ذلك اللقاءات المكثفة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي باللجنة الامنية والقيادات العسكرية.

خلاف سعودي اماراتي
ويذهب البعض إلى ان زيارة العطاس إلى عدن، تؤشر إلى خلافات سعودية اماراتية على النفوذ في المحافظات الجنوبية، ورمت الرياض ببعض ثقلها للضغط على ابو ظبي، وارسلت للانتقالي المدعوم اماراتيا عبر العطاس رسائلها لتؤكد له بانه عليه عدم معارضة ارادتها، والتي كان قد دشنها بتظاهرة سيئون.

استمالة
وفي المجمل فإن زيارة العطاس إلى عدن لا تخلو من ايصال رسائل سعودية للانتقالي، وان لم تكن تحذيرية، فإنها تطمينية، لكسب وده واستمالته بعيدا عن الامارات، لأن ما اظهره من موقف في تظاهرة سيئون مؤشر على خلاف سعودي اماراتي، كشفت عنه الاخيرة عن طريق الانتقالي.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى