العرض في الرئيسةفضاء حر

بين سقوط بغداد ودمشق .. ما أشبه الليلة بالبارحة..!

يمنات

عبد الوهاب قطران

شاهدنا وشاهد العالم نفس المشاهد المتلفزة قبل 21 سنة، عندما غزى مغول العصر بغداد في ربيع العام 2003م.

وبعد صمود مدينة ام قصر العراقية عشرة ايام تهاوت بقية المدن العراقية كاحجار الدمينو، وقبل سقوط بغداد بيوم ظهر وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف يطمن الامة ان بغداد ستصمد، ولن تستسلم للعلوج، وفي اليوم التالي شاهدنا القوات الامريكية وسط بغداد، تنتزع تماثيل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وتسقطها، وشاهدنا تصفيق وفرح ورقص الغوغاء والدهماء.

وبعدها تم تسليم العراق لجماعات الاسلام السياسي الشيعية، وتم حل حزب البعث العربي الاشتراكي العراقي، وحل الجيش والدولة العراقية، واقتلع النظام القومي العروبي الاشتراكي، وتم غرس النظام الطائفي في الدولة العراقية، واقرار المحاصصة الطائفية، رئيس كردي ورئيس برلمان سني ورئيس حكومة شيعي، فغرقت العراق منذ اكثر من عقدين بالفوصى والضياع والتيه، وجاع اغنى الشعوب، الشعب العرقي، حتى وصل الحال بأن يجف نهري دجلة والفرات وتعطش بلاد الرافدين..!

وندم الشعب العراقي على صدام حسين وبكاه ورثاه، وبات اليوم يحن لعهده وحقبته.

وبعد 21 سنة من سقوط دولة حزب البعث الاشتراكي العربي العراقي، تكرر نفس المشهد اليوم في اخر قلاع العروبة دمشق، تهاوت وتساقطت المدن السورية وتم تسليمها دون اي مقاومة، ولم يطلق الجيش العربي السوري حتى طلقة واحدة..!!

وبالامس ظهر وزير الداخلية السوري بلقطة متلفزة، وقال دمشق محصنة تحصين قوي وستصمد وتقاتل..!!

وماهي الا ساعات حتى سقطت دمشق، وسلمت لذوي اللحى الغانمة، جماعات الاسلام السياسي السنيةبدون اي مقاومة.

وسقط الرئيس السوري وحزب البعث والجيش العربي السوري والدولة السورية بغمضة عين.

وشاهدنا وشاهد العالم نفس المشاهد التى سبق وشاهدناها في بغداد قبل 21 سنة نزع تماثيل الاسد الابن والاب من وسط دمشق وبقية المدن السورية، وسط تصفيق وفرح ورقص الدهماء والغوغاء.

اما اسرائيل فكانت اول من سارع لقطف ثمرة النصر والسقوط، فسارعت لاحتلال جبل الشيخ السوري، وفرضت منطقة عازلة بالجولان السوري..!

وغدا سيحل حزب البعث السوري والدولة السورية، وماتبقى من الجيش العربي السوري ، وسيفرض نظام المحاصصة الطائفية، كما فرض البارحة في العراق وقبلها في لبنان..!! وستجزأ سوريا المجزاءة اصلا، وتغرق بالفوضى والطائفية.

فكم من الوقت سيمضي حتى تتبخر النشوة ويندم الشعب السوري على عهد حزب البعث العربي الاشتراكي، ويحن لحقبة الاسد ودولة العدالة الاجتماعية و التنمية والتصنيع والاكتفاء الذاتي.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى