الرقم “13”
يمنات
أحمد سيف حاشد
الرقم 13 رقم مشؤوم وشائع شؤمه، ربما على نطاق واسع من العالم.. برنامجي الانتخابي كان مكون من ثلاثة عشر بندا، وهو نفس الرقم الذي يتشائم منه الكثير!! لماذا لم أزد بندا أو أنقص بندا لأتجنب هذا الرقم الذي يحذره الكثير ممن يتشأمون منه؟!! الحقيقة ان هذا فات من انتباهي بداية، وركزت عليه لاحقا، وشعرت أنني بحاجة إلى أن أغالب الشؤم وأغلبه.. التراجع للوراء لم يعد بالأمر المتاح حتى من قبيل التفكير به.
الرقم 13 رقم تشاؤمي لدى كثير من الثقافات والشعوب توارثته إلى اليوم من عهد بعيد، ولازال يأخذ شكل “الفوبيا” في وعي الكثير ممن يرون أنه يمسهم بالنحس وسوء الطالع والحظ، ويعني لهم أيضا الموت، والشيطان، والمشنقة، والخيانة، والكارثة، والغواية، والحظ السيء.. كما أن تشاؤمية هذا الرقم طال اعتقاد عدد من الشخصيات المشهورة مثل الفيلسوف شيشرون، والقائد الفرنسي نابليون، ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية فرانكلين روزفلت، ورئيس وزراء بريطانيا تشرشل، والكاتب الأمريكي مارك تواين، والبحار المستكشف كريستوفر كولومبوس.
رغم الحضارة والتمدن الذي بلغته تلك الشعوب إلا أن هذا الاعتقاد لازال يتملك وعيهم وهو ما دفع بالكثير من أصحاب الفنادق والمستشفيات والمطارات في عدد من الدول إلى تجنب وضع غرف أو بوابات تحمل هذا الرقم، وبحسب بعض المصادر أن أكثر من 80% من ناطحات السحاب والفنادق في بعض دول العالم لا تستخدم الرقم 13 في ترقيم طبقاتها، وتقفز من 12 إلى 14 وأحيانا يستبدل الرقم 13 بالرقم 12A، وبعض شركات الطيران لا تدخل هذا الرقم على رحلاتها، وبعض ملاك البواخر يتجاوزونه.
برنامجي الانتخابي لم يكن شاطحا، وإنما كان حالما، إذا ما تم مقارنته بالواقع المعقد والصعب والمثقل بالركام.. جاء حالماً بتغيير هذا الواقع الذي يثقل كواهل الناس، وساعيا في محاولة تغييره.. وشرف المحاولة أيضا ليس بالأمر اليسير.
عندما تكشف لي الرقم 13 في برنامجي الانتخابي كان الوقت قد فات لتصحيحه، ولم أبح بالأمر حتى لا أنقل أي طاقة سلبية لفريقي، بل يجب أن أغالب مزاعم ونحوس هذا الرقم، وأحوله إلى انتصار.. لقد أتاني أكثر من حلم يحمل لي بشارة جعلتني أتعلق وأتشبث بأمل الفوز رغما عن الرقم 13.
ربما كان حالي يشبه الراعي الإسباني “سنتياغو” بطل رواية “الخيميائي” للروائي البرازيلي باولو كويلو والتي نشرت لأول مرة عام 1988 والتي تحكي عن حلم الراعي الذي تكرر للكنز المدفون قرب الأهرامات بمصر، فبدأ رحلته إليها حتى وجده، وبين الحلم والعثور على الكنز كثير من الصبر والجلد والمشقة والمخاطر وجميعا انتهت إلى تحقيق حلمه.
لقد صرتُ أحدث نفسي بعد الفوز:
– لقد كسرتُ النحس، بل صيرته نصرا وفوزا.. نلت بالرقم حظا وفيرا.. صار رقم 13 هو رقم الحظ والسعد لي ، وقد أنحس غيري.. لقد كان أشبه بالتميمة أو التعويذة التي حوطتني برعايتها حتى نلت الفوز المؤزر!!
ثم أجدني أناقش نفسي:
– هذا التفسير ربما لا يخلوا من خرافة؛ لأني لم أنل فوزي بالحظ، ولكن نلته بجهد مثابر.. أحسست أنني أنزف بما أبذله من جهد جهيد، يبلغ بي أحيانا حد الإعياء! أما الحلم فقد دفعني إلى التشبث بالأمل، وربما زاد عليه ما يسمونه “قانون الجذب”.. وحتى إن كان للحظ دخل فهو ليس إلا مكملا لجهد وإرادة ومسعى، ولكن لطالما تخلى عنّي الحظ كثيرا خلال سنوات عمري الطويل.. أنا لا أطول ما أريد في حياتي بيسر وسهولة، بل أطوله بشق النفس وانقطاع النفس.. أطول القليل بطلوع الروح، والقتال حد الانتحار أو ما يشبهه.
وما أشبه اليوم بالبارحة
***
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا