ما أحقر السياسة حين تصير بلا مبدأ

يمنات
عبد الوهاب قطران
ما أحقر السياسة حين تصير بلا مبدأ، وما أتفه بعض “الرفاق” حين يتحولون إلى أبواق اصطفاف لا تفرّق بين الحق والعدو.
أنا مش حوثي، وكنت سجينًا في زنازينهم ستة أشهر انفرادية، لأني قلت لعبدالملك: “من فوضك تحارب أمريكا؟ حارب الفقر والظلم في دويلتك أولًا!”
لكن لما يعتقلوا شيخ قبلي كبير، ومريض، في طريقه للعلاج، لأنه ظهر على قناة خصم سياسي، فهنا تنتهي “الشرعية”، ويبدأ الانحطاط.
أنا مش متضامن مع الحوثي، بل مع الإنسان.
مع الشيخ المريض المعتقل ظلمًا.
مع قيم القبيلة والإنسانية والعدالة، مش مع جواز السفر.
اللي شايف التضامن مع خصم معتقل خيانة، هذا مش صاحب موقف… هذا موظف في مطبخ تخوين، أو مشلول الضمير، أو بيشتغل بالأجرة في بورصة الهاشتاغات.
أما الرفيق الذي يقيم في لندن منذ تسعة عشر عامًا، ويمنحنا صكوك الطهارة من بعيد، فأقول له:
نحن لا نُصاب بعدوى الحوثية، ولا نحمل جرثومتها، لكن بعض “اليساريين” للأسف، أصيبوا بفيروس الخوف، فصاروا يكتبون كما يُملى عليهم، لا كما يمليه الضمير.
سجّلوا:
من يدافع عن حق الإنسان في وجه القمع، لا يُخوَّن بل يُحترم.
ومن يصمت عن القمع لأنه يمس خصمه السياسي، فهو مجرد نسخة محدثة من البغي القديم… ولو لبس قميص “الثوري”.